الجمعة يوليو 5, 2024
مقالات

محمد شعبان أيوب يكتب: عن التسمية بالإضافة إلى الدين

أحببتُ أن أعرف رأي العلماء في جواز التسمية بالإضافة إلى الدين، مثل عز الدين وشمس الدين ومجد الدين وتقي الدين وهكذا، فوقفتُ على رأيينِ:

الأول يقول بعدم الجواز والكراهة لما فيه من تزكية للنفس غير مقبولة، ورفعها عن مكانتها، وأنه لم يكن عادة السلف حتى القرون الثلاثة الأولى التلقب بهذه الألقاب، بل كانوا يكتفون بالكُنية أبو فلان وابن فلان وهكذا، وأيضا لما يمكن أن يتحول عنه صاحب الاسم إلى عكسه، فعز الدين قد يكون مجرما ضد الدين، فيكون المسمَّى على غير الاسم. وهذا رأي قسم كبير من أصحاب المدرسة السلفية.

أما المدرسة الثانية فيعبّر عنه الفقيه الدكتور محمد الزحيلي السوري الأزهري، عميد كلية الشريعة بجامعة الشارقة، صاحب المؤلفات المعروفة، فيقول في معرض حديثه عن العلامة عز الدين بن عبد السلام:

«أما لقبه فهو عز الدين جريا على عادة ذلك العصر الذي انتشرت فيه الألقاب عامة للخلفاء والملوك والأمراء والعلماء، والنسبة إلى الدين خاصة، تقربا إلى دين الله تعالى، وحبّا له، وانتماءً إليه، وطمعا في فضله، ورغبة في خدمته، واعتزازًا به؛ لمكانة الدين في نفوس الناس، وعنايتهم به، فلُقّب الشيخ بعز الدين».

ويُفهم من سياق الكلام جوازه استخدام هذه الأسماء، بل واستحبابها.

وهكذا نرى في مسائل الفروع اختلافا بين مدرستين، وهذا مستساغ كما هو معلوم، ولكني ما لفت نظري هنا هو الدافع النفسي عند كلا المدرستين؛ الأول يحترزُ وينهى حتى لا يقع الإنسان في تزكية النفس، أو يُمسي الاسم وبالا عليه من حيث لا يدري.

والثاني يظنُّ الخير، ويستبشر بالاسم، ويرى فيمن تسابقوا على التسمية به محبين للإٍسلام، متقربين إليه حتى في أخص خصائصهم وهي الأسماء التي يُنادون بها بين الخلق.

وهذا العاملُ النفسي لا يمكن أن تتجاهله عند أرباب المدرستين في التعامل مع المسائل العقدية والفرعية على السواء، فهل هناك دراسة أو مقالة عن أثر العوامل النفسية في تكوين الملكة الأصولية والفقهية للمدارس المختلفة.

Please follow and like us:
Avatar
باحث في التاريخ والتراث
قناة جريدة الأمة على يوتيوب