أمة واحدة

متى فُرض الصيام على المسلمين؟

تتأهب النفوس لاستقبال شهر رمضان، شهر الخير والرّحمة الذي تفيض به النّفحات الإيمانيّة، وهو شهر التّسامح الذي ترتقي به الأرواح على سلّم الأخلاق الدينيّة، وفيه ليلة القَدر التي تعدل في أجرها عبادة ألف شهر، وهو أبرز مَواسم العَطاء والخَير التي مَنَّ الله بها على المسلمين، فتبقى آثاره في القَلب لعامٍ آخر .

 

فلنتعرف معا، متى فُرض الصيام على المسلمين ؟

فُرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة النبوية المشرفة كعبادة من العبادات المفروضة عليهم، ويوافق هذا العام 624 م، وقد نزلت فيه آيات من القرآن الكريم دلت على فرضيته على المسلمين وأنه كان مفروضًا على من قبلهم من الشرائع السابقة، وقد بين الله تعالى أحكام الصيام ومواقيته في آيات الصيام في القرآن الكريم، وقد أوضحها رسول الله في كثير من الأحاديث المشرفة.

دلائل فرض الصيام من القرآن:

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *

(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).[البقرة: 183 – 186].

دلائل فرض الصيام من السنة:

-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت”، وهذا يعني أن الصوم في شهر رمضان من الأركان الخمسة للإسلام، وهو فرض على كل مسلم مكلف.

-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه”، وهذا يشير إلى أن الصوم في رمضان فريضة عظيمة وأن الله تعالى يجزي المؤمنين بالأجر العظيم والمغفرة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يصم رمضان فلا يكن له من الله عذر”، وهذا يعني أن الصوم في رمضان فرض شرعي لا يجوز التخلف عنه، وأنه لا يوجد عذر لتركه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً”، وهذا يدل على أن رؤية هلال شهر رمضان هي ما يحدد بداية ونهاية الصيام، وأن الصيام يجب أن يكون بدءًا من فجر اليوم الأول من رمضان وحتى غروب شمس اليوم الأخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى