تاريخيا كان المشروع الشيعي السياسي الموجه على حساب السنة وضدهم نفثة أو هبة عابرة في التاريخ، كأنها ومضات سريعة تتحكم الظروف أو وجود مشروع سني جامع في القضاء عليه بسهولة، أو تحييده.
ظهور صلاح الدين وقضاؤه على الفاطميين، تحلل الدولة المغولية التي تبنى بعض سلاطينها المذهب الشيعي، وتفسخ القرامطة بمقتل قائدهم، وكسر العثمانيين للصفويين في بعض المعارك ورسم الحدود الدولية بين الجانبين، كل هذه الأمثلة كانت تفرغ مشروع الدولة الشيعية الطائفية من مضمونه ومقاصده.
لكن من بقي يمكر لنا منذ مؤتة وتبوك والحروب الصليبية في المشرق والأندلس، والتآمر على دولة المماليك في البحر الأحمر والمحيط الهندي وعلى مسلمي أفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا، ثم بإضعاف وتفتيت الدولة العثمانية واحتلال أراضيها، وفعل الأفاعيل في آسيا وأفريقيا والبلدان العربية، ثم عاد من جديد لغزو العراق وأفغانستان، وترسيخ قواعده العسكرية في الخليج والعراق وسوريا وإسرائيل والأردن والمضايق هو هذا الغرب الصليبي.
من يدعم قسد في شمال شرق سوريا، هو ذاته الذي يدعم حفتر في شرق ليبيا، هو ذاته الذي يدعم حميدتي في السودان هو ذاته الذي يدافع عن الصهاينة في البر والبحر والجو، هو ذاته الذي يسعى لتدمير العالم الإسلامي واختراقه..
الخطر الشيعي تاريخيا كان له حلول ويتم تأخيره لقرون قبل العودة من جديد، ولكن الخطر الغربي الصليبي هو الأشد قوة وبطشا وخبثا واستمرارا في تاريخنا كله، بل ومستقبلنا القادم.