مقالات

مختار محمود البرعي يكتب: يا «أزهريُّ».. أعرضْ عن هذا!

يا دكتور أسامة الأزهري.. أعرض عن هذا واستغفر لذنبك. ما جُعلت بيوت الله لهذا الهزل والهراء!! لماذا تسارع الزمن لنزع قدسيتها على هذا النحو المريب؟ اطمأن المصريون وفرحوا عند استوزارك؛ ورأوا فيك خيرَ خلف لأسوأ سلف.

استحسن الناس ودَّك ومودتك وبيانك وتبيانك، وأجمعوا على جدارتك بهذه المهمة الثقيلة.

استشعروا من الوهلة الأولى أنك «إنسان طيب» في زمن عزَّت فيه الإنسانية وغابت فيه الطيبة.

بدا أنك تسعى إلى تصويب خطايا الوزير المعزول، فأنصفت بعض مظلوميه، وأحسنت إلى عددٍ من مُهمشيه. ظهرت شهمًا ومهذبًا في عديد من المواقف والتصريحات المتعاقبة.

بدا أنك صادق ولست متكلفًا. توقيرك لمقام وشخص شيخ الأزهر الشريف رفع من أسهمك أيضًا؛ لا سيما أن سابقك كان يتباهى بالإساءة إليه ظاهرًا وباطنًا، ويُحرِّض عليه بعض مستخدميه وصبيانه من وراء ستار.

وشخصيًا.. أحمل لكم تقديرًا من نوع خاص؛ لأنك تصديت وحدَك للرد على تخرصات إسلام بحيري يومًا ما، وأفحمته بعلمك وإلمامك وحفظك ورجاحة عقلك، وأظهرت عواره الفاضح وقصوره الواضح.

وإبان الإعلان عن مؤسسة «تكوين» البائسة -ولم يكن قد تم استوزارك بعد- طلبت بكل شجاعة مناظرة أعضائها فرادى أو جماعات، ولكنهم فروا منك وهربوا وتواروا خلف الأستار وفي الأنفاق.

ورغم هذه المواقف النبيلة والكريمة يا معالي الوزير.. فإنك غضضتَ الطرف عن الفوضى التي عمَّت المساجد وباركتها، تزامنًا مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بل إنك كنت شريكًا فيها! تداول الفضاء الإلكتروني تسجيلاً مصورًا يظهرك حضورك حفلاً صاخبًا داخل أحد المساجد «الخاصة» بمدينة 6 أكتوبر! لم يكن المشهد مقبولاً ولا مستساغًا على أية حال.

كان مشهدًا صادمًا استنزف من رصيدك «المحدود». أشفقتُ -والله- عليك من تعليقات الغاضبين على منصات السوشيال ميديا.

نعلم يا معالي الوزير خلفيتك وقناعاتك الصوفية، وأنت حُرٌّ فيها، حتى إنك فور استوزارك أعلنت التعاون مع الطرق الصوفية ونقابة الأشراف، ولكن لتحتفظ بقناعاتك لنفسك ما دمت وزيرًا، ولا تسعَ إلى فرضها علينا.

احفظ يا دكتور أسامة -بحُكم منصبك- المساجد من الفوضى والعبث والصخب «الصوفي» المبتذل الذي لا يتفق مع الروح الصوفية الصادقة والمنهج الصوفي النبيل. كنا نطمع -يا معالي الوزير- أن تُحرر بيوت الله من الأسْر الذي دام 11 عامًا، وتعيدها إلى سيرتها الأولى مناراتِ للدعوة إلى سبيل الله بالحُسنى وبما أنزل اللهُ، وأمر نبيُّه الكريم، ولكنك فعلت –بكامل إرادتك- ما هو أسوأ وأضل سبيلاً.

غلقُ المساجد أولى من تحويلها إلى مسارح وقاعات راقصة ومنتديات صاخبة! هذا لا يليق يا دكتور، وسوف يفتح أبوابًا للفتنة، ما أغناك وأغنانا عنها. أعرضْ عن هذا يا معالي الوزير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى