إلى كل عقلاء الأمة، إلى دول الخليج، إلى عموم العالم الإسلامي، إلى عامة المسلمين:
ما حدث في قطر ليس تفصيلاً صغيرًا في كتاب السياسة، بل هو فصل فاضح يعلن أن لا أحد آمن من غدر العدو وخيانة أميركا.
قطر، الدولة التي استضافت أكبر قاعدة أميركية، والتي لعبت دور الوسيط لعقود، والتي فتحت أبوابها للمفاوضات برعاية البيت الأبيض، لم يشفع لها شيء. في لحظة واحدة، سُمِح للعدو أن يقصفها، وأن يستهدف قيادات الم^قاومة على أرضها.
الرسالة واضحة:
للعقلاء: الأمان لا يُشترى بالدولارات ولا يُستعار من القواعد الأجنبية.
لدول الخليج: اليوم قطر، وغدًا أنتم.
التطبيع وصفقات السلاح لن تحميكم.
للدول الإسلامية: من لم يبنِ قوته بنفسه فلينتظر دوره في قائمة الاستهداف.
لعامة المسلمين: أفيقوا، وانتبهوا لما يُحاك بأوطانكم، ودينكم، وهويتكم، واستعينوا بالله لا بغيره، وإياكم والتشرذم، بل الاعتصام بحبل الله هو الحل لنجاتكم.
إنه زمن الحقيقة: لا بديل عن الإعداد، لا بديل عن أن يكون سلاحك بيدك، تصنعه وتطوره وتحميه.
ومن يُسلّم وطنه لعدوه ليحميه، سيُخذل اليوم أو غداً، فهؤلاء لا عهد لهم إلا إذا كنت قوياً ويخشون غضبتك.
{وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}
لن يحمينا إلا الله بتوكلنا عليه وأخذ الأسباب بالاستمساك بقوتنا ووحدتنا.
ولن ينقذنا إلا العودة إلى مشروع الأمة.
والإعداد هو الخيار الوحيد أمامنا.
نعم لقد تأخر الكثيرون، لكن لعل الله أراد بنا خيراً.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.