محمود الشاذلي يكتب: طالبان والشريعة الإسلامية.. بين التطبيق والتشدد؟
![](https://alomah.net/wp-content/uploads/2024/12/محمود-الشاذلي.jpg)
لطالما كان تطبيق الشريعة الإسلامية قضية شائكة تثير الجدل، خاصة عندما تتبنى بعض الجماعات تفسيرات متشددة تبتعد عن الفهم الوسطي للدين. في هذا التقرير، نناقش سياسات طالبان، ونقارنها بتعاليم الإسلام كما جاءت في عهد النبي محمد ﷺ، ونتساءل: هل ما تفعله طالبان هو التطبيق الصحيح للشريعة؟ وهل الدول العربية والمسلمة بعيدة عن جوهر الإسلام؟
كيف طبّق النبي ﷺ الإسلام؟
يُجمع المؤرخون والفقهاء على أن النبي ﷺ قدَّم نموذجًا فريدًا في تطبيق الإسلام، يجمع بين الرحمة، والعدل، والتسامح، والشدة عند الضرورة. فكان يعامل الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، ويحرص على تعليمهم الدين دون قسرٍ أو إكراه. على سبيل المثال:
لم يُجبر أحدًا على اعتناق الإسلام.
حافظ على حقوق المرأة وأوصى بتعليمها.
أقرَّ مبدأ الشورى في الحكم.
لم يمنع النساء من العمل أو الحركة في المجتمع.
السؤال: هل تطبق طالبان هذا النهج أم أنها تعتمد على تفسير أكثر تشددًا؟
هل طالبان تطبق الإسلام؟
طالبان تدّعي أن أحكامها مستمدة من الشريعة الإسلامية، ولكن الواقع يقول غير ذلك:
حظر تعليم الفتيات حتى في العلوم الدينية التي يُفترض أنها تشجع عليها.
تقييد حركة النساء رغم أن الإسلام لم يمنع المرأة من العمل والتعلم.
تطبيق العقوبات بصرامة مفرطة دون النظر إلى مقاصد الشريعة التي تعتمد على التدرج والتيسير.
رفض مبدأ الشورى في الحكم، رغم أن النبي ﷺ نفسه كان يستشير أصحابه.
هذا يقودنا للسؤال الأهم: هل تُعد طالبان نموذجًا للدولة الإسلامية المثالية؟
هل الدول العربية تطبق الإسلام؟
معظم الدول العربية تدّعي أنها تستند إلى الإسلام، ولكن هناك فجوة بين النصوص والتطبيق:
بعض الدول تطبق الإسلام في الأحوال الشخصية فقط (كالزواج والميراث)، لكنها تتبنى قوانين علمانية في الاقتصاد والسياسة.
بعض الدول تقيم الحدود والعقوبات، لكنها تتجاهل قيم العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد.
دول أخرى تتبنى تفسيرات متشددة تُشوّه الإسلام في نظر العالم.
إذن، هل نحن بحاجة إلى مراجعة شاملة لفهم الإسلام؟
هل المجتمعات العربية بعيدة عن الإسلام؟
الإسلام ليس مجرد قوانين وحدود، بل منهج حياة قائم على القيم والأخلاق. بعض الظواهر المنتشرة في المجتمعات العربية تدل على البُعد عن الإسلام الوسطي، مثل:
التعصب الديني والطائفي رغم أن الإسلام دين التعايش.
انتشار الفساد والرشوة رغم أن النبي ﷺ شدد على الأمانة.
التمييز ضد المرأة رغم أن الإسلام رفع مكانتها وأعطاها حقوقها.
إذاً، هل المشكلة في الإسلام ذاته، أم في طريقة فهمه وتطبيقه؟
الحكم على طالبان: متشددة أم وسطية؟
استنادًا إلى مقاصد الشريعة الإسلامية، يمكن الحكم على سياسات طالبان بأنها:
✅ صحيحة في تمسكها بتطبيق الإسلام كمبدأ.
❌ لكنها خاطئة في تفسيراتها المتشددة التي تتعارض مع الرحمة والتيسير.
❌ وهي تتجاهل التطورات الاجتماعية والاقتصادية الحديثة.
الإسلام ليس في صراع مع الحداثة، ولكن التشدد في التفسير يؤدي إلى تشويه صورته عالميًا.
ما الحل؟ كيف نصل إلى الإسلام الصحيح؟
إعادة دراسة الشريعة من منظور مقاصدي يراعي التغيرات الحديثة.
تعزيز التعليم الإسلامي في المدارس والجامعات.
تصحيح صورة الإسلام عالميًا عبر العلماء المعتدلين.
مكافحة التطرف الديني والتشدد الفكري.
أين نجد الإسلام الحقيقي؟
الإسلام دين رحمة وعدل، وليس دين قهر وتشدد. الفارق بين الإسلام كما جاء به النبي ﷺ وبين التطبيق الذي تتبناه بعض الجماعات كبير.
طالبان ليست المقياس الوحيد لفهم الشريعة، ولا الدول العربية تمثل الإسلام النموذجي، لذا يبقى التحدي في تحقيق التوازن بين الدين ومتطلبات العصر دون إفراط أو تفريط.
والسؤال لك عزيزي القارئ: برأيك، هل هناك دولة في العالم تطبق الإسلام كما يجب؟