الجمعة نوفمبر 1, 2024
بحوث ودراسات

على مائدة العلم والأدب:

محمد نعمان الدين الندوي يكتب: تجارب وآراء في تقويم اللسان وتهذيب البيان

اللغة العربية سياج هويتنا، ورمز حضارتنا، وقلبها النابض، وقد استطاعت -بفضل ما لها من خصائص البقاء، التي تستمدها من كونها لغة القرآن الكريم، وحاملة رسالة الإسلام- أن تستوعب كل ما أفرزته الحضارات الأخرى في مجالات الحياة كافة، وتصوغها وفق منظور إسلامي خالص.

من خصائص اللغة العربية أنها لغة عبقرية شريفة فذة صاحبة الحسن والجمال، والسحر والبيان، فلم تحظ لغة في التاريخ البشري بمثل ما حظيت به العربية من «الحسن» الذي يعجز عن وصفه الشعراء، فهي سر الحسن، ولغة الفنّ الرائق، ومن هنا.. قال الجاحظ:

 «نحن قوم نسحر بالبيان ونموه بالقول».

وقال الشاعر العربي:

يا ابنة   السابقين من  قحطان

وتراث   الأمجاد    من   عدنان

أنتِ      علمتني   البيان    فمالي

كلما    لُحتِ    حار    فيك بياني

رب حُسن يعوق عن وصف حُسْنِ

 وجمال يُنسي   جمال   المعاني

 يا ابنة الضاد أنت سر من الحسن

  تجلى     على     بني     الإنسان

   لغة   الفن   أنتِ والسر   والشعر

   ونور   الحجى   ووحي الجنان

هذه هي «لغة الضاد» أم اللغات، وأصل كل اللهجات التي عرفتها الدنيا بأسرها، والتي أمدت الأدباء والكتاب بوابل صيب من البيان الأدبي الذي لم تشهد له مثيلا:

لله    در   لسان  كله   أدب

 بفضله يتحلى العجم والعرب

وهي -العربية- ذات موقع متميز بين لغات البشر، فهي اللغة السادسة من بين ١٦٠ (مئة وستين) من اللغات الأم في العالم، وفقا لبعض الدراسات التي أجرتها «منظمة اليونسكو»، ونشرت نتائجها في مختلف وسائل الإعلام العالمية.

كما أنها -العربية- اللغة الأم لنحو أكثر من مئتي مليون عربي، واللغة المقدسة لما يربو على ألف وربع مليون مسلم.

ومما لا شك فيه أن نزول القرآن الكريم بهذه اللغة العظيمة أعطاها سر الحياة وروح الخلود، فجاء القرآن الكريم ليضع التاج النبيل على رأس هذه اللغة الكريمة التي تحمل كلمة الله، وروح محمد صلى الله عليه وسلم وسر الإسلام

ومن هنا.. يُعد تعلم العربية والوقوف على بيانها، ومعرفة مذاهب القول فيها من الفقه في الدين، إذ لا سبيل إلى تدبر كتاب الله إلا بمعرفة العربية، وعلى قدر عمق هذه المعرفة يكون العلم بأسرار القرآن، ومن ظن أنه قادر على فهم كتاب الله على وجهه الذي أراده الشارع، وإدراك مقاصده دون أن يعرف أساليب العرب ومذاهبها في القول، ووجوه تصرف اللغة، فقد فتح على نفسه نافذة ينفذ منها كل زيغ، وتلج منها كل ضلالة.

عقد أبو الفتح عثمان بن جني (ت ٣٩٢ هـ) في كتابه «الخصائص» فصلاً خاصاً طلب فيه من علماء الشريعة أن يفهموا الألفاظ العربية واستعمالاتها، وأن يعرفوا مجازاتها، لأن الجهل بها يؤدي إلى ضلال بعيد، وضرب أمثلة للجهل باللغة الذي أوقع بعض المفسرين في الخطأ في تأويل بعض الآيات والأحاديث الشريفة، وقال أيضاً:

 «وأكثر من ضل من أهل الشريعة عن القصد فيها وحاد عن الطريقة المثلى إليها إنما استهواه واستخف حلمه ضعفه في هذه اللغة الكريمة الشريفة». (١)

المراد باللغة العربية

ينشأ هنا سؤال: ماذا نعني باللغة العربية حينما نتحدث عنها؟ فيقول علام أساتذة الأدب العربي في العصر الحديث الدكتور إبراهيم أبو الخشب:

«وحين نقول اللغة العربية، لا نعني بها النحو والصرف وعلوم البلاغة فقط، ولكننا نعني بها كل ما يقوم اللسان ويهذب البيان، وينمي الذوق، ويصحح الفكر، ويسدد الرأي، ويعين على فصاحة المنطق، وإصابة وجه الحق والتزام الجادة، وفي مقدمتها كتاب الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» (۲).

أول ما يجب لإتقان اللغة

إن مما يؤسف له أنه قد استقر في أذهان الناس من عامة معلمي العربية وطلابها أن إتقان اللغة أو تعلمها لا يتم إلا بإتقان قواعدها: نحوا وصرفاً، وبلاغة، مغفلين أثر السماع، ومكانته في تحصيل اللغة، وصحتها فهما واستعمالا ونطقا.

فإن أول مهارة لإتقان استخدام اللغة واستعمالها وتوظيفها حسن الاستماع والإنصات مع الحرص على وعي ما يقال وفهمه، لأنه يقود إلى استخراج الكلام المناسب، وبهذا قالت العرب: «أساء سمعا، فأساء إجابة» وقال ابن خلدون: «السماع أبو الملكات اللسانية»

فلو عني مدرس العربية بالقراءة الجهرية لأدى ذلك إلى سماع المتعلم اللغة سليمة في أصواتها وأبنيتها وتراكيبها وصفات إلقائها الجيد، فتكون محاكاة السامع المتكلم لما سمع، فتصح بذلك أصواته وأبنيته وتراكيبه، وتنمو عنده ملكة القراءة أو ملكة الإلقاء، ويُنمّي بذلك قدرته على الخطابة والحوار والحديث.

ولا يعني ذلك أننا نقلل من شأن القواعد وأهميتها، ولكننا نطالب بأن يعطٰى السماعُ حقّه من العناية، يقول ابن فارس: «تؤخذ اللغة اعتياداً كالصبي العربي يسمع أبويه وغيرهما، فهو يأخذ اللغة عنهم على مر الأوقات، وتؤخذ تلقينا من ملقن، وتؤخذ سماعا عن الرواة الثقات وذوي الصدق والأمانة».

أما قواعد اللغة العربية من النحو وغيره، فنرى منها الاقتصار على تدريس القواعد الأساسية العملية التي تتداولها الألسن، وهجر الغريب واللغات المنقرضة والآراء النحوية المندثرة، والبعد عن الأمور الفلسفية في النحو.

ولقد عُني بهذه الفكرة كثير من أئمة اللغة والأدب أيام عزهما، فذلك الجاحظ في إحدى رسائله يقول:

 «وأما النحو فلا تشغل قلب الصبي به إلا بمقدار ما يؤديه إلى السلامة من فاحش اللحن، وعويصُ النحو لا يجدي في المعاملات ولا يضطر إليه في شيء».

وهذا ابن خلدون يقول:

«النحو من العلوم الآلية التي ينبغي ألا ينظر فيها إلا من حيث هي وسيلة لغيره ، ولا يوسع فيها الكلام ولا تفرع المسائل، يجب اهتمام المتعلمين بالعلوم المقصودة أكثر من اهتمامهم بوسائلها، فإذا قضوا العمر في تحصيل الوسائل فمتى يظفرون بالمقاصد».

ما معنى البيان؟

ذهب الناس في معنى البيان مذاهب متشعبة واختلفوا في شأنه اختلافاً كثيراً، ولا أدري علام يختلفون.. وأين يذهبون؟ وهذا لفظه دال على معناه دلالة واضحة لا تشتبه وجوهها ولا تتشعب مسالكها؟

ليس البيان إلا الإبانة عن المعنى القائم في النفس، وتصويره في نظر القارئ أو مسمع السامع تصويرا صحيحا لا يتجاوزه، ولا يقصر عنه، فإن علقت به آفة تينك الآفتين فهي العي والحصر.

جهل البيانَ قومٌ فظنوا أنه الاستكثار من غريب اللغة ونادر الأساليب، فأغصوا بها صدور كتابتهم، وحشوها في حلوقها حشوا يقبض أوداجها، ويحبس أنفاسها، فإذا قدر لك أن تقرأها، وكنت ممن وهبهم الله صدراً رحباً، وفؤاداً جلداً، وجناناً يحتمل ما حمل عليه من آفات الدهر وأرزائه، قرأت متناً مشوشاً من متون اللغة، أو كتاباً مضطرباً من كتب المترادفات.

وجهله آخرون فظنوا أنه الهذر في القول والتبسط في الحديث واقعاً ذلك من حال الكلام ومقتضاه حيث وقع..  فلا يزالون يجترون بالكلمة اجترار الناقة بجرتها، ويتمطقون بها تمطق الشفاء بريقها، حتى تسف وتتبذل وحتى ما تكاد تسيغها الحلوق ولا تطرف عليها العيون، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً» (٣).

لماذا أصيب البيان العربي بما أصيب به؟

أجاب عن هذا السؤال المهم أحد أساطين البيان العربي في العصر الحديث، سيد الكتاب الأستاذ مصطفى لطفي المنفلوطي:

ما أصيب البيان العربي بما أصيب به إلا من ناحية الجهل بأساليب اللغة، ولا أدري كيف يستطيع الكاتب أن يكون كاتباً عربياً قبل أن يطلع على أساليب العرب في أوصافهم ونعوتهم، وتصوراتهم وخيالاتهم ومحاوراتهم ومساجلاتهم، وقبل أن يعرف كيف كانوا يعاقبون ويؤنبون ويعظون وينصحون ويتغزلون وينسبون، ويستعطفون ويسترحمون، وبأي لغة يحاول أن يكتب ما يريد إن لم يستمد تلك الروح العربية استمداداً يملأ ما بين جانحتيه، حتى يتدفق مع المداد من أنبوب يراعته على صفحات قرطاسه.

إني لأقرأ ما كتبه الجاحظ وابن المقفع والصاحب والصابي والهمذاني والخوارزمي وأمثالهم من كتاب العربية الأولى، ثم أقرأ ما خطه هؤلاء الكاتبون في هذه الصحف والأسفار، فأشعر بما يشعر به المتنقل دفعة واحدة من غرفة محكمة النوافذ، مسبلة الستور، إلى جو يسيل قراً وضراً، ويترقرق ثلجًا وبرداً.

ذلك لأني أقرأ لغة لا هي بالعربية فاغتبط بها ولا هي بالعامية فألهو بأحماضها ومجونها.

 ثم ينصح المنفلوطي طالب البيان العربي بما يجب عليه للحصول على ملكة البيان العربي قائلا:

«لا أرى لك يا طالب البيان العربي سبيلاً إليه إلا مزاولة المنشآت العربية منثورها ومنظومها، والوقوف بها وقوف المتثبت المتفهم لا وقوف المتنزه المتفرج، فإن رأيت أنك قد شغفت بها وكلفت بمعاودتها والاختلاف إليها، وأن قد لذ لك منها ما يلذ للعاشق من زورة الطيف في غرة الظلام، فاعلم أنك قد أخذت من البيان بنصيب، فامض لشأنك، ولا تلو على شيء مما وراءك، تبلغ من طلبتك ما تريد» (٤).

الاهتمام بالسماع والحفظ والكتابة

من الطرق المعينة للحصول على البيان العربي: السماع، فالسماع هو الطريق الفطري في اكتساب أي لغة، وهذا لا يؤتي ثماره إلا إذا اختير المسموع بعناية، من نصوص جيدة بأداء متقن مع حفظ ما يستجاد من الشعر والنثر، على أن يعقب السماع مران وتدريب على القراءة الجهرية، ومواقف الإلقاء والخطابة والحديث والحوار والتعبير والكتابة، وتقويم اللسان سماعا وضبطا للنصوص، وتنقية من الخطأ ومستكره القول، قال ابن المقفع:

 «إذا كثر تقليب اللسان رقت حواشيه ولانت عذبته».

 وقال العتابي: «إذا حبس اللسان عن الاستعمال اشتدت عليه مخارج الحروف»، وقال الراجز:

كأن   فيه    لففا    إذا    نطق

 من طول تحبيس وهمّ وأرق

فلا شك أن حصول ملكة البيان العربي بكثرة المحفوظ من كلام العرب، حتى يرتسم في خياله المنوال الذي نسجوا عليه تراكيبهم، فينسج هو عليه، ويتنزل بذلك منزلة من نشأ معهم، وخالط عباراتهم في كلامهم، حتى حصلت له الملكة المستقرة في التعبير عن المقاصد على نحو كلامهم.

وكذلك من الأمور المفيدة للمتعلم أن يكلَّف بكتابة «المذكرات اليومية» التي تدربه على كتابة كل ما يمر به من الأحداث والوقائع، أو يراه من المشاهد والمناظر، أو يتخيل من الأفكار والرؤى وغير ذلك مما لا يعد ولا يحصى من الأمور والأشياء.

أما فيما يتعلق بالمقررات العربية من المنهج القديم غير النافع في العصر الحاضر فقد وضح عقم الكثير منها وعدم جدواها، مثل مقامات الحريري، فهو -كما يرى الشيخ الندوي رحمه الله -:

“مثال للنثر الفني والأدب الصناعي، ومثال لفن البيان والبديع لا النثر العربي الطبيعي، ولا يمكن أن يتعلم بها الطالب مبادئ اللغة العربية ويتدرب على الكتابة والخطابة، ويقضي حاجة في نفسه” (٥).

وقد أنكر الشيخ الندوي رحمه الله على الذين يحاكون أسلوب الحريري قائلا:

«أصبح ما يكتبه علماء الهند في العربية صورة واحدة (وهي صورة المقامات) لا جدة فيها ولا طرافة، وهيكلاً عظيما لا روح فيه ولا دم» (٦).

كما كان الشيخ لا يعجبه أن يكون «نفحة اليمن» من مقررات اللغة العربية: «لما فيه من خلل وخطل، مع سوء تمثيل للحضارة الإسلامية وسيرة المسلمين السلف، وعبث بعقلية الأطفال الأبرياء بما فيه من مجون وهزل» (۷).

وغنى عن القول إن المنهج الدراسي لتعليم اللغة العربية الذي وضعه أبناء ندوة العلماء ومقرر تدريسه فيها وفي كثير من المدارس الأخرى، لجدير بأن يحتذى ويطبق، فقد أثبت جدواه، وخرّج فعلا الكثير من المتمكنين من العربية، القديرين عليها نطقا وخطابة وتأليفا وتصنيفا، وقد اعترف بفضلهم وتميزهم المتخصصون من أهل البلاد وغيرهم من فضلاء العرب، وهو – منهج الندوة – من أفضل المناهج الدراسية لتعليم اللغة العربية، فلتجربه المدارس والجامعات والأقسام العربية على أن الحاجة لا تزال قائمة إلى المزيد من التفكير والنظر والاهتمام بالمنهج الدراسي لتعليم العربية ، الذي يحقق الغرض المطلوب، فالمناهج الدراسية لا بد أن تمر بمرحلة التطور والتغيير من الحسن إلى الأحسن وفق متطلبات العصر حتى تظل قادرة على الوفاء بتطلعاتنا وبحاجاتنا مع ضرورة انتقاء من يرشحون لتدريس اللغة العربية وتدريبهم وتأهيلهم لما يحقق أهداف تعليم اللغة، وتعهدهم بما يترقى به أداؤهم ويزكو به عطاؤهم.

ولي -أخيراً- همسات مع صديقي معلم العربية ومدرسها بصفة خاصة – وهي أنه لا يقدر على جني الثمار إلا من نذر نفسه لطلابه، وأدرك أن حياته وقف لرسالته، وأيقن أن جهده نعيم، وبذله غنم، وشعاره -أبد الدهر- الحكمة الخالدة: (إن النفوس لتتعب من الراحة، فأريحوها بالعمل).

ولئن انحدر المدرس عن هذا المستوى، ولاسيما مدرس العقيدة ولغتها، زاغت العقيدة، وتصدعت اللغة وانحرف السلوك، وما أحرى المدرس بتفهم خطورة عمله:

قد رشحوك لأمر لو فطنت له

 فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

هذا وإن سعادة المدرس وحي ضميره، وعصارة جهده وحب طلابه {ورضوان من الله أكبر} وإن ميزان الطلاب دقيق وعادل، فليحرص على دوام السعادة، وليحذر النقد إذ ما أسرعه إليه.

وبعد. فهذه تجارب وآراء مبعثرة -تمخضت عنها الخبرة الذاتية والدراسة الممتدة عبر سنين طوال- حول الموضوع، فإن وُفّقت فيها.. فالحمد لله، وإن لم يحالفني فيها الصواب، فلست من الذين يعتبرون آراءهم وحيا أو شيئا مقطوعا به، لا يحتمل التعديل أو النسخ أو التغيير، فكل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب القبر الأعظم صلى الله عليه وسلم.

وصلى الله وبارك وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

الهوامش

١- مجلة الرابطة، العدد: ٥١٦، جمادى الأخرى ١٤٣٠هـ

٢- جريدة الرائد، ندوة العلماء (الهند): ١٤٣٠/١٢/٢٨هـ

٣- الأعمال الكاملة لمصطفى لطفي المنفلوطي، الجزء الأول، ص: ۱۰۹، الدار النموذجية، بيروت.

٤- نفس المصدر، ص: ۱۱۰

٥- القراءة الراشدة ص ٥

٦- محمد الرابع الندوي: منثورات من أدب العرب، المقدمة ٣

٧- الندوي القراءة الراشدة ٦/١

كما استفدت في إعداد المقال من:

١- مجلة الوعي الإسلامي، العدد ٥٦٤، شعبان ١٤٣٣هـ

٢- جريدة العالم الإسلامي ۲۹/۲۳ جمادى الأولى ١٤١٩هـ

٣- الموجه العملي لمدرس اللغة العربية لعابد توفيق الهاشمي، الطبعة الثالثة ١٤٠٣هـ.

(الأربعاء: ٦ من ذي القعدة ١٤٤٥ھ – ١٥ من مايو ٢٠٢٤م)

محمد نعمان الدين الندوي
لكناؤ، الهند

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *