مختار البرعى يكتب: سماسرة وأراجوزات ومستمعون ساذجون
سماسرة القراء غاضبون حائرون يتساءلون ويتوعدون؛ خوفًا على السبوبة العظمى والمصلحة الكبرى التي يقتاتون من ورائها ويعيشون في كنفها ويأكلون من ثمارها، ولا يريدون لها أن تتراجع؛ حتى لا تهتز مراكزهم المالية المتضخمة!
السمسار والقارئ..
متلازمة وثنائية ودويتو، لا يستغنى أحدهما عن الآخر؛ فالأول هو الذي يتفق على الأجر الكبير للثاني الذي يقرأ ويستلم هذا الأجر؛ ليتقاسمه بعد دقائق مع السمسار «فيفتي فيفتي» -بصوت أحمد زكي في «البيه البواب»- وإن لم يفعل فلن يدخل مولانا دائرة السمسار ومنطقة سيطرته تارة أخرى.
ترويج القارئ
السمسار لا يكتفي بهذه المهمة وحدها، ولكن تسبقها مهمة أخرى تتمثل في ترويج القارئ وتسويقه حتى لو كان ضعيفًا رديئًا ولا يكاد يُبين؛ باعتباره «حتة شغل والفرخة التي تبيض له ذهبًا ومالاً ومولات تجارية، ولا بد أن يستفيد منها أعظم استفادة»، ولا مانع عنده من أن يصفه عبر الفضاء الإلكتروني بـ«القارئ المعجزة والأسطوري والخرافي والتنيني»؛ لأن المصلحة بتحكم.
مستمع لا يفقه ولا يعي ولا يستوعب
أما الضلع الثالث في هذه العملية التخريبية، فتتمثل في مستمع لا يفقه ولا يعي ولا يستوعب، ويتوهم أن التجعير والصريخ والصوت الحياني والتمايل يمينًا ويسارًا وصعودًا وهبوطًا –كما الأراجوز- من مقومات القراءة الصحيحة.
أيّها الأراجوزات.. أيُّها السماسرة.. أَيها المستمعون السُّذج.. أينما كنتم، إن صراخكم يُطربني، وبذاءاتكم لا تزعجني كما تتوهمون؛
كما إنني لست متحاملاً عليكم ولا مدفوعًا لتجريحكم، حاشا لله، ولكن أحيلكم جميعًا إلى شهادة نقيب مُحفظي وقراء القرآن الكريم الشيخ محمد حشاد .. فماذا قال إذن الشيخ «حشاد»؟
السماسرة بين القراء وأصحاب المآتم
نقيب القراء قال: «المبالغة في أجر قارئ القرآن الكريم تُفقده معناه.. سبب المبالغة هو وجود سماسرة بين القراء وأصحاب المآتم..
السماسرة يكونون من أصحاب الفراشة ومقدمي العزاءات ويحصلون على أشياء نأبى أن نتحدث فيها..
الموضوع أصبح بيزنس، والبيزنس مفتوح؛ وكلما ارتفع الأجر المتفق عليه، تزيد نسبة السمسار»!!
الأشياء التي يخجل «حشاد» من التصريح بها تبدأ من عزومة فاخرة للسمسار في أفخم المطاعم ولا تنتهي بالهدايا العينية،
فضلاً عن نسبة تتراوح من 40-50% من أجر مولاهم.. إن صحَّ التعبير،
وهو ما يعني أن العشرين أو الثلاثين ألفًا التي يستلمها القارئ لا يحصل عليها كاملة،
بل يحصل على نصفها والنصف الثاني يذهب إلى معالي السمسار، مدعومة بعزومة أسطورية + هدية فاخرة!
ضد المبالغة وضد القراءة الخاطئة
«حشاد» لم يكتفِ بذلك بل قال ما نقوله من سنين: «لستُ ضد الحصول على أجر، ولكن ضد المبالغة وضد القراءة الخاطئة»!!
يا للهول.. نعم قراءة خاطئة حضرتك؛ حيث استطرد النقيب: هناك مشايخ يقرأون القرآن بطريقة خاطئة ويتطاولون عليه..
والنقابة أبلغت النيابة العامة ضد قراء يتطاولون على كتاب الله ويقرأونه على غير وجهه الصحيح من ضوابط وأحكام.. وهناك قضايا منظورة أمام النائب العام.
«حشاد» لم يكتفِ بتحميل ثنائية السمسار والقارئ المسؤولية؛ بل أضاف إليهما عنصر: «المستمع»
الذي يهتف ويتصايح مع هذه القراءات المغلوطة وغير الدقيقة عن جهل وعدم وعي، بل ويندفع مدافعًا عن قارئ ضعيف مُدَّعٍ مُتداعٍ
انتهت شهادة الشيخ «حشاد»..
أما أنتم أيها الأراجوزات وأشياعكم.. فادخلوا مساكنكم، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، ولا نسمع لكم بعد اليوم همسًا