د. محمد وفيق زين العابدين يكتب: الشيخ الحويني.. فكرة يصعب محوها

الشيخ أبو إسحاق الحويني عفا الله عنه ومتعه بالعافية، في الحقيقة إنما يمثل فكرة يصعب محوها والتشكيك فيها، وتستعصي على فهم ضِعاف العقول والنفوس..
هذه الفكرة يعلمها جيدًا كل طالب علم محب للسنة، وكل عامي معظم للحديث موقر للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأهل العلم.
رمزية الحويني بحق، لا تكمن في كونه واعظًا سلفيًا أو شيخًا له أتباع ومريدون، إنما رمزيته في ربط الناس بالعلم وتقريب حديث النبي لهم وتحبيبهم في السُّنة.
لا أكاد أبالغ إن قلت إن جيلنا وكل الأجيال القريبة من جيلنا؛ لم تعرف مثل الحويني في توثيق صلة الشباب بالعلم الشرعي، وتيسير طريقه لهم،
الحويني هو الذي نزل بالحديث من طبقات النخبة لأدنى الطبقات من الناس..
عَظم الحديث النبوي في نفوسهم، وعرفهم بوقائعه، وأحكم علاقتهم برموزه، بصورة لا تكاد تتكرر في العصر الحاضر!
سألني أحد الأخوة: ما المشروع العلمي الذي أنجزه الحويني طوال حياته؟! وما هو إنتاجه الفكري الذي يستحق عنه كل هذا التعظيم؟!
قلت: الحويني، نحن مشروعه! أجيالنا التي تمسكت بالحق ولم تنسلخ من الدين رغم كل ذنوبها ومشاكلها وأزماتها، هي مشروعه الفكري!
تمسكنا بمقاومة العلمانيين والملحدين وأهل الباطل وإصرارنا على ترك الأثر وهداية الناس هي مشروعه العلمي!
يا إخوة، لقد دخلنا الجامعات وتخرجنا منها ولم نتعلم شيئًا إلا عندما عرفنا الحويني،
وفضله علينا لا يعلمه إلا الله، لا أتكلم عن نفسي ولا أتكلم عن طلبة العلم ولا محبي الشيخ..
إنما أتكلم عن أجيال “أنت الجماعة ولو كنت وحدك”، أجيال أبت السير في ركاب الذل والجهل والانكسار.
صدقًا يا جماعة، الحويني أكبر من كتاب، وأقيم من موعظة وخطبة، وأبقى أثرًا من ثورة!