
قال الدكتور محمود زايد، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الأزهر، إن القضية الفلسطينية تظل تمثل التحدي الأكبر والمستمر لشعوب المنطقة العربية، دونما بقية قضايا الأعراق الأخرى في العالم، مرجعا ذلك إلى كون المحتل الصهيوني غريبا عن طبيعة أهل الأرض الأصليين في كل شئ.
وأضاف زايد، خلال محاضرة ألقاها بصالون فضاءات أم الدنيا الثقافي الرمضاني، مساء السبت، أن مشهدا له وجهين تكرر على مدار تاريخ المقاومة الفلسطينية، وهو وقوعها أسيرة تقديرات حركاتها أو حسابات جيرانها، فالثورة الفلسطينية وسلاحها في المقاطعة واجهت تواطؤ بعض العرب قبل نحو قرن ممن وعدوها بتحقيق مطالبها ثم تخلوا عنها،
ثم واجهت الشقاق والخلاف الداخلي بين فصائلها ذاتها، لكن يظل الرفض والممانعة في العقل الجمعي العربي، والمصري بالأخص، لمحاولات فرض الاحتلال الأمر الواقع على فلسطين، وتظل مشاريع التطبيع الحامية لحدود غير معلومة لهذا الكيان أضعف وأكثر هشاشة أمام كل طوفان فلسطيني متكرر.
ونوه زايد، إلى أن محاولات شغل الغرب الدول العربية الفاعلة في دعم الحق الفلسطيني بقضاياها الذاتية متعددة، كأن تتخلص من أنظمة وجيوش بعضها، أو تضعف البعض الآخر اقتصاديا، أو تخلق نزاعات معه وقلاقل حول حدوده أو داخلها، ومن هنا يمكن قراءة اختلاف مستوى هذا التأثير على مصر التي تملك جيشا قويا وشعبا قادرا على المواجهة والتحدي دائما، مشيرا إلى تقديرات زمنية لحل القضية الفلسطينية قد تستغرق عقدين على الأقل.
واعتبر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أن امتلاك العرب لمشروع ثقافي حقيقي تمثل الدراسات التاريخية جزءا كبيرا وهاما منه، يجعل من الممكن تحويله إلى أثر واقعي في بقاء القضية الفلسطينية مصانة بحقوق شعبها كافة في البقاء والرد على منظري المشروع الصهيوني الذين بدأوا حلم الدولة لإسرائيل، داعيا لاتخاذ الحذر من أي تمدد لهذا الكيان الذي تنطق خرائط أحلامه بمشاريع متناقضة مع رسائله المكذوبة عن السلام والأمن والاستقرار له وجيرانه العرب.