الجمعة يوليو 5, 2024
مقالات

محمد شعبان أيوب يكتب: منطق الإسلام.. الصمت ليس نجاة

ذكرتُ مرارا أن من العقوبات المعجّلة في الدنيا أن يذوق المسلمُ البأس الذي وقع على أخيه المسلم المظلوم الذي لم ينصره، وكان يملك قدرة على نصره، وقد رأينا هذا في سوريا والعراق واليمن والسودان والآن في غزة.

وفي الحديث الشريف: “بابان مُعجّلان عقوبتهما في الدنيا: البغي والعقوق”، قد رأينا إخواننا يُبادون في كل هذه المواطن ووقف الجار المسلم الأقرب إلى كل منهم يتفرج وهو يملك النصرة ولم يحرك شيئًا، بل إن بعضهم تآمر ويتآمر لاستئصال قوة المسلمين الباقية.

فمن البغي المبين أن تنصرَ الكاف على المسلم، وأن تحاصر الضعيف المسكين الفقير ثم تجوّعه وتتآمر عليه وتقف في صف العدو صامتا أو خائفًا أو متآمرًا ضده.

وهؤلاء لم يأخذوا العبرة ولن يأخذوها ولهم في قول الله عبرة: (وكذلك أَخْذُ ربّك إذا أخذَ القُرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذَه أليمٌ شديد”. ولا يحسبن المظلوم أو المستضعف أن الله سيأخذ الظالم ويتركه، وإنما يأخذ الضعيف بالباغي في منطق الأمم، كما في الحديث الصحيح: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه؛ أوشك أن يعمَّهم الله بعقابه).

وأي منكر والمسلمين يذُبحون علنا وقد سقط منهم مئات الآلاف والملايين في سوريا واليمن والسودان وغزة وغيرها.. أيحسب غيرهم أن الله غافل عنهم كلا والله، ففيهم نزل قوله: (وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾، أي إن الله يسلط على الظالم ظالمًا أقوى وأنكى منه ليذوق البأس الذي كان يُذيقه للضعيف والمستضعف.

ففي منطق الإسلام الصمت ليس نجاة حين يُباد أخيك ويرتهن وطنك للعدو!

Please follow and like us:
Avatar
باحث في التاريخ والتراث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب