الأحد مايو 19, 2024
مقالات

من وحي الأيام:

محمد نعمان الدين الندوي يكتب: أسبوعان في ظلال ضيافة الرحمان (١٠- الأخيرة)

السبت: ٢٨/ ٨/ ١٤٤٥ھ – ٩/ ٣/ ٢٠٢٤م

زيارة صديق

فضيلة الأخ الكريم الشيخ عبد الملك العتيق -من آسيا- من أولئك السعداء الذين شرفهم الله بالإقامة في المدينة المنورة، وهو عالم جليل، يشتغل بالتأليف والتعليم والدعوة، أسعد بالتواصل معه من سنوات، ولما علم بزيارتي للمدينة، تكرم فوجه إلي الدعوة لتناول العَشاء معه في منزله العامر، وبعد صلاة العشاء ذهبنا -بمرافقته- إلى بيته، حيث قضينا نحو ساعة ونصف، وأهدى إلي الشيخ العتيق بعض كتبه، مما يدل على ذوقه العلمي، ودراسته الواسعة.

الشيخ أليف مألوف، متواضع مضياف كريم، لا يخلو أي يوم من أيامه من الضيوف من بلده وغيرها، فهو يكرمهم أحسن إكرام، ويعتز بخدمتهم وضيافتهم، وقد شمل الكاتبَ – أيضا – بالحب والترحاب البالغين، فجزاه الله خيرا، وأسعده بالإقامة لأطول مدة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.

الأحد: ٢٩/ ٨/ ١٤٤٥ھ- ١٠/ ٣/ ٢٠٢٤م

يوم الوداع

هذا اليوم كان يوما، كنا نتمنى أن يتأخر قدومه، ولكنه أتى كلمح البصر.. وانقضت الأيام الأربعة -من الإقامة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم – كأربع ساعات أو أقل.

وقبل ذلك كانت انقضت السنوات الأربع – من ١٤٠٢ إلى ١٤٠٥ھ – كأربعة أشهر.. سنوات الدراسة في الجامعة الإسلامية..

وهكذا أيام السرور والسعادة تنقضي انقضاء سريعا عجيبا.. وما أعظم سرور وسعادة من أسعده الله بالإقامة في مدينة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي تخفق بذكره وحبه مئات الملايين من القلوب، ومئات الملايين من الشفاه تصلي وتسلم عليه، وتذكره ذكر المحب المشتاق آناء الليل وأطراف النهار منذ أكثر من ألف وأربع مئة عام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ولا يدوم سرور.. ولا تطول سعادة، والأيام دول..

وتشرفنا بصلاة وسلام الوداع على خير الأنام لدى قبره الشريف، داعين الله تعالى أن يكتب لنا العود والعود ثم العود بفضله ومنه وكرمه.

خرجنا من المدينة المنورة إلى مطار جدة بعد صلاة الظهر، وفي الطريق بُشرنا بأن قد أهلّ رمضان المبارك، ففرحنا وحزنا..

أما الفرح فظاهر سببه، فقد رزقنا الله مرة أخرى هذا الشهر الفضيل.. شهر الطاعات والبركات..

أما الحزن.. فلأننا لم يقدر لنا قيام ليلة واحدة، ولا صوم يوم واحد في الحرمين الشريفين.. والأمر كان خارجا عن إرادتنا، فكنا تابعين لنظام المجموعة، والحمد لله على كل حال..

بعد اكتمال الإجراءات الروتينية في مطار جدة، ركبنا الطائرة، ووصلنا -في سلامة الله- إلى مطار لكناؤ الساعة العاشرة والنصف ضحى، حيث كان في استقبالنا ابني الأصغر سعدان وبنتي الصغرى والعديد من الأقرباء، ثم توجهنا إلى ندوتنا..

تلك الندوة التي قضينا فيها أواخر طفولتنا ومطلع شبابنا، والآن نودع فيها شبابنا ونستقبل شيخوختنا.. فأهلا بها!

حيا الله الندوة وأبقاها دوحة للإسلام سامقة، وقلعة للدين حصينة، وحفظها وأخواتها من كل شر وسوء.

آمين يا رب العالمين.

(الاثنين: ٢٨ من رمضان المبارك ١٤٤٥ھ = ٨ من أبريل ٢٠٢٤م)

Please follow and like us:
محمد نعمان الدين الندوي
لكناؤ، الهند

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب