تُحَاصِرُنِي الأشْجَانُ وَالْقَلْبُ يَخْضَعُ
تُطارِدُنِي الأَحْزَانُ لِلَّه أفْزَعُ
وَأُلْقِي حمُولِي وَالْهُمُومَ بِأَسْرِهَا
وآوي لِرُكْنِ اللَّه وَالنَّفْسُ تَخْشَعُ
أَلَا أَيُّهَا الْمَحْرُومُ عَيْشَ سَعَادَةٍ
حَيَاتُك قُرْبَ اللَّهُ أَبْهَى وأروَعُ
فَدَعْ عَنْكَ مَا قَدْ كَانَ وَالْزَمْ رِحَابَهُ
فَمَن لاذَ بِالرَّحْمَنِ لَيْس يُضَيَّعُ
مَتَى قُلْت يَا رَبَّاهُ تَنْزَاح غَمَّهٌ
إذَا مَا أَحَاطَ النَّاسَ هولٌ مُرَوِّعُ
فَلَا عَيْشَ فِي الدُّنْيَا يَطِيبُ بِغَيْرِهِ
وَفِي رَوْضِ أُنْسِ اللَّهُ رُوحِي تُمَتَّعُ
وَلَا فَضْلَ فِي هَذِي الْحَيَاةِ بِدُونِه
فِمِنْ غَيْثِ لُطْفِ اللَّهِ يخضلُّ بَلْقَعُ
فَيَا وَيْحَ قَلْبٍ لَيْسَ يَأْوِي لِرُكْنِهِ
يَتُوهُ بِدُنْيَا النَّاسِ وَالرُّوحُ تُصْدَعُ
قَضَيْتُ حَيَاتِي فِي الدُّرُوبِ مُشَتَتًا
وظَلَّ فُؤَادِي فِي الْجَهَالَةِ يَرْتَعُ
وَمَرَّتُ سنونُ الْعُمْرِ مَرَّ سَحَابَةٍ
وولَتْ كَطَيفٍ فِي الْخَيَالَاتِ يُسْرِعُ
وَمَا كُنْتُ طُولَ السَّيْرِ فِي الْحَقِّ مُجْهِدًا
خيولي وَفِي الْمِحْرَابِ عَيْنَايَ تَدْمَعُ
شُغِلْتُ بِهَمٍّ فِي الْحَيَاةِ وَلَمْ أَزَلْ
أَهِيمُ وَرَاءَ الْحُلْمِ بالزَّيْفِ أُخْدَعُ
وللنبضِ مِنْ طَيِّ النَّهَار تَأَلّمٌ
وَلِلْقَلْبِ مِنْ سَيْرِ اللَّيالِي تَفَجُّعُ
وَكَم ضَاقَت الْأَنْفَاسُ فِي صَدْرِحَائِرٍ
وَطَال عَلَيْهِ اللَّيْلُ مَا عَادَ يَهْجَعُ
فَمَا اِرْتَاح إلَّا حِينَ أَسْرَج نَبْضَهُ
فَسَار إلَى الرَّحْمَنِ وَالدّمْعُ يَشْفَعُ
تَخَفَّفَ مِن هَمٍّ فصَارَمُحَرَّرًا
يُحَلِّقُ فِي فَلك السَّمَاءِ ويُرْفَعُ