د. ليلى حمدان
أجرى جيريمي بوين قبل أيام، مقابلة لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي – BBC» في العاصمة السورية دمشق، مع قائد العمليات العسكرية لفصائل الثورة السورية، أحمد الشرع.
وجيريمي بوين كبير المراسلين للصحافة البريطانية، تلقى تعليمه في لندن وكذلك واشنطن. انضم إلى هيئة الإذاعة البريطانية في عام 1404 هـ (1984م)
وكان مراسلًا حربيًا لمعظم حياته المهنية. لكن لم يكن دوما هذا اهتمام بوين، فقد سبق أن تخلل مسيرته المهنية تقديم برامج دينية،
من ذلك التحقيق في حياة عيسى عليه السلام. ووثائقي يتناول حياة موسى عليه السلام.
تغطيات جيرمي الصحفية
وكان جيريمي بوين ممن غطى وفاة البابا يوحنا بولس الثاني. وأجرى لقاءات مع شخصيات بارزة مثل الرئيس الليبي المخلوع القذافي،
كما اكتسب خبرة بشؤون الشرق الأوسط من خلال إقامته في القدس ووظيفته كمحرر لشؤون هذه المنطقة الجغرافية المهمة للقناة البريطانية الشهيرة.
وبالنظر لعدد الحروب التي انخرط في تغطيتها عبر العالم التي كان منها حرب البوسنة والهرسك والعراق،
فنحن نتحدث عن مراسل متمرس وصاحب خبرة وعقيدة وظفها في مهنة الصحافة.
وقد فاز لأجل ذلك بجوائز من مهرجانات تلفزيونية في نيويورك ومونت كارلو، بالإضافة إلى جائزة أفضل تقرير إخباري عاجل من الجمعية الملكية للتلفزيون عن اغتيال إسحاق رابين.
ومن أشهر كتبه، «صنع الشرق الأوسط الحديث (منظار تاريخي شخصي)»، وكتابه «ستة أيام: كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط»، من بين كتب أخرى ألفها.
وفي الوقت الذي انشغلت فيه الجماهير وقنوات الأخبار بأجوبة أحمد الشرع على أسئلة اللقاء،
نجد أن علينا لفت الانتباه لما لا يقل أهمية، وهو قائمة أسئلة جيريمي بوين نفسه.
أسئلة تخدم المؤسسة الإعلامية
ومن المعلوم أن قائمة الأسئلة لكل مراسل تكشف توجهات وطريقة تفكير المؤسسة الإعلامية التي يخدمها، وبالتالي الدولة التي يمثلها.
لقد طرح الخبير بشؤون الشرق الأوسط، 26 سؤالا، لم يتضمن أي سؤال منها الحديث عن ما يهم السوريين حقيقة ويرمم واقعهم الداخلي بإرجاع الحقوق وإقامة العدالة.
لم يطرح سؤالا واحدا عن المعتقلين المحررين ولا أوضاعهم الآن ومستقبلهم الذي ينتظرهم وكيف يمكننا إنصافهم وتعويضهم على قتل أرواحهم في أقبية مظلمة وبالتعذيب الوحشي!
ولم يتحدث عن تداعيات الحكم الطاغي الذي قهر الأغلبية السورية،
ولا كيف مكن النظام الدولي لهذا الرئيس المجرم ولا عن نفاق العالم تجاهه، ولا عن مصير جنوده الذين كانوا له سبب تمكين وطغيان،
إنما كان اهتمام المراسل الغربي تفاصيل تعتبر ثانوية في حياة السوريين! لقد كان لقاء يكشف مخاوف واهتمامات الغرب وليس أهل سوريا المكلومين.
لا يسأل عن مصير الضحية ولا يهمه أمرها
فأسئلة المراسل البريطاني تراوحت بين التركيز على نظام الحكم الذي ينتظر أن يطبق في سوريا بإبداء الاهتمام بالنظام الديمقراطي حصرا، فهو المستورد من الغرب!
ثم السؤال عن الأقليات التي لم تضطهد أساسا في سوريا، بل الأغلبية هي التي اضطهدت ولم تحرك مخاوف المراسل عن خسائرها ومصير كسورها وجراحاتها،
فهو لا يسأل عن مصير الضحية ولا يهمه أمرها، إنما عن مصير الأقليات التي لم تزل محافظة على مصالحها وموقعها في سوريا،
ولأجل ذلك لم يتناول تداعيات حكم أقلية لبلد أغلبيته أخضعت بشرعية دولية لهذه الأقلية.
فهذا لا يهم المراسل الغربي الذي عايش الثورة السورية وثورات الشعوب في مختلف الدول،
إنما يهمه أن يحفظ حقوق الذين لم يتأذوا أساسا ولم يمسهم الطغيان ولم تثخن فيهم الجراحات والمصائب والخسائر المادية والبشرية،
بل كانوا على العكس من ذلك سبب بلاء للأغلبية، وسبب استقواء الطاغوت. وعلى عكس الشعب السوري،
أسئلة اللقاء لم تكن على مستوى مصاب السوريين
ليس هم المراسل الغربي رفع صوت الضحايا من حكم النظام النصيري إنما رفع صوت النصيرية الذين حكموهم بانتهاك وسلب لجميع حقوقهم!
لم يحركه ضميره للحديث عن شعب لا يزال لا يصل لقتلاه في سجون الرئيس النصيري ولا لفلذات الأكباد الذين علقت صورهم بعد الاختفاء القسري وإطباق سياسة الحديد والنار،
وهذا ظلم عظيم، وتضليل للمشاهد. فلم تكن أسئلة اللقاء قطعا على مستوى مصاب السوريين وخطورة واقعهم واهتماماتهم.
وهكذا بدل أن يسأل المراسل الغربي عن مشاكل سوريا الأهم والأثخن،
يتحدث عن الخلافة الإسلامية! فما الذي أقحم الخلافة الإسلامية في قضية سوريا التي لم ترفع لافتات الخلافة ولا قاتلت لأجل إقامة الخلافة!
ولماذا يقحم الخلافة في هذا المشهد وفي أول الأسئلة، هل هي المخاوف الحقيقية من الخلافة؟
ولماذا الخوف من نموذج أفغانستان، هل هو الخوف من حقيقة أن أفغانستان تجاوزت حقبة الإجرام الغربي والاحتلال الذي أثخن في الشعب الأفغاني تحت ستار الديمقراطية؟
ما هي مشكلة المراسل مع الحكم الإسلامي؟ وكأنه يريد أن يمن علينا بالاحتلال والهيمنة الغربية التي تجرع المسلمون منها السم والدماء؟!
فالمراسل الذي يعايرنا بـ”تشويه” الخلافة والحكم الإسلامي، وينسى أنه يتحدث عن واقع سوريا المفككة،
يزعجهم الوصول إلى الحكم الإسلامي
يرعبه مجرد احتمالية الوصول إلى هذا الحكم الإسلامي وفق وصف «كاد المريب أن يقول خذوني»!
ثم ما هي المشكلة حقيقة مع الحكم الإسلامي؟ فأغلب الشعوب التي حظيت بهذا الحكم لم تنتقده ولم تشتكي منه بل اعترفت بمحاسنه التي تذكرها بعض زوايا الصحافة الغربية على خجل،
إنما الشكاوى تأتي من الذين يحاربونه! ولو قارنا بين الحكمين الغربي والإسلامي، بكل ما يتم تقديمه من تشويه للإسلامي،
فلا شك أن الإسلامي أعدل وأطهر من الغربي الذي حارب الفطرة البشرية بإجرام!
إنها مفارقة تجعل الغرب يتحدث بلسان شعوب يحارب كل فرصة لها في الاستقلالية والسيادة وفق هويتها وعرفها.
بل يقحم نظمه وأساليبه وأفكاره المخالفة لهم أساسا فيطبقها بالابتزاز والحرب ثم يحدثك عن الحريات.
ومرة أخرى بدل أن يسأل المراسل عن مصير النساء اللاتي تحررن من السجون والعوائل النازحة في خوف وبرد وجوع،
يتحدث عن حريات المرأة في العري وشرب الخمر!
يريد أن يضمن توفر الرذيلة والسكر قبل أن يضمن العيش الكريم لهذا الشعب الذي خرج من مسلخ بشري!
لا يفكر في أن يقدم له الحقوق الأساسية ليعيش ككل الشعوب في أمن وأمان، إنما يفكر فقط في توفير الرذيلة والسكر!! وليس تأمين رزقه وتعليمه وحرياته الدينية!
شهوة الرجل الغربي المنحل
هذا ما يشغل الرجل الغربي! لا يهمه توفير رواتب للأسر المكلومة ولا كفالات للأيتام والمشردين،
ولا توفير برامج التعليم والإصلاح والبناء والتعمير لشعب كان يذبح قبل حين ونجا بما تبقى له! إنه يفكر في توفير الخمور،
فهل هذا الصحفي يتحدث لشعب سوريا المفجوع أم يتحدث بشهوة الرجل الغربي المنحل؟!
هل تحدث الصحفي الغربي عن مصير الأمهات اللاتي لا يزلن يبحثن عن أسماء أبنائهن الذين اختفوا لا يعلمن مصيرهم، والزوجات التي يبكين للاختفاء القسري والقتل الغادر لأزواجهن؟
لا، بل يتحدث عن العلمانيات بلا دين ولا خلق ولا مبدأ، وبدون أدنى خسائر أو آلام يحملنها كما حملها السوريون،
فهذا الصنف الذي يحظى بالرعاية وكامل الدعم من النظام الساقط، ولم يتضرر من الطغيان، هو الذي يهم المراسل الغربي،
فالضحايا ليس مقام ذكرهم ليبقوا ضحايا إنما يهمنا النساء العاريات أن نضمن بقاء تخلفهن العقدي مستمرا خنجرا يمزق نظافة المجتمعات!
وفي هذا ازدراء كبير لمآسي الشعب السوري وجراحاته النازفة!
تغطية رأس المرأة
منزعج المراسل الغربي من اشتراط تغطية الرأس على امرأة لأخذ صورة وقد كانت النساء الغربيات، ومنهن زوجات رؤساء وساسة كبار، يغطين رؤوسهن في حضرة البابا لأخذ صورة،
فلماذا لم يعتبر ذلك انتهاكا لحقوق النساء، ولماذا يعتبر في ذلك المقام تقديرا واحتراما؟! أم هي ازدواجية المعايير ومحاولة فرض النفاق الغربي؟
لم يشغل بال المراسل الغربي كيف نرفع العقوبات عن سوريا وشعبها ونتخلص من العقبات التي وضعتها الدول لتهدد حياة السوريين، إنما شغله وصف إرهابي!
فهو بالنسبة له الأهم وإن كان السفاح المخلوع “الإرهابي الأكبر” بمفهومهم المنافق،
لكن “إرهاب” المخلوع الذي قتل شعبه، لا يناقش أو يذكر لأنه وفق مصطلحاتهم المنافقة يعتبر رئيسا شرعيا! لا عتب على من يحترمه،
مصطلحات الحرب الغربية
ولكن يوجه الخطاب بمصطلحات الحرب الغربية، التي حملت ما لا يمكن إحصاؤه من الظلم والتحريف للحقائق واستغلال ما يسمى الحرب على الإرهاب، لتشريد المسلمين وسلبهم كل حق، ومحاربة دينهم ومعتقداتهم بوحشية مغولية.
ولو أردنا تقديم تعريف منصف للإرهاب لكان واجبا علينا محاكمة الغرب كراعي الإرهاب العالمي بامتياز، قبل أي وصف لإرهابي.
ربط المراسل الغربي دليل «الصدق» مع سوريا باحترام الأقليات وتنوع العملية السياسية! وكأن القتال بالنفس والنفيس ليس دلالة صدق عند الغربي المتكلف؟
وكأن تحرير المعتقلين والأسرى ورد المهجرين لديارهم وأهاليهم لا يستحق منه ذكرا ولا اعتبارا.
فالأهم عنده إبقاء سطوة الأقلية التي أسقطت بقوة الأغلبية المقهورة، في تناقض كبير مع شعاراتهم الديمقراطية. فالمراسل الغربي لا يعتبر التضحيات التي قدمتها ثورة سوريا دليل صدق،
فالصدق عنده هو أن تخضع للغرب وليس تحرير شعب مظلوم. وهذه هي المفاهيم التي يحاكمنا الغرب وفقها.
الشك والريبة في نوايا قائد العمليات العسكرية
يتحدث المراسل الغربي عن الشك والريبة في نوايا قائد العمليات العسكرية، بسبب انتماءاته الجهادية السابقة، لكونه يضع ابتداء أي انتماء جهادي في حكم “تهمة”،
ولكن السؤال تهمة لمن؟ فالحركات الجهادية أساسا قامت لطرد المحتل الغربي وقطع حبال هيمنته، فإن كان هذا الانتماء عندهم تهمة فهو عند الشعوب المكلومة، شرفا ومنقبة.
فأبناء هذه الشعوب هم الذين تركوا كل شيء خلفهم وخرجوا لنصرة شعوبهم من بطش الجيوش الغربية وطغيانها، وهي الجيوش نفسها التي حمت الطغاة وسخرت لهم أسباب البقاء والتمكين ولم يطبقوا في نهاية المطاف الديمقراطية التي يتبجحون بها بل مكنوا دكتاتوريات أجرم! فهو يحاور الضيف بمفاهيمهم المعوجة والمحاربة وليس بلسان الواقع!
فالجهاديون -كما يسمونهم- هم أساسا الذين تمكنوا من إزاحة هذا الطاغوت الجاثم على صدر الشعب السوري المقهور منذ عقود وحققوا انفراجة بعد جمود أعجز كل استراتيجياتهم السياسية، فالمفترض أن ينظر لمصداقية من يقاتل لأجل شعبه وأمته بعين الاحترام وليس بعين التخوين. لأن الخائن حقيقة هو الذي قدم أسباب بقاء هذا الطاغوت المجرم.
الدكتاتورية الإسلامية!
ثم يتحدث بكل صفاقة عما وصفه بالدكتاتورية الإسلامية، والسؤال في هذا المقام، ما هي الدكتاتورية الإسلامية في نظر المراسل الذي يشغل باله أكثر ما يشغله حرية الرذيلة والخمور؟
بالتأكيد قواعدنا تختلف تماما عن قواعدهم وبالتالي بالنسبة لهم بشار الأسد لم يكن دكتاتوريا وفق المقاييس التي يحكمون بها على الحكم الإسلامي أنه دكتاتوري، فالدكتاتورية عندهم هي منع الخمور والرذيلة وليس قتل الناس قهرا.
وبين ثنايا الحوار يدس السم الذي لا يمكنه إخفاؤه، فيسأل: هل تخطط لقتال «إسرائيل»؟، في الواقع من يتأمل أسئلة المراسل الغربي يرى أن أسئلته جاءت لتجيب على مخاوف الغرب وليس على مخاوف الشعب السوري! فما دخل مواجهة الاحتلال الإسرائيلي مع شعب تحرر للتو،
مع أن المراسل يعلم جيدا أن هذا الاحتلال اللقيط استغل فرصة الفوضى ليحتل المزيد من الأراضي السورية، وهذه طبعا لا توصف بأنها دكتاتورية يهودية! بل هذا حكم الأقوياء. ولذلك عرّض في مقام سؤاله بقوة اليهود المزعومة! هو نفسه المراسل الذي ينتقد الدكتاتورية الإسلامية كما يصفها!
نزع السلاح عن الجماعات المقاتلة
ومن اهتمامات المراسل الغربي نزع السلاح عن الجماعات المقاتلة، والسؤال الذي يكشف تناقض الرجل “المتسامح مع الحقوق” ألا يعد هذا من الدكتاتورية بحرمان الجهاديين سلاحهم كما يعتبرون حرمان العلمانيين من شرب الخمر والسكر دكتاتورية، فكل قوم وفئة لهم ما يعيشون لأجله، أوليس حرمانهم أهم شيء يميزهم في حياتهم، اضطهاد ودكتاتورية؟ خاصة وأن هذه الجماعات هي التي حققت تحرير سوريا من حكم النصيرية، وأخرجت المظلومين من السجون وانتصرت لهم وردت لهم حقوقهم، فهم في مقام شكر وتقدير وثقة، إذا لماذا يشغل نفسه باضطهاد فئة والدفاع عن أخرى؟ أليس كل هذا يقوم وفق النظارة الغربية والمقاييس الغربية المحاربة الظالمة؟
ويكرر المراسل الغربي موضوع الريبة والشك، وهو حقيقة ما يدور في خلده. كل اللقاء قائم على التشكيك وتحسس الريبة وصناعة الريبة. كانت هذه أبرز ملامح اللقاء البعيد كل البعد عن واقع ومشاكل السوريين الحقيقية التي تتطلب حشدا واهتماما.
أوقح أسئلة مراسل الـ BBC
ولعل من أوقح الأسئلة التي وجهها المراسل الغربي سؤاله عن معاملة المخالفين بالعنف كممثل عن دولة لا تستخدم العنف بحسب ما يلمح بين ثنايا المعاني، فيعترض على استخدام القوة ضد المعارضين من موقع الغربي الناقد، وكأن الغرب لا يستخدم اليوم القوة الكاملة لقتل كل من يعارضه، وكأنه لا يبطش بمن يعترضون عليه في الداخل والخارج.
فمن يحدثك الآن عن الحلم والهدوء ونقد العنف مع المعارض هو الذي يرسل جيوشه وترسانته الجوية وأمواله لقتال كل من يعارض الهيمنة الغربية! أوليست بريطانيا التي أرسلت أول طائرة من الذخائر الفتاكة والأسلحة المدمرة لقتل أهل غزة بدم بارد؟! أين ذهب “القلب الحنون” على المعارضين لليهود؟ وهم أصحاب حق وأرض! فمناقشة هذا المراسل لجزئية التعامل مع المعارضين بورع بارد لا تمر على المسلمين، الذين يعلمون جيدا من ينتقد صادقا ومن ينتقد بخبث.
فصل من فصول الحرب الإعلامية الغربية
وفي الختام، هذا فصل فقط من فصول الحرب الإعلامية الغربية، يوجب صناعة وعي بحقيقة هذه الهيمنة التي تتدخل في كل تفاصيل الحرب، فالإعلام آلة حرب وليس منبرا منصفا حرا كما يعتقد البعض، ولو نشط بعض النجباء لرصد خبث الإعلام الغربي وتواطؤه في قتل المسلمين وتصدير الطغاة والتمكين لهم، لكان في ذلك خدمة للمصداقية والنزاهة الصحفية الحقيقية.
وبدل أن ننقاد لما يريده المراسل الغربي ومؤسسته ودولته وحلفه الكافر المحارب، علينا أن ننظر بعين الريبة والشك في دوافع كل سؤال طرحه في هذا اللقاء وفي كل سياسة ينتهجونها في التعامل مع قضايانا واستحضار أن مقاييسهم التي يحاكمون المسلمين وفقها، مقاييس محارب متغلب، وليست مقاييس حق وعدل وخير.