الأمة| زعمت قوات سوريا الديمقراطية، أن القوات الموالية لحكومة دمشق تنفذ أعمالًا “استفزازية ومشبوهة” في مناطق مختلفة. ونفت وزارة الدفاع السورية أي هجمات على أي حي في حلب. واتهمت الوزارة قوات سوريا الديمقراطية بـ”خرق اتفاق وقف إطلاق النار” و”مهاجمة مواقع للجيش”.
قالت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إن قوات تابعة لإدارة دمشق تقوم بأعمال “استفزازية ومشبوهة” في بعض المناطق خلال الأيام الأخيرة، وحذرت من أنه “في حال استمرار هذه الهجمات ضد قواتنا، فسنضطر للرد في إطار الدفاع المشروع”.
في هذه الأثناء، قالت مديرية الإعلام والاتصالات في وزارة الدفاع السورية إن قوات سوريا الديمقراطية “نفذت هجمات عديدة على مواقع للجيش بأسلحة مختلفة”.
وأشار البيان إلى أن “المحاولة الأخيرة لقوات سوريا الديمقراطية كانت التسلل إلى مواقع الجيش في شرق حلب”، وأن “ذلك أدى إلى اشتباكات عنيفة”.
وأكدت الوزارة أن هذه التوترات تظهر عدم التزام قوات سوريا الديمقراطية بالاتفاق المبرم في 10 مارس/آذار الماضي، وأن الاستخبارات العسكرية تراقب تحركات قوات سوريا الديمقراطية بشكل مستمر.
ورغم التوترات، جددت وزارة الدفاع السورية التزامها بالمبادئ الأساسية، مثل “وقف إطلاق النار الشامل وتنفيذ بنود الاتفاق، وتوحيد القوات العسكرية تحت مؤسسات الدولة، وضمان حق المشاركة السياسية لجميع المواطنين السوريين، والعمل على عودة النازحين، ورفض كل أشكال الانقسام”.
وزعمت قوات سوريا الديمقراطية في بيان لها أن قوات تابعة لحكومة دمشق تنفذ أعمالاً “استفزازية ومشبوهة” في مناطق مختلفة.
وحذرت قوات سوريا الديمقراطية من أنه “في حال استمرار استهداف قواتنا فإننا سنضطر للرد دفاعاً عن النفس”.
وأكدت قوات سوريا الديمقراطية، في بيانها، أن مجموعات تابعة لحكومة دمشق تستفز قواتها منذ أيام، وخاصة في بلدة دير حافر والقرى المحيطة بها، مؤكدة أنها تصرفت باعتدال ولم ترد على الاستفزازات المستمرة.
واتهمت قوات سوريا الديمقراطية قوات الحكومة السورية بـ”الاستمرار في انتهاك وقف إطلاق النار”.
فيما يتعلق بالوضع في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، أفادت قوات سوريا الديمقراطية بأن المجموعات التابعة للحكومة تمركزت في هاتين المنطقتين، وكثفت عمليات المراقبة، وتُحلّق باستمرار بطائرات مُسيّرة. ووصفت قوات سوريا الديمقراطية هذا الوضع بأنه “استفزاز واضح”.
وتقول قوات سوريا الديمقراطية إن هذه الإجراءات تنتهك روح الاتفاق الذي وقعه مجلسا حيي الشيخ مقصود والأشرفية مع حكومة دمشق في الأول من نيسان/أبريل. كما يقولون إن هذا الوضع تسبب في اضطرابات بين السكان المحليين وعرض سلامة المدنيين للخطر.
دعت قوات سوريا الديمقراطية الحكومة السورية إلى “ضبط العناصر الخارجة عن القانون” وتجنب انهيار الاتفاقات القائمة. كما حثتها على تجنب أي خطوات من شأنها تصعيد التوترات، حفاظًا على السلم الاجتماعي في حلب والمناطق الأخرى.
أعلنت القوى الأمنية المحلية في الشيخ مقصود والأشرفية، أمس الثلاثاء، أن طائرة مسيرة مفخخة، يزعم أنها تابعة لـ”الحكومة السورية المؤقتة”، استهدفت نقطة أمنية قرب الشيخ مقصود، ما أدى إلى إصابة عنصرين أمنيين.
آخر المستجدات في المفاوضات
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية استمرار المفاوضات، بدعم من الحكومتين الأمريكية والفرنسية، لدمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الجيش السوري. وأكدت الوزارة أن هذه الخطوة “حيوية” لاستقرار سوريا والمنطقة.
في بيان صدر يوم الثلاثاء 12 أغسطس/آب 2025، ذكّرت وزارة الخارجية الفرنسية بالوعود المقطوعة في مؤتمر سوريا الذي عُقد في باريس في فبراير/شباط الماضي. وأكدت أن فرنسا “تواصل جهودها من أجل عملية انتقال سلمي تضمن بناء سوريا حرة، موحدة، ذات سيادة، ومستقرة”.
وقالت الوزارة: “نحن وشركاؤنا الأمريكيون في حوار مستمر مع الممثلين والمسؤولين الانتقاليين في شمال شرق سوريا. وتتواصل جهودنا لتقريب وجهات النظر”.
وجاء في البيان أن “اندماج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري له أهمية حيوية لاستقرار سوريا والمنطقة ومحاربة الإرهاب”.
في 10 مارس/آذار، وقّع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، اتفاقيةً لدمج قوات الإدارة الذاتية لروج آفا وقوات الحكومة السورية. إلا أنه ورغم جولات المفاوضات العديدة، لم يُحرز أي تقدم في تنفيذ الاتفاقية.
وأعلنت فرنسا الشهر الماضي أنها ستستضيف الجولة المقبلة من المحادثات بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية في باريس، إلا أن الحكومة السورية اتخذت “موقفا حازماً” ضد المؤتمر الذي نظمته قوات سوريا الديمقراطية في الحسكة، ووصفته بأنه “ضربة” مباشرة لجهود التفاوض.
وترفض الحكومة السورية حضور أي اجتماعات في باريس، وتطالب بنقل كل المفاوضات إلى دمشق.
