نجحت ماليزيا، بدعم من الولايات المتحدة، في التوسط للتوصل إلى اتفاق هدنة ميدانية بين تايلاند وكمبوديا، بعد أيام من الاشتباكات الدامية على الحدود بين البلدين، والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى ونزوح آلاف المدنيين.
وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة إن المفاوضات تمت في العاصمة الماليزية كوالالمبور خلال الساعات الـ48 الماضية، بحضور ممثلين من وزارتي الخارجية في كلا البلدين، ومشاركة وفد أمريكي رفيع بقيادة نائبة وزيرة الخارجية لشؤون آسيا والمحيط الهادئ.
وأكد وزير الخارجية الماليزي محمد حسن أن بلاده “تؤمن بالدبلوماسية كطريق لتحقيق الأمن الإقليمي”، مضيفاً أن ماليزيا “لن تدّخر جهداً في تسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة في جنوب شرق آسيا”.
وجاءت الوساطة الماليزية استجابة لتصاعد التوتر الحدودي بين تايلاند وكمبوديا، والذي بلغ ذروته الأسبوع الماضي عندما اندلعت اشتباكات مسلحة قرب مقاطعة برياه فيهير المتنازع عليها. واتهم كل طرف الآخر ببدء إطلاق النار، فيما ارتفعت حدة الخطاب السياسي بين العاصمتين بانكوك وبنوم بنه.
وتُعد هذه الهدنة أول اختراق دبلوماسي منذ تجدد النزاع قبل نحو شهر، ويُنظر إلى الدور الماليزي كعلامة على تصاعد ثقل كوالالمبور الإقليمي، خاصة في ظل الدعم الأمريكي الذي اعتبره مراقبون جزءاً من إعادة ترتيب النفوذ في المنطقة.
ويُتوقع أن يتم الإعلان عن خارطة طريق لسلام دائم بين البلدين في قمة آسيان المقبلة، بموجب ما وصفه مراقبون بـ”النجاح الماليزي الحاسم في تجنيب المنطقة تصعيدًا كارثيًا”.