محمد نعمان الدين الندوي يكتب: في ظلال فكر إقبال: (٤) خطاب إلى شباب الإسلام

نظرة على محتويات الحلقة
أيها القراء الكرام!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد. فيسرني أن أقدم إليكم حلقة جديدة من سلسلة: «في ظلال فكر إقبال».
وقد اخترت لكم قصيدة رائعة (من ديوانه المعروف: «بانگ درا» – صلصلة الجرس -) وجهها شاعرنا العظيم الدكتور محمد إقبال رحمه الله إلى الشباب خاصة، ولذا عنونها بـ: «خطاب – رسالة – إلى الشباب المسلم»، وذكّر بها الشبابَ بمآثر الأمة وصنائعها وأمجادها، وكأنه – الشاعر – يثير غيرة الشباب ويستنهض هممهم، ويستحث عزائمهم، فيجِدّوا في استعادة ماضيهم وعزهم التليد.
يضع الشاعر يده على الوتر الحساس، ويكشف اللثام عن تقهقر المسلمين، ويشخص الداء، ويبين السبب الرئيسي لضعفهم وهوانهم، وهو أنهم أخلدوا إلى الراحة، وتركوا الجد والعمل، وقصروا في حمل أمانة: «العلم»، فضيعوا تراث الأسلاف الأعظم، المتمثل في: «العلم»، بينما الغير – من اليهود والنصارى – يستفيدون من تراث المسلمين، ويقتبسون منه، ويستنيرون بنتاج عقول النوابغ من أسلاف المسلمين، فيلامسون السماء ويزدهرون، وصاروا في طليعة الركب ومأخذ الزمام..
أما أصحاب التراث أنفسهم فأعرضوا عن تراثهم، واستغنوا عنه، فعادوا ضعفاء أذلاء، لا تسمع لهم كلمة، ولا يطاع لهم أمر.
ويُقضى الأمر حين تغيب تَيم
ولا يستأذنون وهم شهود
وإلى الله المشتكى!
* * *
إنارة وإثارة
البيت:
کبھی اے نوجواں مسلم! تدبر بھی کیا تو نے ؟
وہ کیا گردوں تھا، تو جس کا ھے ایک ٹوٹا ہوا تارہ ؟
الترجمة:
أيها الشباب المسلم! هل فكرت – قط – ونظرت؟
في تلك السماء التي أنت نجم ساقط منها..
الشرح:
يُذَكِّر الشاعرُ شبابَ الإسلام بماضيه المجيد، وكأنه يثير فيه الطموح والتطلع إلى استرداده، فيقول:
أيها الشباب المسلم! ليس عندك من عظمة السلف ومجده، وعلو همته ورفعة خُلُقه وحسن سيرته شيء.. فقد صرت صفر اليدين من أخلاق الماضين الرفيعة وخصالهم الحميدة وصفاتهم النبيلة المشَرِّفَة.
إن إقبالًا كان كتب هذه القصيدة للشباب خاصة، فيخصهم بالذكر والتوجيه مذكرًا إياهم بماضيهم الرائع، فيقول لهم:
هل تدبرت في ماضيك العظيم، الذي كان مثل السماء، التي أنت نجمٌ هاوٍ – ساقط – منها.
أنت تنتمي إلى تلك الأمة العظيمة التي خرجت من صحراء العرب، الأمة التي كانت تربت في المراعي والمراتع ومعاطن الإبل، ولكنها – رغم عيشها في الصحاري القاحلة الجرداء العارية من كل لون من ألوان التحضر والمدنية – علَّمتِ الدنيا الحضارة، وطرق العيش وأساليبه، وأرشدتها إلى مبادئ الحكم وأسسه، وأخرجتها من الظلمات إلى النور، ومن الشقاء إلى السعادة.
أنت أيها الشباب تنحدر من تلك الأمة التي تربعت على عرش الزعامة والصدارة، وحكمت معظم أجزاء المعمورة قرونًا متطاولة..
الحقيقة أن الشاعر يوقظ في الشباب الحسَّ الإسلامي، والشعور الملّي بعظمة الماضي، عسى أن تتحرك فيه النخوة التي تعطلت من زمان، وتثور فيه الرجولة التي خمدت منذ مدة، وتستيقظ فيه الإرادة والعزيمة التي صدأت منذ فترة طويلة..
* * *
عظمة ماضي الأمة
البيت:
تجھے اس قوم نے پالا ھے آغوش محبت میں
کچل ڈالا تہا جس نے پاؤں میں تاج سرِدارا
الترجمة:
لقد ربتك – في أحضان الحب – تلك الأمة، التي كانت داست تاج رأس دارا بأقدامها.
الشرح:
يمضي الشاعر يُذَكِّر الشبابَ بأمجاد أمته، فيقول:
أيها الشباب! أنت ترعرعت وتربيت في أحضان تلك الأمة العظيمة، التي كانت حطمت القوة السياسية الكبرى آنذاك: «الإمبراطورية الفارسية»، وجعلتها كأن لم تغن بالأمس، وداست حضارتَها بأقدامها.
«دارا» كان ملكًا من ملوك إيران العظام، هزمه الإسكندر، وضرب عنقه، ولكنه – الإسكندر – (١) لم يتمكن من القضاء على دولة إيران وحضارتها، والمسلمون هم الذين هزموا – بفضل الله – دولة إيران العظمى شر هزيمة، وطُوي بساطها للأبد، فلم تقم لها بعدها قائمة، ودق المسلمون آخر مسمار في نعش حضارتها، وأقاموا على أنقاضها حضارة إسلامية رائعة، ما شهدت الأرض حضارة أفضل ولا أعظم ولا أكمل منها.
* * *
سكان الصحراء أصبحوا عباقرة
البيت:
تمدن آفریں، خلاق آئین جہاں داری
وہ صحرائے عرب، یعنی شتربانوں کا گہوارہ
الترجمة:
(أسلافك) كانوا مخترعي نظام التعايش الاجتماعي، واضعي الدستور الذي يُحكم به العالم.
(أولئك – العظام – كانوا من): «صحراء العرب» موطن الجمّالين، (الذين كانوا يقودون الإبل).
الشرح:
يستطرد شاعرنا في وصف مآثر السلف وصنائعهم، فيقول:
إن سلفنا وضعوا أنظمة الاجتماع، وشرّعوا القوانين لحكم العالم، ووضعوا الدستور الذي تُحكَمُ به الدنيا.
إن هؤلاء لم يكونوا حاملي الشهادات العلمية في القانون والتشريع وإدارة البلاد، ولم يكونوا خريجي جامعات العالم الكبرى..
بل كانوا يسكنون الصحراء البعيدة من أي أثر من آثار الحضارة والمدنية، ويقودون الإبل، ولكنهم بعد ما تخرجوا في مدرسة الإسلام، ودرسوا الكتاب والسنة حق دراستهما، وتربوا على أسس التقوى والرجولة والعزيمة، عادوا نوابغ يُشَرِّعون ويضعون القوانين والنظم، ويسودون البلدان ويقودون العالم.
وهذه هي معجزة الإسلَام.. الإسلام الباني.. الْإسلام المُوَجِّه.. الإسْلام الذي صنع من قواد الإبل قادة العالم، ومن رعاة الغنم رعاةَ الأمم، ومن الأجلاف البدويين أساتذة التحضير والتمدين، ومن سكان الخيام في الصحاري والفلوات سكانَ القصور في عواصم الإمبراطوريات الكبرى.
* * *
هوية الأسلاف
البيت:
سماں الفقر فخري کا رہا شان امارت میں
“بہ آب ورنگ وخال وخط چہ حاجت روے زیبا را”
الترجمة:
وظل «الفقر فخري» – دائمًا – هويتَهم وشعارهم في ظلال الحكم والسيادة – أيضًا –
فإن الوجه الجميل لا يحتاج إلى اللون والخال والخط.
الشرح:
إن أسلافنا رحمهم لله لم يعيشوا حياة البذخ والترف، ولم يتقلبوا في أعطاف النعيم رغم قدرتهم على ذلك، بل آثرو حياة البساطة والتقشف والزهد في مباهج الحياة وزخارفها، فالوجه الجميل لا يحتاج إلى المكياج، كالغانية تستغني بحسن ذاتها عن زينتها، كما قال أبو الطيب (حسن غير مجلوب) وجمالها غير مصنوع:
حسن الحضارة مجلوب بتطرية
وفي البداوة حسن غير مجلوب
فهم – أسلافنا – رغم توفر أسباب الدعة والراحة والهناء والرخاء، وتمكنهم من قضاء حياة الرغد والترف لكونهم أصحاب الحكم والجاه والسلطان، وامتلاكِهم للخزانة ومفاتيح الثروة، رغم ذلك كله هجروا ملذات الحياة، وفضَّلوا الفقر والعوز والعسر على العيش الناعم وحياةِ البذخ والأبهة والفخفخة، و اتخذوا ذلك هويتهم وهوايتهم، وشعارهم ودثارهم، ائتساء بأسوة النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم، الذي كان الفقر شعاره وفخره (٢)، والإنسان المتحلّي بحلية الفقر والاستغناء ليس بحاجة إلى اي لون من ألوان التجميل والتزيين، كالغانية.. فجمالها الطبيعي يغنيها عن أي تجميل خارجي..
الجدير بالذكر أن المصراع الثاني من البيت، مقتبس من بيت الشاعر الفارسي الشهير شمس الدين محمد حافظ الشيرازي (نحو ٧٢٥ – ٧٩٢ھ)، والبيت الفارسي كاملًا كالتالي:
ز عشق نا تمام ما جمال یار مستغنی است
بہ آب ورنگ وخال وخط چہ حاجت روے زیبا
(أي إن جمال الصديق لفي غِنًى عن عشقنا الناقص الفج.
فإن الوجه الجميل لا يحتاج إلى اللون والخال والخط).
* * *
غيرة الأسلاف
البيت:
گدائی میں بھی وہ اللہ والے تھے غیور اتنے
کہ منعم کو گدا کے ڈر سے بخشش کا نہ تھا یارا
الترجمة:
لقد كانو بلغوا – رغم فقرهم وعسرهم – من الغيرة والإباء كل مبلغ، حتى كان المتفضلون الكرماء لا يكادون يتجرؤون على رفدهم ومد يد الخير إليهم.
الشرح:
(من عز النفس إيثار القناعة).
ما زال الشاعر يعدد مآثر الأسلاف وصفاتهم الجليلة، فيقول:
أيها الشباب المسلم! إن أسلافكم – رغم ضيق ذات يدهم – كانوا ممدوحي الصنائع، حميدي الآثار، بُناة الأمجاد، أباة غيارى، أعِفّاء عن الطمع والاستشراف أشد ما يكون العفاف، بل بعيدين – كل البعد – من كل ما تشم منه رائحة الطمع، حتى أن أصحاب الخير والفضل ما كانوا يتجرؤون – خوف سخطهم – على منحهم شيئا من الهبات والهدايا، فإنهم كانوا – الأسلاف – يبدون امتعاضهم، إذا أراد أحد أن يعطيهم شيئا (من لم يأنف، لم يشرف).
* * *
صفات الآباء
البيت:
غرض میں کیا کہوں تجھ سے کہ وہ صحرا نشیں کیا تھے
جہاں گیر و جہاں داد وجہاں باں وجہاں آرا
الترجمة:
الحاصل (لا أدري) ماذا أقول لك عن سكان الصحراء أولئك.. ماذا كانوا؟
كانوا فاتحي الدنيا، وملوكها، وحرسها ومُزَيِّنِيها.
الشرح:
يمضي الشاعر يشير إلى محاسن الأسلاف، فيقول:
ماذا أخبركم عن أولئكم الأسلاف من سكان الصحراء.. إنهم كانوا يحكمون البلاد والقلوب معًا، كانوا يعمرون الأرض ويزينونها ويحرسونها ويهتمون بتطويرها وترقيتها إلى آخر درجة من الرقي والازدهار في جانب،
ويفتحون القلوب بطهارة أخلاقهم وطيب سريرتهم، ويتربعون على عرشها، ويحظون بحب العباد واحترامهم وثقتهم بهم لنزاهة سلوكهم في جانب آخر.
* * *
مآثر الأسلاف بين التصوير والعجز عن الإدراك
البيت:
اگر چاہوں تو نقشہ کھینچ کر الفاظ میں رکھ دوں
مگر تیرے تخیل سے فزوں تر ھے وہ نظارہ
الترجمة:
أنا أستطيع أن أصور لك عظمتهم بكلماتي.. متى ما أردت ذلك..
ولكن (المشكلة) أن تصَوُّر تلك العظمة أسمى وأجل من إدراكك إياها وتمثلك لها.
الشرح
:
يُصَرّح الشاعر بأن عنده قدرة على وصف مآثر الأسلاف وصنائعهم وصفًا شاملًا دقيقًا، ولكنك – أيها المُخاطَب – عاجز – لقصور تخيلك – عن تصور ذلك العهد وإدراك خصائصه..
* * *
الأمة بين الماضي والحاضر
البيت:
تجھے آبا سے اپنے کوئی نسبت ہو نہیں سکتی
کہ تو ” گفتار ” وہ ” کردار ” تو ثابت وہ سیارا
الترجمة:
أنت لن تمت بصلة ما إلى آبائك (أو: لا صلة لك بآبائك)
فأنت قوال وهم أصحاب جد وعمل، وأنت ثابت (جامد) وهم سيارة (ذوو حركة ونشاط).
الشرح:
يقول الشاعر متحسرًا متأسفًا: لا تماثل ولا تشابه بينك وبين آبائك الأولين.
فإذا قارنا بينك وبين الأسلاف.. فبينهما بُعد المشرقين.. فأنت قوَّال.. لا يهمك العمل.. مُخلِد إلى الراحة والعجز والكسل.. مطمئن إلى الهون.. أما الأسلاف فكانوا أصحاب جد وعمل، وأنت جامد مقلد متبع.. أما أسلافك فكانوا شعلة من النشاط والحركة والعمل، أصحابَ اجتهاد ونبوغ وإبداع.
* * *
من الثريا إلى الثرى
البيت:
گنوادی ہم نے جو اسلاف سے میراث پائی تھی
ثریا سے زمیں پر آسماں نے ہم کو دے مارا
الترجمة:
أضعنا الإرث الذي ورثناه من الأسلاف
رمت بنا السماء من الثريا إلى الأرض
الشرح:
إذا قارنّا بين حاضرنا الذي نعيشه، وماضينا الذي عاشه سلفنا، وبحثنا عن سبب انحطاطنا، وجدنا أننا لم نستطع الحفاظ على التراث الذي خلفه لنا أسلافنا، فرمت بنا السماء من ذلك السمو الذي كان ارتقى إليه أسلافنا، إلى آخر درجة من الضعة والانخفاض.. لأننا لم نثبت أهليتنا لذلك العلو الذي تبوأه أسلافنا عن جدارة واستحقاق.
الخلاصة أن أسلافنا رحمهم لله ما فَضَلوا ولا سموا إلا بتبنيهم للعلم، ونحن -الأخلاف- ما هبطنا ولا انحططنا إلا بتخلفنا عن ركب العلم، فلا عروج إلى مراقي المجد إلا بالعلم.. والعلم وحده.
* * *
لا بكاء على ذهاب الحكومة
البيت:
حکومت کا تو کیا رونا کہ وہ اک عارضی شے تھی
نہیں دنیا کے آئین مسلم سے کوئی چارہ
الترجمة:
ما بكاؤنا – أي لا نبكي – على الحكومة.. فكانت شيئًا طارئًا.. إذ لا محيد عن قانون الدنيا المُسَلَّم به.
الشرح:
يقول الشاعر إننا لا نتأسف على ضياع الحكم والسيادة من أيدينا.. فتلك الأيام نداولها بين الناس.. والأيام دول.. والدهر قلب.. يوم لنا ويوم علينا.. سنة الله في الأرض.. ولا تفريق فيها بين مسلم وكافر.
هي الأموركما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان
* * *
تراث المسلمين في أوربا
البيت:
مگر وہ علم کے موتی، کتابیں اپنے آبا کی
جو دیکھیں انکو یورپ میں تو دل ہوتا ھے سی پارہ
الترجمة:
ولكن درر العلم وكتب الآباء.. حينما نراها في أوربا، ينفطر القلب (حسرة وألمًا) ۔
الشرح:
هنا الشاعر يبدي بالغ أسفه وعظيم تحسره على انتقال الكتب النادرة القيمة – التي كانت من نتاج عقول نوابغ الأسلاف – إلى أوربا، فأهلُها يستفيدون منها، ويتقدمون في ضوئها، ويسودون ويحكمون العالم.. يقول: إذا رأينا هذه الكتب التي صب فيها الآباء نبوغهم، وأسهروا في تأليفها أجفانهم، وأذابوا في كتابتها حبات عرقهم، وأودعوها نتاج أفكارهم وإلهام قرائحهم، ونادموا في تحبيرها الدفاتر، وسامروا القناطر والمحابر، وأنفقوا في سبيلها أعمارهم، إذا رأيناها في أوربا، صُدمنا صدمة تنشق لها قلوبنا، وتألم لها نفوسنا تألمًا لا يوصف..
* * *
النعي على تقصير المسلمين
البيت:
غنی! روز سیاہ پیر کنعاں را تماشا کن
کہ نور دیدہ اش روشن کند چشمِ زلیخا را
الترجمة:
يا غني! (لاحِظ) انظر إلى سواد/ سوء حظ شيخ كنعان (يعقوب عليه السلام)، فإن نور عينِه (يوسف عليه السلام) ينير عين زليخا (أي سبب لقرة عينها وراحة بالها)
الشرح:
يواصل الشاعر حزنه وأسفه على تفريط المسلمين في العلم الذي رفعهم إلى الجوزاء، ولكنهم لما قصروا فيه، وتساهلوا في حمله، سقطوا من الثريا إلى الثرى.
فينعى على المسلمين إضاعتهم للعلم الذي كان ينور عقولهم، ويثري أذهانهم، ويفجر قرائحهم، و كان تراثهم، الذي به عزوا ورقوا، العلم الذي كان أمانة من الله عندهم..
يا أسفاه.. هذا العلم فقده المسلمون اليوم.. وتبناه اليهود والنصارى وعكفوا عليه، واحتضنوه، فنالوا ما نالوا من المجد والرفعة.
أما المسلمون الذين كانوا حَمَلتَه الأصلاء وورثته الحقيقيين، فقد ضيعوه، فذلوا وضعفوا وخسروا، ورجعوا بخُفي حنين.. لا دين ولا دنيا.. ولا سيادة ولا قيادة.. بل محاكاة واستسلام.. وتطَفُّل وتكفُّف واستجداء… عيشٌ عالةً على الغرب أو الشرق.. ورضًا بما يلقى إلينا من فتات المائدة.. وخضوع إلى خضوع، وركوع إلى ركوع.. إلى سلسلة لا تنتهي من الإهانات والهزائم، وتجريح الكرامات، وانتهاكات الحرمات.
اقرأ المزيد:
فِي ظلال فكر إقبال: (٣) رسالة الجد والكفاح
في ظلال فكر إقبال: (٢) سر عظمة الإنسان
فِي ظلال فكر إقبال.. (1) الشاعر الأسطورة
الهوامش:
(١) في البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي (٢/ ١٩٩): ” وُصف للإسكندر حسن بنات دارا، فقال: من القبيح أن نكون قد غلبْنا رجال قوم، وتغلبنا نساؤهم “.
(٢) هذا الحديث «الفقر فخري» ُُتُكلٌِم فيه سندًا، ولكن المعنى لا حرج فيه.
(الأربعاء: ٤ من رمضان المبارك ١٤٤٦ھ = ٥ من مارس – آذار – ٢٠٢٥م).