أكد سلطان البان المحلل السياسي الموريتاني الخبير في الشئون الأفريقية، أن التطورات الأخيرة في بلدان الساحل والصحراء والغرب الأفريقي، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان شمس فرنسا ومن بعدها الولايات قد غربت، وبدأت هذه الدول تراهن على بديل أفضل القوي الاستعمارية التقليدية وفي مقدمتها روسيا.
ورغم ذلك يرجح البان في حواره مع «جريدة الأمة والاليكترونية» أن تلجأ باريس واشنطن الي اوراق ناعمة للحفاظ على نوع من النفوذ، في مقدمتها استمرار الصلات مع منظمات المجتمع المدني، هذه الصلات لإزعاج النظم العسكرية لانتزاع تنازلات منها، فضلا عن محاولات توسيع رقعة نفوذها في بلدان أخرى مهمة في المنطقة مثل السودان.
واعتبر الخبير في الشئون الأفريقية، أن تصريحات رئيس الأركان الفرنسي السابق، عن ضرورة استعمار البلدان الأفريقية مجددا مجرد تصريحات للاستهلاك المحلي، تكشف مدي العجز التي تتسم به السياسة الفرنسية في إفريقيا، حيث لم يعد أمام باريس إلا البكاء على الأطلال بدلا من البحث عن معالجة أخطائها وإيجاد مقاربات تنقذها من النفق المظلم.
ونبه إلي أن حصول مالي على ٨٠ مسيرة تركية تكشف لأي مدى المكاسب السياسية والاقتصادية والاستراتيجية التي حققتها تركيا في القارة السمراء من خلال التركيز على المسار الدبلوماسي والتجاري والعسكري، بشكل غدت معه انقرة من القوي الفاعلة في أفريقيا، وخصوصا في بلدان الساحل والصحراء.
الحوار مع المحلل السياسي الموريتاني، تطرق لقضابا عديدة نعرضها بالتفصيل في السطور التالية.
• هناك تصاعد للنفوذ الروسي التركي الصيني في بلدان عديدة في القارة في وقت تقترب شمس فرنسا وأمريكا من الغروب في ظل مطالبة النيجر بخروج القوات الامريكية فهل ستصمت واشنطن وباريس على هذا أم لهم ادوات لاستعادة نفوذهم؟
•• هناك ثقافة جديد تنتشر في القارة الإفريقية، تتمثل في أن إفريقيا يجب أن تحكم بأياد إفريقية بعيدة عن المستعمر القديم فرنسا، والتي تعتبرها الشعوب جزءًا من مشاكلها السياسية والاقتصادية والأمنية، وذلك بعد أن نجحت مالي في طرد القوات الفرنسية عام ٢٠٢٢، والدعوات تتوالى لطردها من البلدان الإفريقية المجاورة وغيرها.
ولا يختلف الأمر فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية، التي تخطط لتحل محل فرنسا وتخوض معركة على النفوذ مع روسيا، ولكن أمريكا تواجه مصيرًا مماثلا حيث قام المجلس العسكري الحاكم في النيجر بتحذير واشنطن من مغبة تدخلها في شئون النيجر، عقب مطالبة واشنطن لنيامي بعدم توثيق الصلات مع روسيا.
هذه أدوات باريس وواشنطن لمناكفة الأنظمة العسكرية في مالي وبوركينا والنيجر |
حيث بدأت في هذه اللحظة خطوات القطيعة بين النيجر وأمريكا، وهو الأمر الذي انتقل صداه الي تشاد بعد أن بعث رئيس أركان القوات الجوية الجنرال إدريس امينا، رسالة الملحق العسكري الأمريكي، تهدده برحيل القوات الأمريكية من تشاد،
ويشير هذا التطور حرفيا لانعدام فرص الوجود العسكري للقوتين الكبيرتين فرنسا وأمريكا في دول الساحل والصحراء، والتي تفكر بشكل جدي في البحث عن بدائل لكل من واشنطن وباريس، حيث من المرجح نقل القوات الأمريكية في النيجر الي القاعدة ٢٠١ في أجاديس بموريتانيا.
• هل ستقف باريس وواشنطن موقف المتفرج إزاء هذه التطورات الخطيرة؟
•• بالطبع لا فرنسا ستعمل على توثيق علاقاتها مع النظام التشادي الانتقالي، حيث من المرجح أن يثير اعتراف فرنسا بنتائج الانتخابات الرئاسية القادمة والتي يعد رئيس الفترة الانتقالية محمد إدريس ديبي المرشح الرئيسي، ارتياحا لدي حكام تشاد الجدد.
ومن المهم الإشارة هنا الي أن باريس وواشنطن سيرهنان كذلك على القوي الناعمة والمتمثلة في الصلات مع مؤسسات المجتمع المدني، وهو ما يمكن قرأته من خلال تصريحات وزير شئون أوروبا في الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورني، حيث تحدث عن استمرار الصلات مع مؤسسات المجتمع المدني في كل من مالي والنيجر وبوركينافاسو، وهي أوراق تستطيع من خلالها كل من فرنسا وأمريكا التأثير من الجانب السياسي في هذه البلدان.
• كيف ستوظف باريس وواشنطن هذه الأوراق الناعمة؟
•• ستحاولان عبر هذه الأوراق أن تشكل ازعاجا للأنظمة العسكرية الحاكمة، فضلا عن ان القوي التقليدية ستحاول مد نفوذها لدول اخري مجاورة مثل السودان، للحفاظ على موطئ قدم لها في هذه البقعة المهمة من العالم.
• في هذا السياق دعا رئيس الأركان الفرنسي السابق لإعادة استعمار البلدان الإفريقية.. كيف قرأت هذا التصريح وهل لدي القوي الاستعمارية القدرة على احتلال بلدان القارة السمراء مجددا؟
•• تصريحات رئيس أركان الجيش الفرنسي الأسبق، مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي، لا تقدم ولا تؤخر، وتعكس حالة من الفشل والعجز الفرنسيين.. فباريس بحاجة أن تستوعب متطلبات الفترة الراهنة، وتعيد النظر في سياستها مع إفريقيا بالكامل، وهو ما حاول الرئيس ماكرون القيام به، عبر ايفاد مبعوثه الخاص لإفريقيا جان ماري بوكيل لدول المنطقة.
تصريحات رئيس الأركان الفرنسي عن إعادة استعمار إفريقيا تكريس لعجز وإفلاس باريس |
وبوكيل هذا تم تعيينه في خضم أزمة فرنسا مع دول الساحل، لاسيما أن الاقتصاد الفرنسي يواجه أزمة شديدة بحكم فتور علاقات فرنسا مع مستعمراتها السابقة التي تعد مصدر فرنسا الكبير سواء فيما يتعلق بصك العملة الإفريقية «الفرنك الإفريقي»، أو بالاستحواذ على مقدرات هذه الدول عبر صفقات غبن وجشع.
وبالتالي هذه التصريحات مجرد بكاء على الاطلال، وشعور بالعجز أمام رفض المستعمرات السابقة السير في الفلك الفرنسي، وسعيهم للبحث عن بدائل أفضل.
• خلال الفترة الماضية شهدت عواصم إفريقية تظاهرات ضد الوجود الأمريكي خصوصا في النيجر فيما هددت تشاد بإعادة النظر في اتفاقاتها العسكرية مع واشنطن ما أسباب هذا الغضب؟
•• انسحاب القوات الأمريكية من النيجر، كان أمر متوقعا في ظل الأحداث، التي شهدتها البلاد وكذلك ما جري في مالي وبوركينافاسو، خصوصا بعد انخراط البلدان الثلاثة فيما عرف باتفاقية «ليبتاكو جورما»، وهو التحالف الثلاثي الذي يرفع شعار القطيعة مع فرنسا وأمريكا «الغرب بشكل عام»، باعتبارها امتدادا للاستعمار القديم، وهي الشعارات التي تلعب دورا في دغدغة مشاعر الشعوب، حيث توظفها المجالس العسكرية الانتقالية، لتعزيز شرعيتها،
وكذلك يجرى توظيف هذه المواقف لبناء علاقات وثيقة مع بديل جديد، هو روسيا والتي تؤمن الاتفاقات معها امتيازات أكثر، خصوصا في الجانب العسكري فضلا عن ان الشعب النيجري ينظر للقوات الأمريكية نفس النظرة التي كان يري من خلالها القوات الفرنسية كقوي استعمارية، تستنزف مقدراته فقط دون أن تقدم مزايا لبلاده.
الوجود العسكري الأمريكي لم يخدم الاستقرار و«فاجنر» وراء إلغاء اتفاق السلام بمالي برعاية الجزائر |
حيث كانت هذه القوات، تتمتع بإمكانيات كبيرة خلال فترة وجودها، إلا أن هذا التواجد لم يحل دون وقوع هجمات على قوات الجيش والشرطة النيجرية، من قبل الجماعات المسلحة.
بل إن هذه الجماعات نجحت في احتلال مناطق واسعة مثل تلا بيريا المعروفة بمثلث الموت فضلا عن اتساع طرق تهريب البشر والمخدرات بشكل لم يظهر أي فوائد لوجود هذه القوات، لدي القطاعات الشعبية، أو الأنظمة الحاكمة على حد سواء، رغم وجودها منذ عقود من الزمان.
• في هذا السياق حصلت مالي خلال الفترة الاخيرة على ٨٠ طائرة مسيرة تركية.. ما دلالات هذا الأمر وهل يتجوز كونه تمددا للنفوذ التركي في المنطقة ام دليلا على وجود نوع من الصراع العسكري في بلدان المنطقة؟
•• الاثنان معا، حيث تستغل تركيا بؤر التوتر السياسي والعسكري من اجل فتح أسواق جديدة لها خصوصا الصفقات العسكرية، خصوصا طائرات «بيرقدار» التي تلقي رواجا في هذه البلدان، حيث تعمل تركيا لتوظيف هذه العلاقات العسكرية لتعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي.
تركيا نجحت عبر 3 مسارات في تعزيز نفوذها وتحقيق مكاسب جيو استراتيجية في إفريقيا |
ومن هنا يجب الإشارة إلى ان الاهتمام التركي بالقارة الإفريقية قد بدأ منذ عقدين من الزمن، حيث اتخذت تركيا ٣ مسارات مهمة لتعزيز نفوذها، الأول تجلي في الجانب الدبلوماسي حيث ارتفع عدد السفارات والقنصليات التركية في البلدان الأفريقية من ١٢سفارة عام ٢٠٠٢الي ٤٤سفارة وقنصلية عام 2022.
• ماذا عن المسار الثاني؟
•• هذا المسار يتمثل في الجانب الاقتصادي أو التجاري، حيث تزايد معدل التبادل التجاري من ٣ مليارات دولار عام ٢٠٠٢ إلي ٢٦مليارا عام ٢٠٢٢، وكذلك كان ثالث المسارات عسكريا، حيث تزايدت أعداد المكاتب العسكرية التركية الي ٣٧ مكتبا عسكريا في العواصم الإفريقية، وارتفع حجم المبيعات العسكرية التركية لأفريقيا من ٤١مليون دولار، عام ٢٠٠٢الي ٣٤٨مليون دولار، عام ٢٠٢٢، وهي ارقام تكشف إلي اي مدي استفادت تركيا من بؤر التوتر في إفريقيا، فضلا عن كون تعزيز النفوذ التركي في كافة المجالات جزءا من صراعها مع القوي الكبري، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا والذي أدر علي تركيا مالا وفيرا.
• جري اجتماع ثلاثي ضم كلا من تونس والجزائر وليبيا وذلك لتنشيط التنسيق الأمني والسياسي ما جدوى مثل هذه الاجتماعات ولماذا غابت موريتانيا والمغرب عن هذا اللقاء؟
•• هذا الاجتماع الثلاثي هو مجرد اجتماع للتشاور بين قادة الجزائر وتونس وليبيا، بهدف وضع مخطط من أجل تأسيس كيان «شمال إفريقي» لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، وقد وافقت جميع الأطراف على عقد هذا الاجتماع كل ثلاثة أشهر لبحث المصالح المشتركة، وسبل مواجهة التحديات.
لهذه الأسباب قاطعت موريتانيا اجتماع تونس الثلاثي والغزواني يراهن على رئاسة دورية ناجحة للاتحاد الافريقي |
ومن المهم الإشارة هنا إلى أن هذا الاجتماع ولد في حضن التحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة «الساحل والصحراء» وفي إطار محاولات بناء «نظام إقليمي جديد» وقد يكون قد جاء ردا على إعلان العاهل المغربي الملك محمد السادس، منذ فترة عن تأسيس مشروع لتمكين دول الساحل والصحراء من الوصول لمياه الأطلسي، وهو ما لاقي استحسانا من النيجر ومالي واللتين لبتا الطلب
الصراع مع المغرب دفع الجزائر لمحاولة تدشين مسار سياسي وأمني لاستعادة نفوذها |
وفي هذا السياق، تحاول الجزائر التي كانت لعهد قريب، تشكل قوة كبير وصاحبة نفوذ لا يستهان به أن تلعب دورا موازيا لذلك لقطع الطريق على وجود أي مشروع قرب حدودها، لا تلعب دورا في امتداد هذا المشروع، لذا كان من الضروري وجود آلية مشتركة تعزز الدور الإقليمي يتم من خلالها تعزيز القدرات لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، أيا كان حجم هذه التحديات
• ماذا عن غياب موريتانيا عن هذا الاجتماع؟
•• موريتانيا من جانبها في ظل رئاسة الرئيس محمد ولد الغزواني للرئاسة الدولية للاتحاد الإفريقي تسعي لأن تلعب دورا في إصلاح العلاقات البينية بين دول المنطقة وأن تشكل الرئاسية الموريتانية للاتحاد فرصة أفضل من سابقتها ،لتنقية الأجواء في ظل التحديات الصعبة التي تواجه القارة الإفريقية، وربما قد لا يريد الغزواني الاصطفاف في أي تجمع في وقت تواجه بلاده تحديات أمنية شرق البلاد وعلي حدودها مع مالي، خصوصا من قبل الدول التي لها مآخذ علي سياسة الجزائر، وقد لا يكونون مرتاحين لتأسيس التجمع المذكور لذا حرصت موريتانيا علي الابتعاد عن كل ما يؤثر علي علاقاتها بكافة الأطراف.
• قام الرئيس السنغالي المنتخب بصيرو فاي بزيارة لموريتانيا هي الأولي منذ انتخابه سعيا لتدشين شراكة اقتصادية بين البلدين كيف قرأت هذه الزيارة وهل. تؤشر لعلاقات قوية بين البلدين تنهي صفحة الخلافات القديمة؟
•• هذا الاختيار يأتي لاعتبارات منطقية نظرا لما يتمتع به البلدان من استقرار سياسي بالمقارنة مع دول المنطقة الأخرى المضطربة تحت قيادة مجالس عسكرية انتقالية، ويتميز البلدان عن غيرها من حيث «المسار الديمقراطي» فضلا عن الامتداد الديموجرافي والروابط الدينية والثقافية بين البلدين، وبلدان التماس الجغرافي أكثر من غيرها.
زيارة الرئيس السنغالي لموريتانيا دفعة قوية للعمل الأفريقي المشترك وضخ للدماء في عروق المسار الديمقراطي |
وكذلك يتعلق بمقاربة الرئيس السنغالي المنتخب السياسية تجاه الوضع الإقليمي والجيوسياسي الذي طالما تحدث عنه خلال حملته الانتخابية، وما ينتظر من السنغال ورئيسها الجديد حول توحيد إفريقيا، عموما وبناء بناء جسور الارتباط بين دول غرب إفريقيا، خصوصا مع جيران السنغال الذين يشكلون جزءا من استقرار السنغال وقواتها الإقليمية.
• علام يستند باصيرو فاي في هذا التحرك الطموح؟
•• ويستند الرئيس السنغالي الجديد، على الوضع السياسي المستقر في بلاده والذي يعد عالمة فارقة في دول المنطقة من حيث الاستقرار ودوران العملية السياسية في فلك مريح يتسم بالشفافية والنزاهة الانتخابية، مع الاستعداد لتوظيف هذه الصورة الطيبة والمشرفة والتي يقر بها الجميع لقيادة بلاده والمنطقة نحو تحقيق مستقبل أفضل وتكريس مسار ديمقراطي خصوصا في دول مازالت تعاني من وجود حكومة عسكرية انتقالية جاثمة في السلطة.
وبالتالي هذا المشروع الديمقراطي الطموح لا يمكن ان يكتب له النجاح دون عون وسند من نواكشوط
«فاجنر» ونشر الفوضى
• تنامي نفوذ «فاجنر» في عدد من دول القارة اثار غضب عدد من العواصم الإفريقية من جهة اختراق الحدود ناهيك عن التورط غي تهريب شحنات مخدرات فهل تحولت «فاجنر» إلى عامل لنشر الفوضى في القارة؟
•• «فاجنر وما أدراك ما فاجنر»، هذا الكيان الأمني العسكري المطارد من الغرب نظرا لغموض تركيبته، يشكل نوعا من التحديات الكبرى للأوضاع الأمنية والسياسية والأمنية، بل لا أكون مبالغا انه يشكل تحديا لروسيا نفسها، والتي تعمل بجد لإيجاد بديل لها من خلال مشروع «فيلق إفريقيا» والذي تنوي روسيا تأسيسه خلال الفترة الحالية، ليكون بديلا عن «فانجر»، والتي اسهمت في زيادة حدة التوتر في كثير من بلدان المنطقة.
دور «فاجنر» في نشر الفوضى يجب أن يتوقف وعلى قادة إفريقيا الكف عن الرهان على المرتزقة |
ولعل أخر بقع هذا التوتر وقوفها وراء إشعال أزمة بين موريتانيا ومالي بعد اختراقها لحدود موريتانيا فضلا عن ما يتردد عن دور «فاجنر» في تراجع حظوظ الإبقاء علي اتفاق السلام والمصالحة الذي ترعاه الجزائر منذ العام 2015 والذي كان يشكل طوق نجاة لحقن دماء الماليين بدلا من الاقتتال والاقتتال المضاد،
بل أن الأمر يزداد خطورة حين تتهم الفصائل المسلحة في شمال مالي «فاجنر» بأنها لا تتورع عن ارتكاب جرائم وحشية وحملات تطهير ضد الازواديين في مناطق الشمال بل وزادت الريبة والشكوك حقيقة ما يجري في مالي بعد ضبط شاحنة على حدود الأخيرة مع السنغال محملة بأطنان من الكوكايين كانت تتراوح قيمتها بين 90مليار فرنك إفريقي لاسيما أن أصابع الاتهام قد وجهت إلى بعض أعضاء المجلس العسكري الحاكم في مالي، بشكل أثار الريبة والشكوك حول طبيعة الحكم في باماكو.
•• في ظل هذه المخاطر ما المطلوب للتخفيف من مخاطر «فاجنر»؟
•• وجود «فاجنر» لم يعد يناسب التوجه الجديد في القارة السمراء، والذي يسير في إطار أن تتولي الدول الإفريقية تدبير شئونها بنفسها، بعيدا عن الوكلاء والمرتزقة، والبدء في الاعداد لانتخابات رئاسية وبناء الجيش وترميم فكرة مركزية الدولة.. أما الابقاء على قوات مستوردة من الخارج أيا كانت طبيعة هذه القوات فستبقينا في الحلقة المفرغة