نُقلت اليوم على مستوى مجلس الأمن الدولي مناقشات مكثفة حول اتفاق الحُديدة في اليمن، ضمن جهود المجتمع الدولي لدعم السلام والاستقرار في اليمن. يأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد التوترات والخلافات بشأن تنفيذ الاتفاق الذي وقعته الأطراف اليمنية في سبتمبر 2019، والذي يهدف إلى إرساء وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية في المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية.
وتسعى الدول الأعضاء إلى وضع استراتيجية واضحة لضمان تنفيذ الاتفاق وتحقيق تقدم ملموس في تنفيذ بنوده، بالإضافة إلى مناقشة التدخلات الدولية لدعم السلطة المحلية ووقف التصعيد العسكري في المنطقة. ويُعد موضوع الحديدة أحد أهم الملفات التي تركز عليها الأمم المتحدة ومبعوثوها الخاصون لليمن، لإعادة البناء على أساس السلام والتهيئة لمرحلة جديدة من الحوار الوطني.
ومن المتوقع أن يصدر المجلس بياناً بعد انتهاء الجلسة يتضمن دعوة لجميع الأطراف اليمنية للالتزام باتفاق الحديدة والعمل على تعزيز الثقة وتحقيق الاستقرار في المحافظة.
ما هو اتفاق الحديدة 2019؟
اتفاق الحديدة هو اتفاقية هادفة لتحقيق وقف إطلاق نار شامل في مدينة وموانئ الحديدة اليمنية، التي تعتبر من أهم المناطق الإستراتيجية على الساحل الغربي لليمن. تم التوصل إلى هذا الاتفاق في السويد في ديسمبر 2018، ضمن جهود مكتب المبعوث الأممي الخاص لليمن، بهدف إنهاء النزاع المسلح حول المدينة وإزالة التصعيد العسكري الذي كان يهدد الاستقرار الإنساني في المنطقة.
أهم بنود اتفاق الحديدة 2019:
- إعادة انتشار القوات: تم الاتفاق على انسحاب القوات العسكرية من مناطق محددة تحت إشراف مراقبين دوليين، لضمان أمن وسلامة المدينة والحد من أعمال العنف.
- تشكيل لجنة مراقبة وإشراف: لإنفاذ الاتفاق، تم تشكيل لجنة تنسيق مشتركة لمراقبة الالتزام ببنود الاتفاق، وتسهيل المساعدة الإنسانية.
- فتح الميناء: الاتفاق ينص على فتح ميناء الحديدة لاستقبال المساعدات الإنسانية والتجارية، بهدف تخفيف معاناة السكان التي تفاقمت بسبب الحرب والأزمة الاقتصادية.
- تسهيل وصول المساعدات الإنسانية: لتمكين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من تقديم المساعدات للمدنيين بشكل فعال ودون عوائق.
السياق الحالي لمناقشات مجلس الأمن اليوم
في الوقت الراهن، يُناقش مجلس الأمن الدولي جهود تطبيق بنود اتفاق الحديدة ومتابعة الالتزام من قبل الأطراف اليمنية، خاصة مع تصاعد التصعيد العسكري والإخفاقات في تطبيق الاتفاقات السابقة. وتشتد الحاجة إلى دعم دولي متواصل لضمان تنفيذ البنود والتركيز على الحلول السياسية المستدامة في اليمن.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا النقاش يأتي في ظل اختلاف آراء الدول الأعضاء حول مدى تنفيذ الاتفاق، وضرورة اتخاذ إجراءات دولية أكثر فاعلية لضبط الأوضاع في الحديدة، ومنع التصعيد الذي يهدد أمن المنطقة بالكامل.