شهدت بروكسل تظاهرة كبرى شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء الجالية الإيرانية وأنصار المقاومة الإيرانية من مختلف الدول الأوروبية، بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
وفي هذا التجمع المهيب، ألقى مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي السابق (2017-2021)، كلمة قوية جدّد فيها دعمه للشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، مؤكداً أنّ «الحرية في إيران باتت أقرب من أي وقت مضى».
وصرّح مايك بنس في مستهل كلمته أنّ «حركة مجاهدي خلق التي وُلدت من قلب الشعب الإيراني قبل ستين عاماً، صمدت في وجه وحشية الشاه، ثم قسوة الملالي، وهي اليوم أكبر وأقوى وأكثر إلهاماً من أي وقت مضى».
وقال بنس مخاطباً السيدة مريم رجوي: «شكراً لشجاعتكِ وقيادتكِ الراسخة. لقد منحتِ صوتاً لمن لا صوت له، وشجاعة للمضطهدين، وأملاً للملايين الذين يحلمون بإيران حرة وديمقراطية».
وأضاف موجهاً كلامه للإيرانيين بأن : بداخل الوطن وخارجه: «أنتم لستم وحدكم. لم تُنسوا. إن يوم حريتكم أقرب الآن من أي وقت مضى. الشعب الأميركي، ومعه الملايين في العالم الحر، يقف إلى جانبكم حتى يتحقق ذلك اليوم».
وأشار إلى أنّ عام 2025 شكّل نقطة تحول مصيرية، قائلاً: «لقد حُرم النظام من أخطر أداة ترهيب كان يملكها، أي البرنامج النووي، بفضل الضربة الحاسمة للقوات المسلحة الأميركية، وأصبح الشعب الإيراني أقرب إلى الحرية من أي وقت مضى».
وأكّد بنس أنّ الملالي لن يتخلوا عن السلطة بسهولة، فهم «مستعدون لارتكاب أبشع الجرائم كما فعلوا في مجزرة 1988 حين ذبحوا 30 ألف سجين سياسي»، لكنه شدد على أنّ هذه الوحشية «تكشف أعمق مخاوف النظام، وهو أنّ التهديد الأكبر ليس في أميركا أو إسرائيل، بل في الشعب الإيراني نفسه».
المقاومة الإيرانية والبديل الديمقراطي
وقال نائب الرئيس الأميركي السابق: «لن نصمت أمام هذا الشر. سنقف وندعم المقاومة بكل ما أوتينا من قوة، لأن الشعب الإيراني يمتلك بديلاً ديمقراطياً منظماً ومجرَّباً هو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية».
وأردف مؤكداً أنّ «وحدات المقاومة داخل إيران هي قلب الأمل النابض للشعب ومصدر إلهام للعالم. إن طهران تخشى هذه المقاومة أكثر من أي قوة خارجية».
وأشار بنس إلى أنّ «النظام يحاول محاكمة السيدة رجوي وقادة المقاومة غيابياً لترهيب الجيل القادم، لكن هذا الترهيب فشل. الشعب لم يعد خائفاً، وشجاعته تنادينا جميعاً».
وأضاف: «أربعة أخماس الشعب الإيراني يعيشون تحت خط الفقر، التضخم ينهش المجتمع، الفساد بلا حدود، والشباب بلا وظائف ولا مستقبل. ومع ذلك يخرجون إلى الشوارع في طهران وتبريز يهتفون للحرية ويحرقون صور خامنئي».
وأكّد أنّ «الشعب الإيراني لن يعود إلى أي شكل من أشكال الديكتاتورية، بل سينال الديمقراطية والحرية. وهذا الأمل اليوم أقوى من أي وقت مضى، لأن العالم بات يرى حقيقة الملالي، ولأن المقاومة صمدت ستة عقود وقدّمت تضحيات جسيمة».
وأوضح بنس: «إنّ واحدة من أكبر أكاذيب النظام هي ادعاؤه أنّه لا يوجد بديل. لكن البديل قائم أمامنا، منظم، متجذر في روح الشعب، وملتزم بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة. هذا البديل هو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق».
مريم رجوي وخطة التقاط العشر
وأشاد بما أسماه «خطة النقاط العشر» التي طرحتها السيدة رجوي، مؤكداً أنّها «تجسّد القيم ذاتها التي تأسست عليها الولايات المتحدة: الحرية الفردية، والديمقراطية، وحرية الدين، والمساواة بين الجنسين، والقضاء المستقل، وإنهاء الحكم الديني المطلق».
ودعا مايك بنس بصراحة الدول الأوروبية قائلاً: «لقد ولى زمن التردد. حان وقت العمل. أعيدوا فرض العقوبات الساحقة على النظام، وقفوا علناً إلى جانب الشعب الإيراني وتطلعاته نحو الحرية».
وأشار إلى عراقة الحضارة الإيرانية، مؤكداً أنّ «الفصل المظلم للملالي لن يستمر، وأن فصلاً جديداً ينتظر أن يُكتب في طهران: فصل من الحرية والديمقراطية».
وختم نائب الرئيس الأميركي السابق تصريحه بالتأكيد: «نحن نقف إلى جانبكم. نرفع أصواتنا معكم، ونتعهد أن نلتقي يوماً ما، ليس في بروكسل أو باريس، بل في طهران، عاصمة إيران الحرة والديمقراطية».