محمد نعمان الدين الندوي يكتب: العلامة أنور شاه الكشميري (4 – الأخيرة)
نماذج من اعترافات المعاصرين بعبقريته
يقال: «المعاصرة سبب المنافرة»، و«المعاصرة أعدى أعداء الاعتراف بالنبوغ»، فمنذ قديم يشكو أهل الفضل والنبوغ عدم الاعتراف بفضلهم ونبوغهم، وبالعكس من ذلك.. فالناس يتوسعون في خبث الحاضر وقبحه، ويرمونه بأكثر مما فيه، بمقدار ما يضيقون من خيره ويستهينون به، فهم إزاء مساوئ معاصريهم عاملون بقول المتنبي:
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به
في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
وهو كقول عمر وينسب لعلي رضي الله عنهما: «لا تسأل عما لم يكن، ففي الذي قد كان لك شغل».
وأما إزاء محاسنهم … فآخذون بقول الحماسي:
إن سمعوا ريبة طاروا بها فرحًا
منِّي وما سمعوا من صالح دفنوا
صُمّ إذا سمعوا خيرًا ذكرتُ به
وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
وقول غيره:
إن يعلموا خيرًا أخفوه وإن علموا
شرًا أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا
ولكن هذه الأبيات وتلك الأقوال التي يشكو أصحابها من عدم الاعتراف بذوي الفضل والتقدير لما فضلهم الله وحباهم به من مواهب وقدرات، لا نكاد نصدقها إذا رأينا صاحبنا الكشميري واستعرضنا حياته، فهو رجل يكاد ينعقد الإجماع -من معاصريه- على الاعتراف بعبقريته والإقرار بجلالته العلمية الفذة، فكبار العلماء وأعاظم الناس كانوا يطلقون عليه وصف: «آية من آيات الله»، أو «حجة الله على العالمين» وغيرهما من كلمات الإعجاب والتقدير والاعتراف.
فهنا يحلو لنا أن نسجل اعترافات عدد من أقطاب العلم والمعرفة وأعيان الأدب والثقافة وشهاداتهم بفضل الكشميري وعلو قدره، ونبدأ هذه الاعترافات والشهادات بكبير العلماء وحكيم الأمة الشيخ أشرف علي التهانوي رحمه الله تعالى.
الكشميري والتهانوي:
الحقيقة أن ما قاله الشيخ التهانوي معترفاً بفضل الكشميري وعظم قدره، يكفي الكشميري اعترافا وتقديرا وتزكية له، يقول:
«دلل مفكر مسيحي على كون الإسلام حقاً وصادقاً.. أن محققًا ومفكرًا كالغزالي يعتقد الإسلام ديانة صادقة ويؤمن بأحقيته، ثم يضيف التهانوي قائلاً: إن من البراهين الكثيرة على صدق الإسلام عندي في هذا العصر كون الشيخ أنور شاه الكشميري مسلماً مؤمناً به، ولو كان في الإسلام عوج لرفضه وأنكر به».
وكان التهانوي -أيضاً- يقول: لقد استفدت من الشيخ الكشميري استفادة جعلتني أكن له من الاحترام والتوقير ما أكنه لأساتذتي، وإن لم أتتلمذ عليه.
ويقول الشيخ محمد طيب القاسمي رحمه الله تعالى -رئيس دار العلوم ديوبند الأسبق-: «إن الشيخ أشرف علي التهانوي رحمه الله: كان يقول: حينما أجلس إلى الكشميري، فأنا أشعر بضغط لعظمته العلمية». (١)
والله.. إنها لشهادة لا تعادلها أي شهادة.. شهادة من أعلم علماء العصر بالكتاب والسنة وأتقاهم لله، وأكثرهم تورعًا وخوفًا من الله، هكذا نحسبه، والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحدا.
فالتهانوي رجل ولا كالرجال، يعدل ألف عالم بل أكثر… فرجل في مثل قامة التهانوي يقول إن كون الكشميري مؤمناً مسلماً دليل علـى كـون الإسلام حقاً وصادقاً… الله أكبر… الله أكبر… فهل هناك شهادة أكبر وأعظم وأجل من هذه الشهادة يا ترى؟!
فلو لم يحظ الكشميري بغير هذه الشهادة العظمى، لكفته فخراً وشرفاً، واعترافاً وتقديراً، وحجة وعظمة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
هذا التهانوي عظيم التقدير واسع الاعتراف بالنوابغ الآخرين -من أبناء دار العلوم والمتخرجين منها- كذلك، فاسمعوا ما قال عنهم:
«يقولون قد عقم الزمان عن إنجاب الرازي والغزالي.. ولكنهم مخطئون، فعلماؤنا لم يكونوا أقل -من الرازي والغزالي- علماً وفضلاً ونبوغاً… المشكلة عندنا أن النوابغ لا يُقدَرُون حق قدرهم ما داموا أحياء، فإذا ماتوا صاروا: (رحمهم الله)، وإذا مضى على موتهم نصف قرن، صاروا: (قدس الله سرهم)، (أي كلما بعد العهد بهم، ومضت مدة على وفاتهم، ازداد الناس اعترافا بفضلهم وتقديراً لمكانتهم) وهناك محك عادل وميزان دقيق للمقارنة والتفاضل، فليُنظَر إلى ما خلفه أولئك وهؤلاء… تُعلمِ الحقيقة ويظهر الحق». (٢)
وجاء في: (حُسن العزيز) (٣): «لتعرَّب» كتبُ علمائنا ولا يكشف عن أسماء مؤلفيها، فلا يسع المطلعين على ترجماتها العربية إلا أن يقولوا: إنها -الكتب المترجمة- من عصر الغزالي والرازي». (٤)
الكشميري ورشيد رضا:
زار الهند عالم مصر الكبير الشيخ رشيد رضا – صاحب المنار – سنة ۱۹۱۲م، وذلك استجابة لدعوة وجهت إليه من ندوة العلماء لرئاسة حفلتها العظيمة، فبهذه المناسبة زار الشيخ رضا عدداً من مدن الهند، والتقى فيها علماءها وأعيانها، كما زار الشيخ في هذه الرحلة الهندية مدرسة ديوبند أيضاً، وذلك في ١٥ من أبريل ۱۹۱۲م، فعقدت حفلة التحية والترحيب بمقدمه، رأسها شيخ الهند الشيخ محمود حسن الديوبندي، كما حضرها جميع أساتذة دار العلوم وطلابها، وفي هذه الحفلة ألقى الشيخ الكشميري كلمة التحية والترحيب بالضيف الكبير، يقول الشيخ رشيد رضا عن هذه الزيارة :
«ما قرت عيني بشيء في الهند كما قرت برؤية مدرسة ديوبند، ولا سررت بشيء هناك كسرورها؛ بما لاح لها من الغيرة والإخلاص في علماء هذه المدرسة، وكان كثير من إخواني المسلمين في بلاد مختلفة يذكرون لي هذه المدرسة، ويصف رجالُ الدنيا منهم علماءَها بالجمود والتعصب، ويظهرون رغبتهم في إصلاح وتعميم نفعها، وقد رأيتهم -ولله الحمد- فوق جميع ما سمعت عنهم من ثناء وانتقاد، وأرجو أن يصدق ظني فيهم بأنهم أبعد من جميع من عرفت من علماء الإسلام الدينيين عن الجمود والغرور، وستكون الصلة بين مدرستهم ومدرسة دار الدعوة والإرشاد وجماعتها دائمة إن شاء الله تعالى».
ويقول أيضاً:
«قد بينت في العجالة التي كتبتها عن رحلتي (للهند) وأنا في العراق ما كان من سروري وارتياحي في مدرسة ديوبند الدينية، وأن الخبر لها كان خيراً من الخبر عنها، فأشكر لعلمائها الأعلام، وطلابها النجباء، تواضعهم وكرمهم بالحفاوة بي، والعناية باستقبالي وتوديعي، إذ خرج لهما رؤساؤهم وجمهورهم إلى محطة السكة الحديدية البعيدة عن البلد، وفي مقدمتهم مولانا العلامة الشيخ محمود حسن رئيس المدرسين، ومولانا الحافظ محمد أحمد ناظر المدرسة، ومولانا العلامة الشيخ عبيد الله رئيس جمعية الأنصار، ومولانا العلامة الشيخ أنور شاه، ومولانا العلامة الشيخ محمد حبيب الرحمن من كبار المدرسين». (٥)
يقول مؤلف: (نفحة العنبر) الشيخ محمد يوسف البنوري وهو يتحدث عن زيارة الشيخ رضا لدار العلوم وتأثره بالشيخ الكشميري:
«لما سمع الشيخ رشيد رضا مقالة الشيخ الكشميري التي ألقاها في الحفلة المنعقدة لقدومه، تحير من غزير علمه، فكان يخاطبه فيما يسأله: «يا فضيلة الأستاذ» و«يا حضرة الأستاذ»، فرأى أن دراسة العلوم الديوبندية قد استنارت ساحتها بمثل هذا الجهبذ المحقق الغزير العلم فقال: ما سررت بشيء في سياحة الهند ومشاهدة غرائبها مثل سروري بمشاهدة هذه الجامعة العربية الإسلامية ولو لم أرها لرجعت من الهند حزيناً». (٦)
الكشميري وسليمان الندوي:
كان العلامة سيد سليمان الندوي (١٨٨٤م، ١٩٥٣م) سمى بعض تلاميذ الكشميري: «دائرة العلم»، وهذا الوصف عن تلاميذ الكشميري يكفي تقديراً لما كان يكنه سيد الندوي من الاحترام والتقدير للكشميري نفسه، ويسعدنا أن ننقل إلى السامعين الكرام مقتطفات -معرًبة- من مقاله الذي كان كتبه بعد وفاة الكشميري:
«لقد غربت شمس الدين والعقل للأبد صباح اليوم التاسع والعشرين من مايو ۱۹۳۳م في أرض ديوبند، أعني سماحة الشيخ محمد أنور شاه الكشميري خلف شيخ الهند محمود حسن الديوبندي ورئيس المدرسين بدار العلوم دیوبند.
كان الفقيد قليل الكلام، ولكن عالماً وسيع النظر، مثله كمثل البحر المحيط الذي ظاهره ساكن هادئ، ولكن داخله يزخر باللآلي الثمينة والدرر اليتيمة، لم يكن له نظير في سعة النظر وقوة الذاكرة وكثرة الحفظ، كان حافظاً لعلوم الحديث، خبيراً بالنكات عالي الكعب في علوم الأدب، بارعاً في المعقولات، متمكناً من الشعر والأدب، كاملاً في الزهد والورع والتقوى.
بوأه الله الفردوس الأعلى، وأعلى مكانته في جنته، فقد ظل شهيدُ العلم والمعرفة هذا، يرفع هتاف: (قال الله، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم) طول عمره، ويصح أن يسمى: (المكتبة الحية)، فلعل كتاباً -مخطوطاً كان أم مطبوعاً- لم يبق دون مطالعته له». (٧)
الكشميري والندوي:
نكتفي هنا بكلمة موجزة قالها الشيخ العلامة أبو الحسن الندوي عن العلامة الكشميري، فهذه الكلمة وإن كانت قليلة المباني، ولكن يصح أن يطلق عليها تعبير: «زُفَر في زِفْر» (دريا بكوزه)..، فهي -كلمة الشيخ الندوي- تعريف جامع شامل بشخصية الكشميري الحقيقية التي عاشت للعلم وفي العلم، فيقول الشيخ الندوي:
«رأيت في حياتي رجلين تفانيا في العلم، أحدهما العلامة أنور شاه الكشميري، والثاني: العلامة سيد سليمان الندوي». (٨)
ولعل هذا أصدق وصف للكشميري، فالعلم كان هويته وشغله الشاغل، وروح حياته وحياة روحه.
الكشميري ومحمد إقبال:
كان شاعر الإسلام الدكتور محمد إقبال في طليعة المعترفين بشخصية الكشميري، والمقدرين لفضله، والمستفيدين من تبحره العلمي، فيقول العلامة الكشميري نفسه إن إقبال استفاد مني استفادة لم يستفد مثلها أي عالم مني (٩)، أما إقبال فكان يقول عن الكشميري:
«إن التاريخ الإسلامي لخمسة قرون الأخيرة لعاجز عن أن يقدم نظيراً للكشميري». (١٠)
لما استقال الشيخ الكشميري من دار العلوم لأسباب يعرفها المطلعون على أحوال الكشميري، سر بذلك العلامة الدكتور إقبال سروراً عظيماً، وأرسل إلى الشيخ الكشميري برقية، يرجوه فيها أن يشرف لاهور بإقامته ونزوله فيها، ولكن البرقية وصلت إلى الكشميري بعدما وعد أهل دابهيل بالتوجه إليهم والإقامة عندهم.
يقول أحد تلاميذ الكشميري النجباء الأستاذ سعيد أحمد أكبر آبادي:
«لما استقال الإمام من دار العلوم، وانتشر الخبر في الجرائد، حضرت الدكتور إقبال بعد الاستقالة بأيام، فقال: مهما كان انطباعك أنت أو انطباع الآخرين عن الاستقالة… ولكن لما قرأت أنا خبر الاستقالة، سررت بذلك سروراً عظيماً، فقلت متعجباً: ألا تتأسفون وتتألمون لما في ذلك من خسارة لدار العلوم؟ فقال: بلى.. إن دار العلوم ستجد رؤساء آخرين لهيئة التدريس، وهذا المكان -منصب رئاسة هيئة التدريس- لا يبقى شاغراً، ولكن العمل الذي أريده للإسلام بواسطة الشيخ… إن هذا العمل لا يقوم به غير الشيخ.
ثم بين الدكتور إقبال كلمته قائلاً: إن حاجة الإسلام الكبرى الآن تدوين الفقه الجديد، الذي يقدم حلا لآلاف القضايا والمشكلات التي أفرزتها الأوضاع والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الإقليمية والدولية، وأنا على ثقة كاملة بأن هذا العمل لن يقوم به إلا الشيخ الكشميري وأنا..، لا أرى أحداً -مِن غيرنا- (يعني نفسَه والشيخَ الكشميري) على امتداد العالم الإسلامي يضطلع بهذه المهمة ويحسن القيام بها، وأضاف الدكتور إقبال قائلاً: ما هذه القضايا؟ وما مصدرها؟ إني أتدبر في هذه القضايا وأتأمل فيها منذ مدة… سأعرض هذه المسائل والقضايا على الشيخ الكشميري، وما هو الحل الإسلامي لهذه القضية؟ يرد عليها الشيخ، وهكذا يتم تدوين الفقه الجديد بتعاوننا». (١١)
اتضح مما سبق أن الدكتور إقبال كان ينظر إلى الشيخ الكشميري نظرة إجلال وثقة، وكان يعلق عليه الآمال الكبار، ويراه أهلاً للقيام بالأعمال العلمية الجسام التي لا يقوم بها غيره من المعاصرين..
وهذه النظرة الإقبالية الإعجابية إلى الكشميري تدل على أن الكشميري لم يكن محل إعجاب وتقدير وثقة من العلماء فقط بل كان ينظر إليه رجال الثقافة والعلوم العصرية -كذلك- نظرة احترام وتقدير، يقتبسون من نور علمه، ويرجون منه خيرًا كبيرًا للعالم الإسلامي، ويستظهرون بفضله ومعرفته، ويستندون إلى رأيه، وكان الكشميري عندهم معقدَ الآمال، التي كانوا لايرجون تحققها من غيره!
الكشميري والعثماني:
هو العلامة الشيخ شبير أحمد العثماني، أحد مشاهير المفسرين في العصر الأخير، والذي شرح صحيح مسلم، ورافق العلامة الكشميري طويلاً، واستفاد منه كثيراً، ذكر الشيخ العثماني – في شرح صحيح مسلم – العلامة الكشميري في مناسبة، فقال:
«سألت الشيخ العلامة النقي التقي الذي لم تر العيون مثله، ولم ير هو مثل نفسه، ولو كان في سالف الزمان لكان له شأن في طبقة أهل العلم عظيم، وهو سيدنا ومولانا الأنور الكشميري ثم الديوبندي، أطال الله بقاءه عن تفسير أوائل سورة النجم وتحقيق رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه، فقرر الشيخ تقريراً حسناً بليغاً جامعاً لأشتات الروايات وأطراف الكلام منها على أغوار القرآن، فالتمست منه أن يقيده بالكتابة لتعم الفائدة، فاستجاب لملتمسي، وعلى الله أجره مع وجود الشواغل الكثيرة». (١٢).
لقد أحسن الشيخ العثماني وأصاب حينما قال عن الإمام الكشميري: «لم تر العيون مثله، ولم ير هو مثل نفسه»، فقد كان الكشميري كذلك.
الكشميري والكوثري:
قال الشيخ العالم الشهير والمحقق الكبير البحاثة الأستاذ محمد زاهد الكوثري عن العلامة الكشميري: «لم يأت في الأمة بعد الشيخ ابن الهمام مثله في استثارة الأبحاث النادرة من الأحاديث، وليست هذه المدة بقصيرة». (١٣)
وهذه شهادة يعرف قيمتها وأهميتها من يعرف مكانة صاحبها الجليل الذي يعد من أجلة أصحاب النظر والبحث والتحقيق في العصر الحديث.
الكشميري والسندهي:
قال أحد كبار العلماء الهنود الشيخ عبيد الله السندهي: «لا كفارة في حَلْفٍ يُحلف به على أن الكشميري عالم لا نظير له ولا مثال في هذا العصر»، وقال بعض. العلماء: «إذا أردتم أن تروا للعلم صورة.. فانظروا الكشميري». (١٤)
لقد صدق العالمان حينما قالا ما قالا عن الإمام الكشميري، فلم يكن له نظير في عصره، بل بعده أيضاً إلى الآن، أما المستقبل فلا نستطيع أن نتنبأ به، فليس العلم حكراً على عصر دون عصر، أو خاصاً بفئة دون أخرى، وكما قال أحد العلماء: العلم ليس وقفاً على قوم دون قوم، ولا يدرى أخير أول هذه الأمة أم آخرها؟ فالعلم هبة من الله، يختص بها من يشاء من عباده، ونور ينور به قلب من يشاء من خلقه، وفضل منه جل وعلا، يعطيه من يشأ، والله ذو الفضل العظيم.
إلى هنا نكتفي بهذه الشهادات والاعترافات بفضل صاحبنا الكشميري، ومكانته العلمية، فالمجال لا يسمح بأكثر من ذلك، ومن أراد التوسع فليراجع الكتب المؤلفة في حياة الكشميري.
معلومات أخرى هامة عن الكشميري:
نسبه: هو ابن الشيخ معظم شاه بن الشاه عبد الكبير بن الشاه عبد الخالق بن الشاه محمد أكبر بن الشاه محمد عارف بـن الشـاه حيدر بن الشاه علي بن الشيخ عبد الله بن الشيخ مسعود النروري الكشميري رحمهم الله تعالى.
ولادته: ۲۷ / شوال ۱۲۹۲هـ، ١٧ / أكتوبر ١٨٧٥م.
التحاقه بدار العلوم ديوبند: ۱۳۱۰هـ.
تخرجه من دار العلوم: ١٣١٤هـ.
رئاسته لهيئة التدريس بالمدرسة الأمينية، بدلهي من ربيع الآخر ١٣١٥ھ إلى ربيع الأول ١٣٢٠ھ ۔
السفر إلى الحرمين الشريفين: ١٣٢٣ هـ
تأسيسه مدرسة “فيض عام في باره موله، كشمير: ١٣٢٤هـ.
تدريسه بدار العلوم ديوبند: من ۱۳۲۸ هـ إلى ١٣٣٣هـ.
رئاسته لهيئة التدريس بدار العلوم من ۱۳۳۹ھ، ۱۹۲۱م، إلى ١٣٤٦هـ.
استقالته من دار العلوم: ١٣٤٦ هـ – ديسمبر ١٩٢٧م.
تدريسه بالجامعة الإسلامية دابهيل: من ١٣٤٦ هـ،
۱۹۲۸م، إلى ١٣٥١ هـ، ١٩٣٢م.
وفاته: ٣ / صفر ١٣٥٢ هـ، ٢٩ / مايو ۱۹۳۳م.
أولاده: كان له ثلاثة أبناء (ذكور) وبنتان، أما بنته الكبرى السيدة عابدة خاتون، والابن الأوسط محمد أكبر شاه فقد كانا توفيا بعد وفاة الشيخ بمدة قصيرة.
أما الابنان الآخران: (۱) الشيخ محمد أزهر شاه قيصر و (۲) الشيخ محمد أنظر شاه، فكلاهما بارك الله في عمرهما، وخدما العلم والدين والأدب، رحمهما الله تعالى.
البنت الثانية: السيدة راشدة خاتون
شمائله: كان الكشميري نسيج وحده في كل شيء.. لا في العلم والفضل والذاكرة والحافظة فحسب.. بل في الشكل والصورة أيضاً، فكان منظره يملأ العين، لا تكاد أبصار ناظريه تنصرف عنه، إذ كان أزهر اللون، أبيض بياضاً ناصعاً، ذا وجه مشرق وضاء، وعينين نجلاوين تقطران حياء وذكاء، فارع القامة، عريض الصدر واسع الجبين، صاحب جسم بض، وجلد ناعم لين كالدمقس والحرير.
فكان شامة بين أقرانه ولداته ومعاصريه علماً وفضلاً، وشكلاً وصورة، حسناً وجمالاً، يبهر الأبصار، ويجذب النظار وقاراً ورزانة وجمالاً، يلبس القباء الأخضر، ويتعمم بالعمامة البيضاء، وأحياناً الخضراء.
يقول صاحب كتاب: الأنور: «كان وجه الشيخ المشرق يتلألأ زهداً وجبينه ورعاً وصلاحاً، ذات مرة رأى غيرُ مسلم لونَه الأبيض الرائع المشرق، ووجهه البسام الباش ذا مهابة وجلالة ونور.. فما وسعه إلا أن قال: إن هذا الوجه لدليل مستقل على كون الإسلام حقاً وصادقاً». (۱)
الهوامش:
(١) الأنور ٥٤٤.
(٢) الإضافات اليومية من الإضافات القومية، طبع كراتشي: ٢/ ٢٩٩، نقلًا من الأنور: ٤٠٠.
(٣) كتاب يشتمل على أقوال الشيخ التهانوي وكلماته، التي كان يتحدث بها في مجالسه اليومية.
(٤) الأنور: ٤٠٠.
(٥) بحذف واختصار من مجلة المنار، الجزء الخامس عشر، ص: ٦٢٠, ٦٢٢، ٦٢٤، نقلًا من: (دارالعلوم ديوبند) للشيخ عبيد الله الأسعدي، ص: ٣١٣، ٢١٤.
(٦) بتعديل من نفحة العنبر: ١٩٥.
(٧) مجلة: “معارف “، يونيو ١٩٣٣م – ربيع الأول ١٣٥٣ھ، نقلًا من الأنور: ٥٦٢.
(٨) الأنور: ٥٤٨.
(٩) أيضا: ٥٦٠.
(١٠) مجلة: ” جتان “، لاهور، ومقدمة أنوار الباري ٢/ ٢٤٢، نقلًا من: الأنور: ٥٧٢.
(١١) الأنور:٩١- ٩٣.
(١٢) نفحة العنبر: ١٩١، المجلس العلمي، دابهيل، الهند، طبع ١٣٥٥ھ ۔
(١٣) الأنور: ٢٣٢.
(١٤) الأنور: ٤٢٩.
المراجع:
١- الأنور لصاحبه عبد الرحمن كوندو، طبع ندوة المصنفين، أردو بازار جامع مسجد دلهي، وعليه كان جل اعتمادنا في كتابة هذا المقال.
٢- نفحة العنبر لصاحبه الشيخ محمد يوسف البنوري، الطبعة الرابعة.
الناشر: معهد الأنور، ديوبند، الهند.
٣- دار العلوم ديوبند، للشيخ عبيد الله الأسعدي، نشر أكاديمية شيخ الهند، الجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند، الطبعة الأولى،۱۳۲۰ هـ، ۲۰۰۰م.
٤- الموسوعة الشرباصية للخطب المنبرية للدكتور أحمد الشرباصي، دار الجيل، بيروت، ١٤١٦هـ، ١٩٩٥م.
(الاثنين: ٢٩ من محرم ١٤٤٦ھ – ٥ من أغسطس ٢٠٢٤م)