محمود سامي البارودي.. “رب السيف والقلم” ورئيس الوزراء الثائر
(محمود سامي حسن حسين عبد الله البارودي)
(محمود سامي: اسم مُرَكَّب)
– الميلاد: 6 أكتوبر 1839م، (محافظة البحيرة)،
– الوفاة: 12 ديسمبر 1904م، القاهرة:
– اختلف المؤرخون في مكان مولده، فبعض المصادر تؤكد أنه من مواليد مدينة “إيتاي البارود” بالبحيرة، حيث كانت تقيم عائلته، لكن مصادر أخرى تقول إنه مواليد مدينة “دمنهور”، بينما يؤكد فريق ثالث أنه مواليد منطقة “باب الخَلق” بالقاهرة.
والفريق الرابع يؤكد أنه مواليد السودان (وهذا هو الأرجح) لأن والده كان ضابطا في الجيش المصري برتبة لواء، وعُيّنَ مديرًا لمدينتَيْ: بربر ودنقلة في السودان، ومات الأب في السودان، وكان محمود سامي حينئذ في السابعة من عمره.
ولكن جميع المصادر أكدت أن جذوره شركسية، غير مصرية.
من أسرة ثرية ورائدة، لها صلة بأمور الحُكم،
رئيس وزراء مصر
– تلقّى البارودي دروسه الأولى فتعلّمَ القراءة والكتابة، وحفظَ القرآن الكريم، وواصل دراسته حتى التحق بالحربية مثل والده.
– التحق بالسلك العسكري، وتدرّج في المناصب، حتى وصل للقمة وأصبح رئيسل لوزراء مصر
– كان البارودي عاشقا للقراءة، مثقفا كبيرا،
ربُّ السيفِ والقلم
غاص في كتب التراث العربي، ولا سيّما الأدبي؛ فقرأ دواوين الشعراء، وحفظَ شعرهم، وهو في مقتبل عمره.
– أُعجبَ بالشعراء المُجددين مثل: أبي تمام، والبحتري، والشريف الرضي، والمتنبي، وغيرهم،
بالإضافة لإتقانه للغة العربية؛ أجاد اللغتين: التركية والفارسية، وله أعمال شعرية ونثرية بهما
– البارودي هو رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث، وهو أحد زعماء الثورة العرابية.
الوزير الثائر
– تولّى وزارة الحربية، ثم رئاسة الوزراء باختيار الثوار لهُ، ولُـقِّـبَ برب السيف والقلم.
– كان مقرّبا من الخديوي إسماعيل، وترقّى في مناصب الجيش، حتى أميرالاي (عميد)، وكان الخديوي إسماعيل يرسله في بعثات علمية عسكرية لفرنسا وإنجلترا، للاطلاع على التقدم الحربي في مجال التسليح العسكري وخططه.
– اشترك مع الجيش المصري في حرب كريت، سنة 1866م، بناء على طلب السلطان العثماني، وأنعمَ عليه السلطان بالوسام العثماني
– اشترك في الحرب بين تركيا وروسيا، عام 1877م، ونظرا لشجاعته، حصل على رتبة لواء، والوسام المجيدي
– أصبح مديرا للشرقية (محافظ) في 1879م
– مديرا للقاهرة (محافظ) في 1880م
أصبح ناظرا (وزير) للمعارف والأوقاف في نظارة (رئاسة وزراء) شريف باشا الثانية (5 يوليو 1879م – 18 أغسطس 1879م)َ
ناظرا للأوقاف في عهد نظارة محمد توفيق الثانية (18 أغسطس 1879م – 21 سبتمبر 1879م)
وزيرا للأوقاف في نظارة رياض باشا (21 سبتمبر 1879م – 10 سبتمبر 1881م)
وزيرا للحربية (14 سبتمبر 1881م – 2 فبراير 1882م)، في الوزارة التي شكّلها شريف باشا عقب الثورة العرابية خلفًا لعثمان رفقي باشا، إلى جانب وزارته للأوقاف، بعد مطالبة حركة الجيش الوطنية بقيادة عرابي بعزل رفقي، وبدأ البارودي في إصلاح القوانين العسكرية مع زيادة رواتب الضباط والجُند، لكنه لم يستمر في المنصب طويلاً، فخرج من الوزارة بعد تقديم استقالته في 22 أغسطس 1881م؛ نظرًا لسوء العلاقة بينه وبين رياض باشا رئيس الوزراء، الذي دسَّ له عند الخديوي.
– أصبح رئيسا للوزراء ووزيرا للداخلية (4 فبراير 1882م – 17 يونيو 1882م) وهي أول وزارة في تاريخ مصر لا يُعيّنها الخديوي، بل انتخبها مجلس النواب، وسُمّيت (وزارة الثورة) و(الوزارة الوطنية)، ولذا لم تستمر إلا بضعة شهور
رائد الشعر العربي الحديث
– يُعتَبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلًا ومضمونًا.
البارودي وعرابي
– بعض المصادر البريطانية التي قرأتُها أثناء بحثي في تاريخ أحمد عرابي؛ تقول: (إن البارودي كان يكره عرابي ويغار منه)، وهذا ما يردده بعض الأكاديميين المصريين للآن..
والحقيقة غير ذلك، بل على النقيض، فقد كان “البارودي” من أشدّ المخلصين لعرابي والمؤيدين له، وقـدَّمَ “محمود سامي الباروري” رئيس وزراء مصر استقالته احتجاجًا على قبول الخديوي توفيق مطالب إنجلترا وفرنسا بإبعاد أحمد عرابي قائد الثورة العرابية عن مصر، وتركَ وظيفته، وظلَّ متواصلا معه للنهاية.
يقول البارودي:
كلُّ حيٍّ سيموتُ
لَيْسَ في الدُّنيا ثُبُوتُ/
حَرَكَاتٌ سَوْفَ تَفْنَى
ثُمَّ يَتْلُوها خُفُوتُ/
وكَلامٌ لَيْسَ يَحْلُو
بَعْدَهُ إِلاَّ السُّكُوتُ/
أيُّها السادِرُ قُلْ لي
أَيْنَ ذاكَ الجَبَرُوتُ؟/
كُنتَ مطبوعًا على النُطْــقِ، فَمَا هَذَا الصُّمُوتُ؟/
ليت شِعرى، أَهُمودٌ ما أراهُ، أَم قنوتُ؟/
أَيْنَ أَمْلاكٌ لَهُمْ في كُلِّ أُفْقٍ مَلَكُوتُ/
زالَت التيجانُ عنهم
وخَلَتْ تلْكَ التُّخُوتُ/
أَصْبَحَتْ أَوْطَانُهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهْيَ خُبُوتُ/
لا سَمِيعٌ يَفْقَهُ الْقَوْلَ، ولا حَيٌّ يَصُوتُ/
عمرَت منهُم قبورٌ
وخلَت منهم بيوتُ/
لم تَذُدْ عَنْهُمْ نُحُوسَ الدَّهْرِ إِذْ حانَتْ بُخُوتُ/
خَمَدَتْ تِلْكَ الْمَسَاعِي
وانْقَضَتْ تلكَ النُّعُوتُ/
إِنَّما الدُّنْيا خَيَالٌ
باطِلٌ سَوْفَ يَفُوتُ/
ليسَ للإنسانِ فيها
غيرَ تقوَى اللهِ قوتُ/
…………….
يسري الخطيب