ما هي احتمالات عرقلة الفلسطينيين للتطبيع بين السعودية ودولة الاحتلال ؟
رغم الأجواء الإيجابية التي سادت ملف التطبيع بين المملكة العربية والسعودية والاحتلال خلال الفترة الأخيرة والذي بدأ عبر تصريحات أدلي بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكد خلالها ان التطبيع يبدو قريبا بين الرياض وتل أبيب أكثر من أي وقت ممكن وما تلا ذلك من قيام السفير السعودي لدي المملكة الأردنية الهاشمية والسلطة الفلسطينية بزيارة رام ولقاء محمود عباس والذي اعتبر علي نطاق واحد خطوة في إطار تقريب التطبيع بين السعودية والاحتلال
الخطوتان السعوديتان لم تكونا وحدهما بل اعلن عن قيام وزير السياحة الإسرائيلي ابراهام كاتس بزيارة للمملكة أول وزير صهيوني يطأ أرض المملكة بشكل علني للمشاركة في قمة منظمة السياحة العالمية ناهيك عن الاعلان عن مشاركة مسئولين إسرائيليين بزيارة السعودية للمشاركة في اجتماعات اليونسكو وهو ما اعتبره مراقبون خطوات متسارعة لتمهيد الأجواء للتطبيع بين الرياض وتل أبيب
الفلسطينيون والتطبيع بين المملكة والاحتلال
ورغم هذه الأجواء الإيجابية للتطبيع بين السعودية والاحتلال الا أن وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو،فاجأ الجميع باستبعاد التوصل إلى اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل، قائلا إنه سيكون مستحيلاً، إذا كان الشرط الأساسي هو حصول الفلسطينيين على دولة فلسطينية أو قبولها، حسب قوله .
لكن بومبيو عاد للقول إنه “من المستحيل تصور حل الدولتين مع القيادة الفلسطينية الحالية التي تدعم الإرهاب، حسب زعمه، وتأخذ الأموال من إيران، وتدفع للمواطنين لقتل إسرائيليين متجاهلا طبيعة الحكومة الصهيونية الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل التي ستحول دون الاعتراف بأبسط حقوق الفلسطينيين بل أنها تقر سياسات استيطانيةتجعل قيام دولة فلسطينية أمر مستحيلا ..
وتحدث بومبيو عن استبعاد التطبيع بين الاحتلال والمملكة جاءت بعد يوم من زيارة أول سفير سعودي لدى السلطة الفلسطينية نايف السديري، إلى رام الله.
حيث شدد السديري خلال زيارته على أن إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، سيكون حجر الزاوية الأساسي في أي اتفاق مرتقب مع إسرائيل.
وذكر الوزير الأمريكي أن كل رئيس أمريكي سيدعم اتفاق التطبيع، سواء كان ديمقراطياً أو جمهوريا انطلاقا من أن مصلحة أمريكا أن تكون هناك علاقات أمنية بين الولايات المتحدة والسعودية وبين إسرائيل والسعودية، وفق بومبيو ً.
التطبيع واتفاقات إبراهام
وأوضح بومبيو أن “اتفاقات إبراهام تقدمت بسبب اعتراف إدارة ترامب بإسرائيل باعتبارها الحليف الديمقراطي الرئيسي لأمريكا في المنطقة، مع تحديد إيران باعتبارها الدولة الرائدة في رعاية الإرهاب وتهديد كبير لجميع الدول الأخرى
وساعد بومبيو في تنسيق “اتفاقيات إبراهام” في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والمغرب والبحرين “.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في حديثه عن التطبيع مع السعودية في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي: “يجب ألا نعطي الفلسطينيين حق النقض على معاهدات السلام الجديدة مع الدول العربية”.
وحسب زعم نتنياهو “يمكن للفلسطينيين أن يستفيدوا كثيراً من السلام الأوسع.. يجب أن يكونوا جزءاً من العملية، لكن لا ينبغي أن يكون لديهم حق النقض (الفيتو) عليها”.
الا ان نتنياهو اطلق تصريحات اليوم ابدي فيها استعداده لدفع ثمن للفلسطينيين مادام ذلك سيؤدي لتسريع خطي التطبيع مع المملكة خصوصا أن نتنياهو يدرك المميزات التي ستحصل عليها إسرائيل من التطبيع مع الرياض دون ان يكشف عن طبيعة الثمن الذي سيقدمه للفلسطينين
وبالمثل كان ولي العهد والحاكم الفعلي في السعودية محمد بن سلمان قال في مقابلة له مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، إن بلاده تقترب أكثر من تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
التطبيع ودمج الاحتلال في المنطقة
وأضاف بن سلمان قائلا: “هناك دعم من إدارة الرئيس بايدن للوصول إلى تلك النقطة، وبالنسبة لنا فإن القضية الفلسطينية مهمة للغاية. نحتاج إلى أن نحل تلك الجزئية ولدينا مفاوضات متواصلة حتى الآن متابعا : “علينا أن نرى إلى أين ستمضي، نأمل أن تصل إلى مكان تسهل فيه الحياة على الفلسطينيين وتدمج إسرائيل في الشرق الأوسط “.
“.
وجاءت التصريحات بالتزامن مع لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في نيويورك وخلال هذا اللقاء، وافق نتنياهو، مبدئيا على التمسك بحل الدولتين، كشرط للتطبيع مع السعودية.
.ووفقا لما ذكره موقع “واللا” العبري، فقد اتفق بايدن ونتنياهو على أن “المكون الفلسطيني في الاتفاق مع السعودية سيرتكز على مبدأ الحفاظ على القدرة في إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في المستقبل”.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير ومصدر مطلع على تفاصيل اللقاء، القول إن بايدن لم يقدّم لنتنياهو قائمة بخصوص المطالب الأمريكية التي تتعلق بتقديم تنازلات إسرائيلية للفلسطينيين كجزء من اتفاق التطبيع مع السعودية، لكنه أكد أنه يتوقع خطوات من شأنها أن تبقي الباب مفتوحًا أمام اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني مستقبلي قائم على فكرة حل الدولتين.
ووفقًا لمصادر أمريكية مطلعة في الرئاسة الأمريكية، فإن البيت الأبيض يبذل جهودًا كبيرًة في محاولة التوصل إلى صفقة شاملة مع السعودية في الأشهر المقبلة، قبل أن تتصدر الانتخابات الرئاسية جدول أعمال بايدن.
وسبق أن أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بأن القيادة السعودية أوضحت له أن القضية الفلسطينية ستلعب دورًا مركزيًا في أي صفقة مستقبلية مع إسرائيل
ورغم هذه الأجواء والتصريحات المتضاربة حول احتمالات التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية الا ان العديد من المراقبين صعوبة أن يتم هذا الأمر بشكل علني لاسيما ان تركيبة الحكومة اليمينية التي يقودها نتنياهو تؤكد صعوبة إقرار حل الدولتين وهو أمر قد يعرقل التطبيع العلني بين الطرفين او يؤخره الإ أنه قد يستمر وفق صيغ سرية قد تتيح للنظامين الفوز بمكاسب التطبيع دون تقديم ثمن باهظ له .