شهد حي الجنينة في شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة واجهة تصعيدٍ جديد بين القوات الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية، حيث نفذت كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس هجومًا مسلحًا استهدف نقطة تمركز لقوات لواء كفير الإسرائيلي. إثر ذلك، أُصيب عدد من الجنود، وتم نقلهم جويًا عبر طائرات مروحية إلى مستشفيات داخل إسرائيل وسط تحليق مروحيات أخرى لتأمين الإجلاء، وتأكيد منذ مصادر عبر منصة X بأن “هجومًا استهدف موقع جنود من لواء كفير وأسفر عن إصابة جنود” .
يأتي هذا الحادث في سياق سلسلة طويلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح والتي شهدت تصعيداً مكثفاً منذ مارس 2025، حيث حاول الجيش الإسرائيلي تدمير شبكة أنفاق المقاومة وتأمين محاور التصعيد بطول الحدود؛ لكن المقاومة استخدمت بشكل متكرر أساليب حرب العصابات، كمائن، عبوات ناسفة، وتفجير مبانٍ، للتأثير على تقدم القوات المهاجمة، كما ورد في تقارير سابقة تناولت العمليات في رفح وتكاليفها البشرية والمادية .
هذا التصعيد يأتي بينما تناقشت أطراف دولية حول سُبل تحقيق تهدئة مؤقتة. فقد كشف مصدر فلسطيني لوكالة AFP عن مقترح هدنة جديدة لمدة ستين يومًا تتضمن تبادلاً للأسرى على مرحلتين، في محاولة لكسر الجمود بين الأطراف .
وفي سياق مختلف، أثيرت عبر تقرير سابق أخبار إبادة مروّعين لعمال إسعاف في رفح بتاريخ 23 مارس 2025 على يد قوات ألوية Golani وUnit 504 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ما أثار استنكارًا دوليًا واسعًا معتبرًا إياه انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي. الضحايا كانوا سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر، وقُتل العاملون فيها بإطلاق نار من مسافة قريبة وبأسلوب يشبه الإعدام، بحسب تحقيقات وتقارير ميدانية .
يؤكد هذا السياق أن الحدث الأخير في رفح ليس منعزلاً، بل استمرار لطبيعة المعركة المتقلبة التي تشهدها المنطقة، حيث تستخدم المقاومة أنفاقها وتنظيماتها لتوجيه ضربات مؤثرة، بينما تواجه القوات الإسرائيلية تحديات في ثبات سيطرتها الميدانية في بيئة حضرية كثيفة السكان وفي ظل ظروف سمتها النزوح والأزمة الإنسانية المتفاقمة.
تبعات هذا الهجوم الأخيرة شملت نزوح مزيد من المدنيين من رفح المتضرر، وبلبلة في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في حين تكثف إسرائيل ضرباتها الجوية والتعزيزات العسكرية بهدف السيطرة الأمنية، رغم تسارع الانتقادات الدولية ودعوات الأمم المتحدة للتحذير من مزيد من التصعيد الإنساني المحتمل.