مخاوف إيرانية من تداعيات مقتل نصر الله .. تشديد الإجراءات لحماية خامنئي
أثار الإعلان عن مقتل حسن نصرالله يوم السبت 28 سبتمبر، وتقييم أسبابه وتداعياته المباشرة، موجة من التحليلات والتعليقات الإعلامية في اليوم نفسه.
في إحدى أوائل ردود الأفعال، أفادت مصادر إعلامية بأن مسئولين إقليميين أُبلغا من قبل طهران، قالا إن علي خامنئي، زعيم النظام الإيراني، قد نُقل إلى مكان آمن داخل البلاد تحت إجراءات أمنية مشددة.
وذكرت المصادر أن إيران في تواصل دائم مع حزب الله اللبناني والفصائل الأخرى التابعة لها في المنطقة لتحديد الخطوة التالية.
وفي تحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز، جاء فيه: “إن مقتل حسن نصرالله، زعيم حزب الله، في غارة جوية، قد أضعف بشكل كبير الردع الرئيسية للنظام الإيراني ضد إسرائيل.
فقد سعى النظام الإيراني منذ فترة طويلة لاستخدام وكلائه المدعومين في المنطقة كخط أمامي في حربه الطويلة مع إسرائيل.
وقال الخبراء إن حزب الله، بصفته أهم الرصيد العسكري لهذا النظام، إذا تم القضاء عليه، فقد لا يكون هناك خيار أمامه سوى الرد مشيرين إن القرارات التي يتخذها النظام الإيراني سيكون لها تأثير كبير على المرحلة التالية من هذا الصراع المتصاعد الذي يهدد المنطقة الآن”.
وكتبت وول ستريت جورنال: “يعد مقتل نصرالله ضربة هائلة ليس فقط للجماعة التي يقودها، بل أيضًا لداعمها الرئيسي، النظام الإيراني، والشبكة الواسعة من الميليشيات الموالية له التي أنشأتها طهران في جميع أنحاء الشرق الأوسط لمواجهة إسرائيل.”
أشارت وول ستريت جورنال قبل مقتل حسن نصرالله إلى الوضع الحرج الذي يمر به حزب الله تحت قيادته، حيث كتبت: “وفقًا لمن هم على دراية بالمشاورات الداخلية لحزب الله، هناك خلاف بين كوادر الحزب حول كيفية الرد على سلسلة الهجمات المدمرة التي تعرضت لها هذه الجماعة المسلحة اللبنانية. وبينما لا توجد خيارات جيدة، يواجه الحزب أحد أهم القرارات المصيرية في تاريخه الذي يمتد لأربعة عقود.
يرى بعض أعضاء حزب الله أن الجماعة كانت متحفظة للغاية في تصعيد النزاع. ويجادلون بأن حزب الله يجب أن يرد ويستغل غضب الأعضاء والشعب اللبناني [بسبب انفجارات البيجرات…] كما أعرب أعضاء حزب الله، في محادثات مع مسؤولين في حرس النظام الإيراني، عن غضبهم من عدم تدخل طهران لدعم حليفها اللبناني.”
بدورها أشارت واشنطن فري بيكون في عددها الصادر في 28 سبتمبر إلى ردود فعل الشعب السوري، ونشرت مقطع فيديو يُظهر لاجئين سوريين في إدلب شمال غرب سوريا. وكتبت: “بعد مقتل حسن نصرالله، زعيم حزب الله اللبناني، احتفل السوريون المعارضون لنظام الأسد في منطقة إدلب بالنزول إلى الشوارع وتوزيع الحلوى.
وتأتي هه الاحتفالات باعتبار أن حزب الله المدعوم من النظام الإيراني مسئول عن تأجيج الحروب الأهلية الوحشية في سوريا ودعم بشار الأسد. حسن نصرالله كان مكروهًا بشدة من قبل السوريين المعارضين للأسد، ومقتله دفع أعدادًا كبيرة من السوريين للاحتفال في الشوارع.”
استهداف حسن نصرالله أثار ردود فعل من وسائل الإعلام الحكومية. حيث اعتبر يد الله إسلامي، الأمين العام لمجمع نواب البرلمان الإيراني السابقين، في مقال نشرته صحيفة ستاره صبح (28 سبتمبر)، أن هذا الحدث يعد فرصة للتحذير من المتسللين،
وكتب: “تحدثنا كثيرًا عن الاختراقات الأمنية والتخريبية التي نفذتها إسرائيل في إيران، لكن ذلك لم يثر الاهتمام الكافي. المتسللون يطلقون شعارات حادة ويمتدحون الحكام بطريقة تفوق الجميع. ربما يغلقون الياقات ولديهم جباه تحمل علامات الصلاة! إذا لم يتم القضاء على هذا الاختراق المدمر، فسيؤدي إلى مزيد من الدمار والقتل والاغتيالات. ليت القائمين على إدارة البلاد يعيدون قراءة تصريحات يونسي، وزير مخابرات محمد خاتمي، وليتهم يأخذون كل التحذيرات على محمل الجد.”