محمد جمال عرفة يكتب: تفاصيل المخطط الانقلابي على سوريا الحرة

(تفاصيل المخطط الانقلابي الذي فشل) وفق مصادر سورية
بدأت المحاولة في ساعات الصباح الباكر يوم الخميس، حيث تحركت فلول النظام (عسكريين سابقين مسلحين) بتنسيق مسبق مع شبيح يسمي «الهجري» ولؤي فتيحة الملقب بالمقداد قائد متمردي الساحل السوري (وقع في قبضة الامن العام) وقوات (قسد) وهي ميليشيا كردية تحتل شرق سوريا وابار البترول ومتحالفة مع إسرائيل وأمريكا
كان المطلوب من فلول النظام السيطرة على اللاذقية في الساحل السوري بهدف واضح هو الاستيلاء على المدينة لمدة 24 ساعة فقط،
مما كان سيسمح لقوات الفلول الذين أعلنوا (مجلس عسكري لتحرير سوريا) ومن خلفهم بالتحرك نحو دمشق وقوات “قسد” بالتقدم إلى حلب بينما تنطلق ميليشيات أخرى من فلول النظام نحو حمص
كانت الخطة تعتمد على سرعة التنفيذ والتنسيق الدقيق بين هذه الأطراف لخلق حالة من الفوضى تعيد ضباط النظام السابق إلى الواجهة
لكن هذه الخطة اصطدمت برد فعل سريع وقوي من جيش سوريا الجديد الحر ومن الجيش التركي
الذي تدخل بشكل مباشرة حيث قصف مواقع “قسد” في الشمال الشرقي مما أعاق تحركاتها نحو حلب
في الوقت نفسه، انتشرت قوات “جيش سوريا الحرة” على الحدود العراقية لمنع أي دعم خارجي من الميليشيات الموالية لإيران
داخل سوريا خرج أهل السنة في مظاهرات واسعة لدعم الحكومة الجديدة معبرين عن رفضهم القاطع لعودة النظام السابق أو أي محاولات لتقسيم البلاد
الجيش السوري وقوات الامن بدورهما نفذا عمليات عسكرية دقيقة سحقت فلول النظام في اللاذقية ومنعا إتمام المخطط
من هي الأطراف المتورطة من الداخل والخارج؟
فلول النظام، التي تضم ضباطاً وعناصر من الجيش والميليشيات الموالية للأسد وكانت هي القوة المنفذة الرئيسية في اللاذقية
المجلس العسكري وشبيحة الهجري لعبوا دوراً محورياً في حشد قواته لدعم الانقلاب من الجنوب
أما “قسد” فقد وفرت الدعم العسكري من الشمال الشرقي، مستغلة سيطرتها على مناطق واسعة لمحاولة خلق جبهة جديدة ضد الحكومة
حاول الاحتلال الصهيوني تحريض العلويين والدروز عبر خطابات دعم لهم
ووعود بتدخل عسكري لدعمهم وعبر توغلات عسكرية وقصف لتشتيت جيش سوريا وكل هذا فشل
نتائج المحاولة
فشل الانقلاب كان حاسماً فالجيش السوري دعس القوات المهاجمة في اللاذقية، بينما أدى القصف التركي إلى تشتيت “قسد” وإضعاف موقفها
انتشار “جيش سوريا الحرة” على الحدود العراقية قطع أي أمل في تدخل خارجي، وخروج أهل السنة عزز الدعم الشعبي للحكومة
بحلول منتصف الليل كانت السيطرة قد عادت بالكامل إلى القوات الحكومية، وأعلن عن أسر عدد من العناصر المتورطة في العملية
مزايا ورب ضارة نافعة
محاولة الانقلاب أظهرت أن التحديات أمام الإدارة السورية الجديدة لم تنته بعد لكن الرد السريع من الجيش التركي
و“جيش سوريا الحرة” والشعب السوري أثبت أن هناك إرادة قوية للحفاظ على المكاسب التي تحققت بعد سقوط النظام البائد
الحادثة رغم خطورتها، عززت موقف الحكومة وأكدت أن أي محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء ستواجه مقاومة شرسة من الداخل والخارج.