محمد الأمين سوادغو يكتب: بوركينافاسو.. والإسلام
بوركينافاسو دولة مسلمة وليست وَثنية كما يَكذب بعض الجهلة، يُطلق على بوركينافاسو بـ(دولة المساجد والمدارس الإسلامية)،
تجد في حي صغير واحد عشرات المساجد، بَلغ عدد المدارس الإسلامية في بوركينافاسو حسبَ فضيلة الشيخ أحمد سَانُوغُو -حفظه الله- مدير مدرسة السّلام وفروعها ومؤسّس جامعة السّلام في مدينة بوبوجولاسو 400 مدرسة ومعهداً تقريباً،
ويفوق عدد التلاميذ فيها 400 ألف تلميذاً وتلميذةً، وبلغ عدد الجامعات الإسلامية والكليات في بوركينافاسو 6 جامعة وكلية،
ويمثل الطلاب المدارس الإسلامية أكثر من 10% من مجمل طلاب بوركينا فاسو، ولا تقل عدد المساجد في كل ربوع بوركينافاسو 50 ألف مسجد؛
وهي دولة صغيرة، عدد سكانها 22مليون نسمة يعيشون في مساحة لا تتجاوز 274,200 كيلو متر مربع.
تدريس العلوم الإسلاميّة بجميع فنوها مَسموحٌ بها في بوركينافاسو، مَسموح قانونًا لكل مواطن أو حتّى أجنبي المقيم،
يمكن أن يفتحَ مدرسته الإسلامية ويعلم أطفال بوركينافاسو الإسلام على المنهج الذي يختاره لمدرسته، أنتَ وقدرتك وإمكانياتك المادّية والمَعنويّة.
نسبة المسلمين بوركينافاسو يفوق 70%
نِسْبَة المسلمين بوركينافاسو يفوق 70% ولله الحمد، فبدلاً مِن بناء المستشفيات والمصانع إلى جانب المدراس الإسلامية
ودور حفظ القرآن الكريم والمساجد لخدمة الإسلام والمسلمين ودعم الدعوة الإسلامية كما يفعل الهيئات التّنصيريّة
التي تبني المدارس والمستشفيات والمصحات لنشر دينهم النصرانية في صمتٍ ونشاطٍ رهيبٍ ذهبوا يرسلون المسلحين
وقادة الجماعات المسلحة الإرهابية لقتل الشعب البوركينابي المسلم المسالِم الطيّب،
والذي يَنتقدهم ويبيّن ظلمهم وخبث أفعالهم وجَوْرهم وصفوه بالمطبّل للعسكر، يا للعجب،
بينما المشكل واضحٌ لكل مَن له بَصرٌ، ما ذنب البُسطاء الفقراء الّذين يقتلون بدمٍ باردٍ؟!
قُتل في بوركينافاسو منذ بداية الإرهاب 2015 حيث وقع أوّل هجوم إرهابي ما لا يقل عن 10 آلاف شخص أغلبهم من النساء والأطفال؛
وتم تهجير ما لا يقل عن 2 مليون مواطن من مناطقهم وأغلبهم كذلك من النساء والأطفال و99% منهم مسلمون،
وهم بلا مأوى ويساعدها منظمات إنسانية دولية ومحلية، كارثة حقيقية، هل يفعل هذا بإخوانهم مَن يؤمن بالله ويريد نصرة الإسلام في أفريقيا؟!
عرقلة الدعوة الإسلامية في غرب أفريقيا
أصوات تدعو هذه الفترة الى الوثنية بشكل رهيب بسبب ظهور هؤلاء المسلحين،
وقد تصدر قرارات تحت بند مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه في مختلف بلدان أفريقيا
وبدعم غربي سخي وبتحريض منهم لعرقلة الدعوة الإسلامية في غرب أفريقيا،
وهو أحد أسباب ظهور هذه الجماعة المسلحة العبثية، والسّبب جرائم هؤلاء المسلحين السفهاء الذين جاءوا بالسّلاح يقتلون
ويحرقون ويفجرون تحت راية الإسلام كذباً وزوراً وبهتاناً والإسلام بريء منهم برائة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
حَالياً مع الأسف الشّديد العَريض، تراجعت نسبة الّذين يعتنقون الإسلام في بوركينافاسو بشكلٍ كبيرٍ،
بل في غرب افريقيا عموماً، ومن أسباب هذا التّراجع جرائم الإرهابيين الملصق بالإسلام عند مَن لا يعرف الإسلام، شوّهوا صورةَ الإسلام،
لدرجة أن بعضهم العوّام مع الأسف الشّديد يكرهون صاحب لحية وسروال قصير، يتخيّل لدى بعضهم أنّ كل مَن أعفى لحيته -وهي سنة نبوية بأحاديث صحيحة-
والارهابي الملتحي الذي يطلق النار ويهجرهم قَسراً من بيوتهم ومزارعهم سواء، بينما الفرق بينهما كبيرٌ، هؤلاء لا يمثلون إلاّ أنفسهم.
اعتناقَ الإسلام توفيقٌ من الله
نعرف يَقيناً أنّ اعتناقَ الإسلام توفيقٌ من الله وحدَه لكن له أسبابٌ، قال تعالى (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) القصص:56،
فدَعوة الوثنيين والنصارى وأهل الضلال بالتي هي أحسن عبر زيارات والدعوة والمعاملة الحسنة في قراهم ومدنهم أنجعُ وأنفعُ،
وقد شاركتُ في بعضها ودخل بيدنا وثنيون بتوفيق الله وحدَه في الإسلام، ولله الحمد.
ارجعوا إلى حيث أتيتم بسلاحكم، لقد شوّهتم بسلاحكم الدموية صورة الإسلام في غرب أفريقيا؛
ولن يسامحكم الشعب الأفريقي الطيّب الذي يرحب بالإسلام، وأفريقيا هي القارة الوحيدة في العالم أكثر سكانها مسلمون،
ارْمِ سلاحَك كما صرح به رئيس بوركينافاسو وتب إلى الله، وإذا كان هدفك نشر الإسلام ادع الشعب إليه بأخلاقك وطيبتك،
سيعتنقون الإسلام بكل سهولة ويسر، يريدون معرفة الإسلام والعمل به،
أمّا رفع البنادق على رؤوس البسطاء باسم الإسلام وهم مسلمون أصلاً وقتلهم وتهجير البعض باسم الإسلام محرّمٌ شرعاً، لا يفعله مسلم مؤمن بالله.
مشروعَ حاملي السّلاح في غرب أفريقيا ليس لنشر الإسلام
نعم؛ نعرف جازماً وبما لا يضع مجالاً للشّكّ أنّ مشروعَ حاملي السّلاح في غرب أفريقيا ومنها بوركينافاسو ليس لنشر الإسلام ولا نصرته؛
لأن الإسلام ينتشر بشكلٍ كبيرٍ جداً بجهود دعاة أهل السنة المخلصين لله ولله الحمد،
لأن الذي ينشر الإسلام لن يفعل هذه الأفاعيل على البسطاء الفقراء وإنما هو لإقامة دويلاتٍ اثنيةٍ قَبليةٍ قزمية بدعم الغرب الصليبي.
وكل مَن يموت في سبيل الاثنية والقومية والقبلية تحت مبرر إقامة دويلات مات ميتة جاهلية،
ولهذا يستخدم اسم الإسلام تضليلاً وخدعةً مع الأسف الشّديد لتحقيق تلك الأهداف،
والله لن يوفق أي مشروع اثني يشوّه الإسلام ويسفك دماء الأبرياء العزل المساكين المسالمين من أجله أبداً، الله عادل لا يقبل الظلم والظالم أبداً.
كتبتُ ما قرأتم وهي حقيقة، وأستغفر الله لي ولكم وسائر الصادقين في أفريقيا وخارجها إنه عليم بذات الصدور…