ما حجم المساعدات الأمريكية لمصر والأردن التي يهدد ترامب بوقفها؟

 

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، بأن واشنطن “ربما تقوم بإيقاف” المساعدات التي تقدمها للأردن ومصر، إذا لم يستقبلا فلسطينيي غزة.!

منذ توقيع معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية في 1979، بحسب تقرير مركز أمد للدراسات السياسية  اتخذت الولايات المتحدة نهجا ثابتا في تقديم مساعدات خارجية كبيرة لمصر. إجمالي مساعدات واشنطن للقاهرة خلال عام 2023، وصل إلى 1.5 مليار دولار.

تمثل المساعدات العسكرية النسبة الأكبر، حوالي 81 ٪ والاقتصادية 19 ٪ من إجمالي الدعم. منذ عام 1978، قدمت واشنطن للقاهرة أكثر من 80 مليار دولار، موزعة بين مساعدات عسكرية تجاوزت 50 مليار دولار، ومساعدات اقتصادية نحو 30 مليار دولار.

يعد الأردن واحدا من أكبر متلقي المساعدات الخارجية الأميركية على مستوى العالم، وشهدت هذه الإعانات تطورا كبيرا، إذ تضاعفت 3 مرات خلال الـ15 سنة الماضية

السيسي وترامب

وتتلقى الأردن مساعدات أميركية بلغت 1.69 مليار دولار في عام 2023، مما يضعه في المرتبة الثانية لأكبر متلقي الدعم الأميركي بعد إسرائيل. 25 ٪ منها مساعدات عسكرية، و 75 ٪ مساعدات اقتصادية.

وكانت  الولايات المتحدة في تستثمرعلاقاتها الأمنية والاقتصادية مع مصر والأردن كان يهدف بشكل  أساسي لتأمين الاستقرار في محيط إسرائيل والحفاظ على أمن النظامين المرتبطين باتفاقيات سلام معها،

ومن ثم فمن المرجح أن تستخدم أمريكا ضغوط المساعدات بشدة فضلا عن الضغوط الاقتصادية الأخرى مثل ديون مصر الخارجية وحاجتها للاقتراض، ولا يبدو أن أيا منهما سيكون قادرا على مواجهة ترامب بجدية بسبب ارتباطه بدعم الولايات المتحدة.

من ناحية أخري قالت  صحيفة نيويورك تايمز إن مصر والأردن تسعيان لتقديم مساعدات أخرى له بدلاً من طلب الرئيس الأمريكي من «حليفيه في الشرق الأوسط» استقبال مليوني فلسطيني من غزة.

وتابعت الصحيفة الأمريكية: بينما يجد الأردن ومصر نفسيهما في مرمى ضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتحرك الحكومتان العربيتان بسرعة – مع فرص غير مؤكدة للنجاح – لإثنائه عن خطته وإلهائه بأفكار بديلة لمنع إجبارهما على استقبال الفلسطينيين من قطاع غزة.

واعتبرت الـ «نيويورك تايمز» أن اقتراح ترامب بترحيل مليوني فلسطيني إلى أراضيهما يشكل تهديدًا وجوديًا بالنسبة لمصر والأردن، ومن ثم، يبدو أن استراتيجيتهما تعتمد على محاولة استرضاء الرئيس الأمريكي من خلال عروض بالمشاركة في إعادة إعمار غزة، وتعزيز جهود الإغاثة الإنسانية، والعمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة.

ويقول محللون إن ذلك قد يمنحهم بعض الوقت – ربما إلى أن يتخلى ترامب عن الفكرة باعتبارها معقدة للغاية، أو أن يدرك التداعيات الاستراتيجية والأمنية لزعزعة استقرار اثنين من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

خلال لقائه مع ترامب في المكتب البيضاوي يوم الثلاثاء، اعتمد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لهجة تصالحية، حيث عرض على الرئيس الأمريكي استقبال 200 طفل فلسطيني مصاب بالسرطان وأمراض أخرى من غزة للعلاج في الأردن.

لكن بخلاف ذلك، لم يقدم أي تنازلات بشأن إعادة توطين الفلسطينيين، وأكد لاحقًا رفض الأردن للخطة عبر بيان نشره على وسائل التواصل الاجتماعي.

يُذكر أن الأردن يستقبل بالفعل بعض مرضى السرطان الفلسطينيين للعلاج منذ أشهر، مما يجعل العرض أشبه بإيماءة رمزية أكثر منه تنازلاً حقيقيًا. لكن ترامب وصفه بأنه «بادرة جميلة».

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights