بعدما انتهت القمة اللبنانية – الفرنسية بين الرئيسين اللبناني جوزيف عون والفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر بعبدا، عقد الرئيسان مؤتمرا صحافيا.
وأكد عون أمام نظيره الفرنسي أن ثقة اللبنانيين بدولتهم عادت بعد انتخاب رئيس ورئيس حكومة. وأضاف، اليوم الجمعة، أنه يسعى ليستعيد العالم ثقته بلبنان.
في حين شدد ماكرون على أن لبنان على الطريق الصحيح بوجود عون رئيسا. وأعلن بدء العمل لحث المجتمع الدولي على مساعدة لبنان، وخصوصا إعادة الإعمار.
كذلك أوضح أن فرنسا ستعمل مع لبنان على ترسيم الحدود عند الخط الأزرق، مع تدريب الجيش اللبناني والبدء بـ 500 جندي.
وتعد هذه الزيارة الأولى لرئيس دولة أجنبية منذ انتخاب الرئيس اللبناني الجديد وتهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتأكيد على دعم فرنسا المستمر للبنان في مجالات السيادة والاستقرار والإصلاحات الاقتصادية.
رئيسا للبلاد وتشكيل حكومة
يذكر أن ماكرون كان سعى جاهدا في السنوات الأخيرة لإيجاد حلّ في لبنان الغارق في أزمات متلاحقة. وزار البلاد مرتين عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020، لدعم انفراج سياسي تعذّر عليه تحقيقه حينها، وسط انقسام سياسي حاد بين حزب الله وخصومه.
لكنه واصل ممارسة الضغط على الأطراف اللبنانيين، وعيّن وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان مبعوثا خاصا في حزيران/يونيو 2023 في مسعى لتيسير انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.
إلا أنه كان لا بدّ من الانتظار سنة ونصف سنة قبل أن ينتخب البرلمان الأسبوع الماضي عون رئيسا للبلاد، على وقع ضغوط خارجية خصوصا من الولايات المتحدة وفرنسا، أعقبت تغيّر موازين القوى في الداخل اللبناني على خلفية نكسات مني بها حزب الله في مواجهته الأخيرة مع اسرائيل وسقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.
فيما رأت الدبلوماسية الفرنسية في تعيين نواف سلام رئيسا للحكومة وانتخاب عون “انتصارا” كّرس جهودها، لاسيما أن القاضي الدولي الذي يحظى باحترام كبير كان مرشّحها لمنصب رئيس الحكومة في السابق، لكنّ تسميته آنذاك واجهت تحفّظات من حزب الله الذي شكل القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد سابقا.