مقالات

محمد نعمان الدين الندوي يكتب: هلك عنّي سلطانيه

القراء يكونون قد علموا ما صارت إليه حاكمة البلد المجاور (بنجلاديش) من المصير، الذي استحقته بأفاعيلها هي..

إنها اختارت طريق الجبابرة والحكام الظلمة.. فلقيت ما يلقونه من الخزي والذل والهوان..

خسرت الحكم والأهل والوطن، وأُكرِهت على الخروج من البلاد ذليلة مهانة حائرة شاردة، تقضي بقية عمرها – على أغلب الظن – مشردة تتجرع المرارة، وتتأسف على ما كسبت يداها، وتدفع ثمن استبدادها وغطرستها ما دامت على قيد الحياة، و – لعلها – تندم على ما اقترفت.. ولات ساعة مندم…

إنها سلكت مسلك الطغاة والمستبدين، فزجت بالأبرياء في السجون، ونكّلت بالمؤمنين، وما نقمت منهم إلا أن يؤمنوا بالله، وضيقت الخناق على حياة الشعب المسكين..

والضغط يولد الانفجار..  والعنف لا يؤدي إلا إلى العنف.. فعيل الشعب تصبرًا..

إذا   لم تكن الأسنة إلا مركبًا

فما حيلة المضطر إلا ركوبها

الحكومات قد تمشي بالكفر.. ولكنها لا تمشي بالظلم والطغيان..

فيكون للظلم حد..، وللاستبداد نهاية.. ولكل ظالمٍ مصير فيه عبرة لكل حاكم مستبد.. ولكن الحاكم المستبد لا يعتبر.. لأنه تسكره نشوة الحكم، وتعميه قوة السلطة.. ويظن أنه يعيش في الحكم أبدًا، ولن تسلب منه السلطة، فينفذ ما تمليه عليه نزواته الاستبدادية، وشهواته العدوانية، فيظلم ويسرف في الظلم، ويتعدى ويطغى.. وزبانيته يزينون له فظائعه، ويؤيدون أفاعيله النكراء..

فإذا به يأتيه بطش الرب الشديد فجأة، ويؤخذ أخذ عزيز مقتدر… وما تغنيه جنوده وبنوده أي غناء.. ويخذله أقرب أعوانه وأنصاره.. فيستمهل.. ولا يعطى المهلة، ويستنصر ولا ناصر له.. ويعود كل شيء عدوًا له..

حقًا.. إن الله يمهل ولا يهمل.. ويُنسي ولا ينسى..

كما تدين تدان..

وما ربك بظلام للعبيد..

وما مصير طاغية العراق وظالم ليبيا عنا ببعيد…

ولكن الظالمين عمي مخمورون بسكرة السلطان، فلا يصحون إلا والسوط الإلهي يلهب ظهورهم، والجزاء العادل يلاحقهم ويطاردهم، وعذاب الله يجعلهم عبرة للمعتبرين…

فهل من معتبر…

(الثلاثاء: ٣٠ من محرم ١٤٤٦ھ – ٦ من أغسطس ١٤٢٤م)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى