تتوجه إسرائيل لاحتلال قطاع غزة بالكامل، بحسب ما كشفت عنه وسائل إعلام عبرية، أكدت أن نتنياهو قرر احتلال غزة.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلا عن مسؤولين إسرائيليين: “إذا كان احتلال قطاع غزة لا يناسب رئيس الأركان (إيال زمير) فليقدم استقالته”.
ماذا يعني احتلال كامل أراضي غزة؟
الاحتلال الكامل لقطاع غزة يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يدخل كل مناطق قطاع غزة، ليس من أجل السيطرة فقط على كل المدن والمخيمات.. ولكن ارتكاب المزيد من الجرائم الإنسانية بموافقة أمريكية، والتي تعني أنه ربما يضحي بالأسرى الإسرائيليين أنفسهم للتخلص من هذا الصداع الكائن في رأس بنيامين نتيناهو، نتيجة الضغوط التي يقوم بها أهالي الأسرى عليه.
كما توقع خبراء إسرائيليون مزيدا من الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، خاصة وأن المقاومة تنتهج أسلوب حرب العصابات، من خلال تدريب مقاتلين محترفين باستخدام الأنفاق و العبوات الناسفة، ما يجعل من المهمة شبه مستحيلة كما حدث في حروب سابقة للولايات المتحدة الأمريكية في العراق وأفغانستان.
كما سيؤدي احتلال القطاع لتدهور الوضع الإنساني بشكل كارثي وموت جماعي، فمع ضغط جيش الاحتلال سيضطر سكان غزة للذهاب ناحية الجنوب، وهو ما يسعى له جيش الاحتلال من أجل فتح ممرات “طوعية” للهجرة، كوسيلة غير مباشرة للتهجير، وهو ما ترفضه مصر.
ويعقد المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت) مساء اليوم الثلاثاء اجتماعا من المتوقع أن تحسم فيه مسألة توسيع العملية العسكرية داخل قطاع غزة، بعد أنباء عن منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضوء الأخضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحتلال القطاع، رغم معارضة المنظومة الأمنية.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني تعليقه على الاجتماع المرتقب بأن “المفاوضات، التي كانت قد اقتربت من التوصل إلى اتفاق، لم تُفضِ في النهاية إلى نتيجة، ولا تبدو الآن قريبة أو ممكنة”، معتبرا أن إسرائيل تدير ظهرها لجهودها المبذولة للتوصل إلى اتفاق.
بدورها، قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” نقلا عن مسؤول سياسي رفيع، إنه لا يوجد حتى الآن قرار نهائي من نتنياهو بإصدار أمر للجيش الإسرائيلي بشن هجوم جديد والدخول إلى بقية مناطق قطاع غزة، لكن التوجّه نحو هذا الخيار يتصاعد.
الاحتلال مطروح
ومساء أمس الاثنين، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أن نتنياهو قرر توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة لتشمل كل المناطق بما فيها تلك التي يمكن أن يوجد بها الأسرى.
وأضافت المصادر أن نتنياهو اتخذ القرار رغم من معارضة رئيس الأركان، وأن رئيس الوزراء حصل على ضوء أخضر من ترامب، ونقلت عن نتنياهو قوله إن احتلال كامل القطاع أمر مطروح.
في المقابل، قالت مصادر إن رئيس الأركان إيال زامير قد يستقيل إذا تم تنفيذ خطة احتلال القطاع كاملا.
كما أشارت المصادر إلى أن صفقة جزئية كانت على بعد خطوة فقط، لكن إسرائيل تخلت عنها بسرعة كبيرة.
ونقلت يديعوت أحرونوت، عن مقربين من نتنياهو قولهم إن “القرار قد اتُّخذ، ونتجه نحو احتلال كامل للقطاع وحسم المعركة مع حماس”، على حد زعمهم.
معارضة أمنية
من جهتها، نقلت “يسرائيل هيوم” عن مقربين من زامير أن هدفه الوحيد هو “هزيمة حماس وإعادة الرهائن دون الانجرار إلى مصيدة إستراتيجية”.
كما نقلت عن المقربين من رئيس أركان الجيش أنه يطالب منذ فترة بعقد اجتماع كابينت لمناقشة خطط الجيش في غزة، لكن نتنياهو يمنعه من عرض خطته، وأن هذه الخطة تتضمن تطويق مواقع معينة في القطاع والضغط على حماس لتهيئة الظروف لإطلاق سراح المحتجزين.
وشددت على أن زامير يعارض احتلال القطاع بالكامل خشية على حياة المحتجزين وتآكل قدرات قوات الجيش.
معارضة عائلات المحتجزين
ولقيت الأنباء برغبة نتنياهو احتلال قطاع غزة معارضة شديدة لدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن عائلات الأسرى أن اجتياح غزة يعني خسارة المحتجزين ومزيدا من القتلى في صفوف الجنود.
كما اتهمت العائلات الحكومة بإحباط صفقات لإنقاذ المحتجزين بشكل متعمد وبتضليل الرأي العام.
وأوضحت العائلات أن كبار المسؤولين الأمنيين قدموا للحكومة خيارات عملية “لعودة الأسرى وإخضاع حماس، لكن الحكومة رفضت وأفشلت وأضاعت الفرص”.
وذكّرت عائلات الأسرى بقتل 50 جنديا منذ استئناف الحرب، دون إنجازات عسكرية أو عودة للمحتجزين.