محمد العنبري يكتب: مكانة العدل في العالم وغيابها في المجتمعات السياسية
يعد العدل من أهم القيم الأخلاقية والاجتماعية التي يجب أن تتسم بها المجتمعات السياسية في العالم، إنها القيمة التي تعبر عن توازن العلاقات الاجتماعية والسياسية وتضمن حقوق وحريات الأفراد والشعوب ومع ذلك، يبدو أن مكانة العدل في العالم قد تلاشت تدريجياً، وأصبحت الظلم والقمع هما القاعدة في العديد من المجتمعات السياسية.
تعتبر قرارات الرئيس الأمريكي جو بايدن مثالاً حياً على ضعف مكانة العدل في العالم، فعلى الرغم من إصداره قرارات تدعم حقوق الإنسان وتدين العنف والاضطهاد، إلا أنها لم تؤثر بشكل كبير على قضية فلسطين، على سبيل المثال، تعتبر عقوبة منع منح التأشيرة للمواطنين الإسرائيليين الذين يعتدون على الفلسطينيين عقوبة غير كافية للوقوف في وجه الظلم والقمع.
تجاهل المجتمع الدولي للمطالب العربية والإسلامية لا يمكن إلقاء اللوم فقط على الرئيس الأمريكي، بل يجب أن ننظر أيضًا إلى دور الدول العربية والمجتمع الدولي في تفاقم الأزمة الفلسطينية، على الرغم من المطالب العربية والإسلامية المستمرة بنهاية الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، إلا أن هذه المطالب تجاهلت وتجاهلت في العديد من المناسبات الدولية.
التصدي للظلم والقمع والتمسك بقيم العدل والإنسانية من الواضح أن هناك حاجة ملحة للتصدي للظلم والقمع في المجتمعات السياسية العالمية، والتمسك بقيم العدل والإنسانية، يجب على الدول العربية والمجتمع الدولي أن يضغطوا على القوى العالمية للتحرك بشكل حقيقي لإنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
إن مكانة العدل في العالم ليست مستقرة، ويجب علينا جميعًا العمل معًا لتحقيق هذه القيمة الأساسية، يجب أن نتصدى للظلم والقمع في جميع أشكالها ونتحد في مطالبنا لتحقيق العدالة والإنصاف، فقط عندما نتمسك بقيم العدل والإنسانية، يمكننا أن نبني عالمًا أفضل وأكثر عدلاً للجميع.
محمد العنبري – اليمن