أقلام حرة

محمد العنبري يكتب: لكِ الله يا فلسطين

في غمرة الفرح والنشوة بزوال ظلم هنا أو تحقيق أمل طال انتظاره هناك نسيناكِ يا فلسطين نسينا أن جراحك النازفة لم تندمل وأن مآسيك اليومية ما تزال تذكرنا بحقيقة قاسية أنكِ ما زلتِ وحيدة تقفين في وجه أعتى قوى البغي والعدوان نتابع أخباركِ على الفضائيات نسمع عن قوافل الشهداء والمآسي التي تصبغ أرضك الطاهرة فتملأ نفوسنا بالحسرة والأسى لكِ الله يا فلسطين يا مشرق الهدى والسلام يا مهبط الوحي والإلهام على أرضك درج الأنبياء وتقدست أراضيك بالأديان الثلاثة ولكنكِ اليوم تعانين وحدكِ تحت وطأة القصف الوحشي والاحتلال البغيض.

لكِ الله يا فلسطين

ماذا فعلت بكِ الأحداث أيتها الغالية؟ قصف متواصل لا يفرق بين طفل وشيخ بين امرأة وشاب مئات الشهداء يزفّون إلى السماء يوميًا وأنتِ تنزفين وحدكِ في صمت أما نحن إخوتك العرب فقد ألهتنا الحياة بزيفها نحن مطمئنون في دفء ونعيم ورغد العيش نسمع ونرى ونبكي ثم ننسى نتأثر لساعات قليلة ثم نعود إلى حياتنا تاركينكِ تواجهين وحدكِ العدو الغاصب الذي لا يرحم والذي لا يعرف سوى لغة الدم والقوة.

وأنتِ يا فلسطين شامخة كجبالك عصية كأقصاك شبابك الميامين يكتبون بدمائهم ملحمة العزة والكرامة يقفون في وجه الموت بصدور عارية وأرواح مؤمنة قائلين لهذا العدو “إنها موتة واحدة ولكنها على أرضنا وفي سبيل حقنا أشرف من حياة الذل والتشرد. هؤلاء الأبطال الذين يخوضون معركة الوجود يعلموننا أن العيش بكرامة لا يمنح بل ينتزع انتزاعًا.

أما نحن إخوتك العرب فلا نملك لكِ إلا دموعًا تذرفها العيون ودعاءً يتردد في المحافل وشعارات جوفاء تملأ الشاشات نحن المتفرجون على مأساتك العاجزون عن نصرتك.

انقسمنا بين من اكتفي بالدعاء والبكاء، وبين من باع القضية بأبخس الأثمان وبين من أشاح بوجهه عنكِ متظاهرًا أنه لا يرى ولا يسمع.

لكِ الله يا فلسطين

لَكِ الله يا فلسطين وأنتِ تواجهين كل هذا الظلم والحصار لكِ الله وأنتِ تصارعين وحدكِ في ميدان الحق ضد الباطل لكِ الله وأنتِ تعتصمين بالأمل وبإيمان راسخ يعمر النفوس.

لـكِ الله وأنتِ تصبرين على القهر وعلى الخذلان وعلى جحود ذوي القربى.

ولكن يا فلسطين لن تدوم الظلمات ولن يبقى الاحتلال فلكِ رجال ونساء، كبار وصغار يتنفسون كرامة وحرية

لكِ أمل ينبعث مع كل شروق شمس وسيأتي اليوم الذي تتحررين فيه وتعودين كما كنتِ أرضًا للأنبياء وموطنًا للسلام.

لَكِ الله يا فلسطين ولكِ منا الوعد ألا ننساكِ مهما تكالبت علينا الأيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى