ماهي سيناريوهات مصير وقف إطلاق النار في غزة؟
أظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة معاريف العبرية أن أكثر من نصف الجمهور الإسرائيلي يعتقد أن هَم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الحفاظ على ائتلافه الحكومي، لذلك لن تكتمل صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
يأتي ذلك بعدما قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن نتنياهو يخطط لعرض مطالب إسرائيل بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي تشمل إبعاد قيادة حماس من غزة، وتفكيك جناحها العسكري ونزع سلاحها، وإطلاق جميع سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وخلصت المفاوضات التي قادتها الوساطة القطرية المصرية إلى تطبيق وقف إطلاق النار على مراحل لعدة أسباب أبرزها:
وجد الوسطاء في اتفاق المراحل فرصة لوقف إطلاق النار بعد 470 يوما من العدوان، وتأجيل النقاط الخلافية بين الجانبين إلى مراحل لاحقة، في إطار إقناعهما بالبدء بتنفيذ المرحلة الأولى.
يعطي هذا الاتفاق فرصة لنتنياهو لإقناع ائتلافه الحكومي “المتطرف” للموافقة على البدء بالاتفاق، والنظر لاحقا ببقية المراحل، بسبب رفض حكومته وقف إطلاق النار بشكل نهائي قبل القضاء على حماس، وذلك حسب أهدافه المعلنة للحرب.
يمنح الاتفاق المقاومة الفلسطينية مساحة للمناورة والضغط للحصول على مطالبها بحكم بقاء محتجزين إسرائيليين لديها عبر إلزام الاحتلال بتنفيذ البروتوكول الإنساني، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين حسب المعايير المتفق عليها، وصولا لإنهاء الحرب، وذلك في ظل عدم الثقة بين الجانبين وتهديدات الاحتلال باستكمال العدوان.
السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة المقبلة
لم تقدم الحكومة الإسرائيلية أي ضمانات واضحة بعدم استئناف القتال، ما يثير المخاوف بشأن نواياها الحقيقية تجاه الاتفاق، خاصة مع تعنت اليمين الإسرائيلي “المتطرف”، واحتجاجه على مشاهد تسليم المحتجزين في غزة، حيث اعترف مهندس خطة الجنرالات غيورا آيلاند بفشل الحرب الإسرائيلية على القطاع في تحقيق أهدافها.
وفي مقال له، في صحيفة يديعوت أحرونوت، قال إن “النصر المطلق الذي كانت تتطلع إليه إسرائيل في غزة تحوّل إلى الفشل المطلق، حيث عجزت عن تحقيق أهداف الحرب الأربعة المتمثلة في تدمير القوة العسكرية لحماس، وإسقاط نظام حكمها، وإعادة سكان الغلاف بأمان، أما بخصوص استعادة الأسرى فقد نجحت فيه جزئيا من خلال الصفقة”.
أمام ما سبق تبرز 3 سيناريوهات محتملة لمستقبل وقف إطلاق النار هي:
انهيار الاتفاق بعد المرحلة الأولى، نظرا للانتهاكات المتكررة والتباطؤ الإسرائيلي المتعمد في تنفيذ الالتزامات، ووضع نتنياهو شروطا جديدا لاستكمال الاتفاق.
النجاح في الوصول للمرحلة الثانية وهو ما سيحرص عليه الوسطاء نظرا لأن تنفيذ جميع مراحل وقف إطلاق النار سيسهم في تهدئة المنطقة برمتها، وإفشال مخطط التهجير الذي يتبناه ترامب. وهذا يتطلب ضغوطا قوية على حكومة الاحتلال من الدول العربية والمجتمع الدولي، ولا سيما بعد تأخر البدء بالمفاوضات حولها واحتمالية أن تؤدي لتفكك الائتلاف الحكومي الإسرائيلي.
التوصل إلى حل وسط والذهاب لتمديد المرحلة الأولى والحفاظ على وقف إطلاق النار، بما يضمن لنتنياهو الهروب من انهيار الائتلاف الحكومي، وذلك باتفاقات جزئية يتم بموجبها الإفراج عن كل أسير لدى المقاومة بصفقة منفردة على غرار ما جرى مع المجندة الإسرائيلية أربيل يهودا.