حوارات

محلل سياسي سنغالى: نتائج الانتخابات البرلمانية قدمت دفعة قوية للبرنامج الإصلاحي لباصيرو

محلل سياسي سنغالى: نتائج الانتخابات البرلمانية قدمت دفعة قوية للبرنامج الإصلاحي لباصيرو

*إصلاح القضاء ومكافحة الفساد وتطوير مؤسسات الدولة يشكل أولية مهمة لباصيرو وسوانكي

*علاقاتنا مع فرنساقائمة علي الشراكة واستمرار القواعد العسكرية الفرنسية يخالف سيادة السنغال

*القطيعة بين باريس وداكار قادمة لا محالة ولكن بشكل هادىء ودبلوماسي

*نسعي لتوسيع الشراكة مع القوي الكبري وتعزيز صلاتنا مع روسيا والصين نابع من مصالحنا العليا

*تعديل الدستور السنغالي لم يتجاوز الوعود الانتخابية والتداول السلمي للسلطة ثقافة سنغالية أصيلة

*الخلافات بين السنغال وموريتانيا حول حقول الغاز وهمية وعازمون علي تعزيز العلاقات الثنائية

ملتزمون باستعادة الاستقرار وإنهاء الحرب في السودان عبر الحوار بين جميع الوان الطيف السياسى

أكد المحلل السياسي السنغالي محمد منصور أنجاي أن نتاىج الانتخابات البرلمانية السنغالية الأخيرة ، والفوز الساحق للحزب الحاكم ،قد فتح الباب علي مصراعيه لتنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس باصيرو ديوماي فاي ،خصوصا فيما يتعلق بإصلاح القضاء واجتثاث الفساد من مؤسسات الدولة. .

وقال في حوار له مع “جريدة الأمة الإليكترونية “، إن العلاقات بين السنغال وفرنسا انتقلت إلي

محطة الشراكة خصوصا أن النهج الاستعلائي الذي تعاملت بها باريس مع الدول الأفريقية، بدا مرفوضا ، مشيرا إلي أن استمرار القواعد العسكرية الفرنسية في السنغال يخالف استقلال البلاد وسيادتها.

وأشار إلي سعي السنغال لتوسيع الشراكة السياسية والاقتصادية مع جميع دول العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا والصين ،مشددا علي أن القطيعة مع فرنسا قادمة إن عاجلا إن اجلا.

ونبه إلي ارتباط السنغال وموريتانيا بعلاقات تاريخية واصفا ما يتردد عن خلافات بين البلدين، حول حقل الغاز المشترك بأنها خلافات وهمية ،مشيرا لقدرة البلدين علي تجاوزها

الحوار مع المحلل السياسي السنغالي تطرق لقضايا عديدة نعرضها بالتفصيل في السطور التالية.

الرئيس السنغالي

*أسهمت المعارضة السنغالية خلال الأشهر التي تلت فوز الرئيس باصيرو بالانتخابات في عرقلة برنامجه الإصلاحي .. فهل شهد هذا البرنامج تطورا علي الارض بعد تأمين الأغلبية البرلمانية للحزب الحاكم .

**المعارضة في السنغال ،وعدت في الأشهر الأخيرة بإسقاط رئيس الحكومة عثمان سوانكي ،أو سحب الثقةمنه ، وهو المسعي الذي توقف بعد قرار رئيس الجمهورية طبقا صلاحيته الدستورية بحل البرلمان .

وبالتالي لم تتم هذه المساعي التي كانت المعارضة ترغب في تنفيذها ،وبعد ذلك جاءت الانتخابات البرلمانية والتي تمكن خلالها الحزب الحاكم “باستيف “من الفوز حيث حصل علي 139مقعدا من أعضاء البرلمان الـ 165 بأغلبية ساحقة  .

فيما فازت أحزاب المعارضة  بعدد قليل من المقاعد بشكل يتيح للحزب الحاكم القدرة علي تنفيذ مشروعاته الإصلاحية، خصوصا بعد أن غدت السلطات التنفيذية والتشريعية في أيديهم ..الرئاسة ورئاسة الحكومة والبرلمان مما سيؤدي لتسريع وتيرة هذه الإصلاحات.

وخلال الأيام القليلة الماضية ،تسعي السلطات السنغالية للتركيز علي الملف القضائي ،حيث يجري التطرق بشكل دقيق لإصلاح هذا المرفق بشكل كامل سواء الإصلاحات المتعلقة بحقوق الإنسان والسجون ،والحبس الاحتياطي، الذي كان يدوم أعواما طويلة بدون إحالة للمحاكمة .

حيث كانت تمر أعوام دون محاسبة الجناة بشكل يفرض ضرورة وجود إصلاحات هيكلية خصوصا فيما يتعلق بالقضاء والقوانين المنظمة له وصولا للدستور .

وهي كلها إجراءات تأتي ضمن البرنامج الانتخابي للرئيس باصيرو ديوماي فاي الذي وعد بمحاربة جميع انواع الفساد وتطوير المؤسسات الحكومية وحوكمتها ،ومن الواضح أن هذه الإصلاحات والوعود بها  قد دخلت   حيز التنفيذ أخير .

*هل هناك إجراءات إصلاحية قد بدا تنفيذها علي الأرض ؟

** تقرير ديوان المحاسبة قد خرج للنور في الأيام الأخيرة وسبقه صدور  تقرير مكتبة مكافحة الفساد والرشوة وقد أمر المدعي العام بملاحقة المتورطين في هذا الفساد والجرائم الاقتصادية.

وفي هذا السياق ينظر البرلمان السنغالي في أمر رفع الحصانة عن فارنجوم ،الذي يعد من أبرز الشخصيات السياسية في عهد الرئيس السنغالي السابق ماكي سال، حيث يواجه تهما بالفساد .

كما أن هناك العديد من الشخصيات تم وضعها تحت الحراسة في إطار سياسات مكافحة الفساد ، التي  شهدت تصاعدا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة حيث تمت تقوية جميع أطر وهياكل  مكافحة الفساد.

و يبذل الرئيس باصيرو ورئيس وزرائه عثمان سوانكو جهودا مكثفة، ولا يألون جهدا في اجتثاث الفساد من مؤسسات البلاد.

رئيس وزراء السنغال

*مع تأمين الأغلبية البرلمانية وفي ظل الدعوة لتعديل الدستور .. ما هي المواد المرجح تعديلها خلال المرحلة القادمة لتحويل السنغال لدولة عصرية؟

** فيما يتعلق بتعديل الدستور، فالأمر لم يتجاوز الوعود الانتخابية حتي الآن ،حيث اقتصر علي الاعلان فقط ،ولم يترجم علي أرض الواقع .

كما يعلم الجميع فقد وعد الرئيس باصيرو بتفويض بعض صلاحياته لرئيس الحكومة عثمان سوانكي ،ولكن هذا الوعد لم يترجم علي أرض الواقع حتي الآن.

*أعلن الرئيس باصيروا أن استمرار القواعد العسكرية الفرنسية يخالف سيادة السنغال فهل يعني هذا قطيعة مع باريس علي غرار ما حدث مع دول مجاورة ؟

**في السنغال، يختلف الأمر عن دول الجوار، فرموز العملية السياسية في السنغال وصلوا لسدة السلطة عبر عملية ديمقراطية مكتملة ،وعملية انتخابية واقتراع حر ونزيه.

وهذا يختلف عن دول الجوار التي وصل أغلب حكامها للسلطة عبر الانقلابات العسكرية ،ومن هنا فالأوضاع في السنغال تبدو مختلفة ،باعتبار أن السنغال هي الدولة الوحيدة التي لم تشهد انقلابات عسكرية طوال تاريخها الحديث.

وبالتالي فالتداول السلمي للسلطة ثقافة سنغالية أصيلة بخلاف الدول الأخري المجاورة؟

*ما تأثير التداول السلمي للسلطة علي العلاقات مع فرنسا؟

**علاقات السنغال مع فرنسا ،شهدت صيغا مختلفة عن دول الجوار ،فهناك خط دبلوماسي تنتهجه السنغال في علاقاتها مع فرنسا ،وبالتالي فالحكومة السنغالية الحالية تسعي القطيعة مع فرنسا عبر الحنكة الدبلوماسية ،وليس بالقوة والحماسة كما تفعل دول أخري مجاورة .

ومن ثم فكل الخطوات التي اتخذت فيما يتعلق بالعلاقات مع فرنسا تبدو مدروسة لأن التخلي عن فرنسا سيتم أن عاجلا أو آجلا بالطرق الدبلوماسية والحوار ،حيث سيتم التعامل مع فرنسا كشريك وضرورة التخلي عن النهج الاستعلائي ،الذي كانت تتعامل بها باريس مع دول المنطقة

وهنا يجب التعامل مع هذه الدولة كدول مستقلة وذات سيادة وتملك قرارها السياسي ،ولا يستطيع أحد أن يفرض عليها قرارته، ومن ثم فالسنغال دولة ذات سيادة وقرارها مستقل، ومن ثم فاستمرار القواعد العسكرية الفرنسية امر يخالف هذه السيادة.

* في هذا السياق شهدت العلاقات السنغالية الروسية تطورا شديدا تمثل في الاتصالات المكثفة بين الرئيس باصيرو ونظيره الروسي فعلام تراهن السنغال في علاقاتها مع موسكو؟

**السنغال تسعي لتوسيع شراكاتها مع الدول العظمي وكذلك مع الدول الأفريقية والدول المجاورة ،ومن ثم لا توجد دولة لا ترغب  السنغال في توطيد  العلاقات معها ،ومنها الدول العظمي مثل روسيا والولايات المتحدة ،وقوة اقتصادية كبيرة مثل الصين .

لذا فالسنغال دولة حرة ذات سيادة تملك قرارها السياسي ،وبالتالي فهي من تقرر اي من الدول تريد تطوير علاقاتها معها ،بغض النظر عن قوة هذه الدول سياسيا أو قدراتها الاقتصادية.

الغاز السنغالي الموريتاني

* زار رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان السنغال ضمن جولة أفريقية ما أهم الملفات التي بحثت خلال الزيارة وماذا حققته من تطورا في علاقات السودان ومحيطه الافريقي؟

**زيارة رئيس المجلس السيادي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان للسنغال ، أتاحت الفرصة لمناقشة الأوضاع السياسية والعسكرية المثيرة للقلق في السودان حيث تهدد الصراعات بين الفصائل المسلحة الأمن والاستقرار في السودان.

وقد رحب الرئيس السنغالي بالضيف السوداني بشكل يعكس متانة العلاقات بين البلدين ،كما أعرب الرئيس باصيرو عن قلقه من الأوضاع والمحن  الصعبة والمأساوية التي يعيشها الشعب السوداني.

بل وجدد التزام السنغال بتحقيق السلام والاستقرار في السودان  وبلدان المنطقة ،ودعا كافة الأطراف إلي الحوار ،باعتباره السبيل الأهم لتحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد الإفريقي المهم.

 *هناك توتر في علاقات دكار و نواكشوط بشكل اثر بالسلب علي استغلال حقل الغاز المشترك بين البلدين، فما هي أسبابه وهل تتوقع   تتوقع تجاوز هذا التوتر ؟

**التوتر بين السنغال وموريتانيا توتر وهمي، يثيره بعض المتشائمين ،ومن لا يريدون خيرا للبلدين، اللذين تربطهما علاقات تاريخية ،ولن تكون الخلافات علي الثورة المعدنية هي من ستفجر الخلافات والفتنة  بين البلدين الشقيقين.

من وجهي نظري لن  تشكل هذه القضية ، تهديدا لأمن البلدين الشقيقين ،بل ستجري تسويتها بما يحقق المصالح العليا للشعبين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights