الأثنين مايو 20, 2024
انفرادات وترجمات سلايدر

مجلة بريطانية : 4أسباب تجعل التفكير في طرد قادة حماس من الدوحة خيارا سيئا للجميع

أكد  داميان فيلبس كاتب المقال في مجلة ” ذا اسبكتاتور” البريطانية أن وجود حركة المقاومة الفلسطينية حماس في قطر أفضل لجميع أطراف الصراع في الشرق الأوسط بدلا من مغادرتها الدوحة والبحث عن ملاذ جديد قد يضر بالجميع .

وقال فليبس في المقال الذي نشرته المجلة البريطانية وترجمتها “جريدة الأمة الإليكترونية ” إن الأخبار التي تفيد بأن قطر “تعيد تقييم” دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وسط حديث رئيس الوزراء القطري بأن جهودها “يساء استخدامها لمصالح سياسية ضيقة”، قوبلت بالذعر في العديد من عواصم الغرب والشرق الأوسط.

وأضاف : يأتي انسحاب قطر المحتمل في وقت توقفت فيه المحادثات لتأمين هدنة وإطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة. يبدو أن الهجوم البري على معقل حماس الأخير في رفح هو الفصل التالي في حرب شاقة.من إمكانية أن يكون التهديد حيلة تفاوضية لأجل التقدم في المحادثات

واضاف الكاتب إذا أوقفت قطر جهود الوساطة، فقد يؤدي ذلك أيضا إلى نهاية القناة الخلفية الغربية مع حماس. قبل عام 2012، كان التحدث مع كبار الشخصيات في حماس – التي تحكم أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة – صعبا للغاية.

إذ أدت عقود من الصراع مع إسرائيل إلى قيادة تحت تهديد مستمر بالاغتيال من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وخوفا من الخروج في العلن. كانت مصر تشكو من المشاكل العملية لتقاسم الحدود مع منطقة يحكمها أشخاص يترددون في مقابلتك أو حتى التحدث عبر الهاتف، خشية أن تمحوهم ضربة إسرائيلية.

قطر ومكتب حماس
قطرومكتب حماس

بل وكانت هناك أيضا مخاوف من أن إسماعيل هنية، زعيم حماس المنفي ذاتيا، كان يفكر في اختيار إيران أو لبنان للمكتب السياسي لحماس، حيث لن يكون للحكومات الغربية أي رقابة أو سيطرة عليها.

ولكن الولايات المتحدة  اقترحت أن تستضيف قطر أعضاء المكتب السياسي لحماس  في عاصمتها الدوحة، وهي دولة لديها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط ومقر القيادة المركزية، التي تتمتع بسلطة قيادية على القوات الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وغرب / آسيا الوسطى. في الدوحة، يمكن للأمريكيين مراقبة قادة حماس وإنشاء قناة خلفية للاتصال مع هيئاتها الإدارية وجناحها العسكري الأكثر سرية، ألوية القسام – برئاسة يحيى السنوار سيئ السمعة.

وتم إقناع هنية باختيار الدوحة على طهران للمقر السياسي لحماس، مما جعله في مدار أجهزة الاستخبارات الغربية.حيث غدت الدوحة كوجه قريب الشبه  من مطعم أوكسيدنتال جريل في واشنطن خلال أزمة الصواريخ الكوبية “مكان المحادثات السرية بين رئيس المخابرات السوفيتية في الولايات المتحدة ومراسل أخبار”أي بي سي” الذي يعمل كمفاوض للبيت الأبيض في عهد كينيدي”، أصبحت الدوحة ذات أهمية حاسمة منذ مذبحة 7 أكتوبر.

وكان من الصعب جدا تحقيق هدنة غزة التي استمرت أربعة أيام في نوفمبر 2023، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، والتي شهدت إطلاق سراح 105 رهائن مدنيين من قبل حماس، بدون استضافة حماس هناك.

واشار كاتب المقال إلي أن القنوات الخلفية بين المنافسين القاتلين لها تاريخ طويل. أجرى ريتشارد نيكسون مفاوضات خلفية مع الاتحاد السوفيتي بشأن الحد من الأسلحة من خلال مساعده منذ فترة طويلة روبرت إلسورث دون إبلاغ وزير خارجيته،

وكذلك وأجرت الحكومة البريطانية محادثات سرية مع الجيش الجمهوري الأيرلندي في وقت مبكر من عام 1972، وأجرت إسبانيا مفاوضات مع الحركة الانفصالية الباسكية من خلال منظمة مستقلة في سويسرا،

وأرسل الرئيس المنتخب حديثا أوباما آنذاك جيك سوليفان، كبير مستشاري السياسة الخارجية لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، إلى ميناء مسقط في عمان للتفاوض على تنازلات سرية وضعت الأساس للاتفاق النووي الإيراني.

صفقة تبادل الأسري

فيما قال بعض المسئولين الإسرائيليين والسياسيون الأمريكيون إن قطر لا تفعل ما يكفي للحصول على تنازلات من حماس – على أمل أن يضغط الوسطاء القطريون على الحركة الفلسطينية من خلال التهديد بطرد قادتها من الدوحة أو إغلاق حساباتها المصرفية.

ولكن ماذا سيحدث إذا أعطى القطريون حماس بطاقة حمراء وتم إلغاء القناة الخلفية؟ بالنظر إلى أن ديفيد بارنيا، الرئيس الحالي للموساد، تعهد “بوضع أيدينا عليهم أينما كانوا”، فمن المرجح أن يهرب المكتب السياسي لهنية وحماس إلى طهران لمحاولة الهروب من الانتقام الإسرائيلي، والبحث عن ملجأ تحت الجناح الواقي لراعيهم الإيراني.

وقد يكون  لبنان موقعا أقل جاذبية بكثير بعد ضربة إسرائيل الناجحة بطائرة بدون طيار على صالح العاروري، وهو مسئول كبير في حماس يعيش في العاصمة اللبنانية بيروت، في وقت سابق من هذا العام.

حيث أظهر القتل المستهدف، في ضاحية كثيفة يهيمن عليها حزب الله، أنه خارج قناة الدوحة الخلفية، لا يوجد مكان آمن لمسئولي حماس.

وعاد الكاتب في المجلة البريطانية للقول :بمجرد أن تختبئ قيادة حماس في طهران، سيكون السؤال: مع من تتحدث الولايات المتحدة وإسرائيل للوصول إليهم؟ ستسيطر إيران على تدفق المعلومات، في حين أن عمليات الاستخبارات لمراقبة هنية وغيرها ستكون صعبة للغاية في الدولة البوليسية المعادية إيران.

و من شبه المؤكد أنه سيكون هناك المزيد من التأخير في المفاوضات بشأن استعادة هؤلاء الرهائن الذين لا يزالون على قيد الحياة في غزة، وسيتم إيقاف الاتفاقات بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولن تكون هناك فرصة حتى للاتفاق على وقف إطلاق النار المؤقت حتى يمكن إعادة إنشاء خطوط الاتصال.

اسماعيل هنية

لذا من المهم القول هنا إن عواقب قطع جهود الوساطة مع حماس في هذه المرحلة وخيمة للغاية، سواء بالنسبة للاستقرار الإقليمي أو بالنسبة للرهائن الذين يقبعون في مخابئ حماس، لدرجة أن تهديد قطر برفع سقف مواقفها  هو على الأرجح حيلة تفاوضية لإحداث تقدم في المفاوضات.

وهنا ألقى ويليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية، باللوم في  المأزق مباشرة على تعنت حماس بعد أن رفضوا ما أسماه “اقتراحا بعيد المدى”. قد يساعد خطر فقدان ملاذهم الآمن في الدوحة على تركيز العقول في المستويات العليا لحماس. سواء كان تهديد قطر هو حيلة لاستئناف المحادثات، أو عاصفة حقيقية من قبل المضيفين في سخط من القنص خارج الكواليس، فإن القناة الخلفية للغرب مع حماس هي تذكير بالحاجة التي لا مفر منها للتحدث إلى أعدائنا، بغض النظر عن مدى بغضنا لهم.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب