يفتتح متحف “المكّتين” في مدينة جدة معرضًا فنيًا وتوثيقيًا فريدًا يُسلّط الضوء على التاريخ الغني للمدينتين المقدّستين: مكة المكرّمة والمدينة المنوّرة.
ويأتي المعرض كإضافة نوعية للمشهد الثقافي السعودي، لما يحويه من مقتنيات فنية نادرة ولوحات تاريخية توثّق التحولات العمرانية والروحية لهاتين البقعتين الطاهرتين.
يشمل المعرض، الذي تنطلق فعالياته يوم الأحد المقبل ويستمر لمدة ثلاثة أشهر، مجموعة منتقاة من اللوحات والرسومات التي أنجزها فنانون مسلمون وغير مسلمون على مدى القرون الخمسة الماضية، مما يعكس تنوع الرؤية الفنية لتاريخ مكة والمدينة ومكانتهما في الوعي الإنساني والديني. وتُظهر الأعمال المعروضة الطراز المعماري للحرمين الشريفين، ومظاهر الحياة اليومية، ومواسم الحج، إضافة إلى مشاهد نادرة من الرحلات والاستكشافات الأوروبية في الجزيرة العربية.
من أبرز المعروضات:
لوحة نادرة للرسام الهولندي كورنليس دي بروين (1652–1727)، توثّق مشهدًا تخيّليًا للكعبة المشرفة من القرن السابع عشر.
أعمال توثيقية للفنان المسلم عبدالغفور بن عبدالله من أواخر العصر العثماني، تُظهر الحرم المدني قبل التوسعات الحديثة.
مطبوعات حجرية للفنان الفرنسي إميل بريس دافين الذي زار الحجاز في القرن التاسع عشر، ووثّق مناظر من طريق الحجاج.
صور فوتوغرافية مبكرة التقطها المستشرق كريستيان سنوك هرخرونيه في أواخر القرن التاسع عشر، وتُعد من أوائل الصور الأوروبية لمكة والمدينة.
قال مدير متحف “المكّتين”، الأستاذ خالد باحمدين:
“نهدف من خلال هذا المعرض إلى تقديم صورة بصرية توثيقية عميقة عن المدينتين المقدّستين، تدمج بين البعد الجمالي والتاريخي والديني. إن هذه الأعمال الفنية ليست مجرد لوحات، بل هي شهادات حية على عظمة المكان وأهميته في الوجدان الإسلامي والإنساني.”
وأضاف باحمدين أن المعرض يأتي في إطار رسالة المتحف الهادفة إلى تعزيز الوعي بالتراث الثقافي والديني، وربط الزوار من مختلف الخلفيات بتاريخ مكة والمدينة عبر الفن، وبأسلوب يحترم قدسية المكان ويحتفي بجمالياته في آنٍ معًا.
ويُعد المعرض فرصة نادرة للزوار للاطلاع على توثيق بصري نادر لتاريخ المدينتين، حيث تجتمع اللوحة الفنية مع السرد التاريخي لتروي حكايات الإيمان والعمران والحياة الاجتماعية على مر العصور.
يمثل متحف “المكّتين” نافذة ثقافية جديدة تُسهم في حفظ الذاكرة البصرية للمدينتين المقدستين، وتعزز من حضور الفن التاريخي كأداة للحفاظ على الهوية الدينية والثقافية. كما يتماشى هذا المشروع مع رؤية المملكة 2030 في تعزيز دور الفنون والمتاحف في الحياة العامة، والانفتاح على الثقافات المختلفة، وتقديم صورة حضارية متكاملة عن التراث الإسلامي.