مختار محمود يكتب: في قلوبهم مرض
حسدًا من عند أنفسهم الآسنة، يخطُّ الذين في قلوبهم مرض منشورات تفيض غلاً وحقدًا ضد الطبقة الأكثر تميزًا من قراء القرآن الكريم في هذا الزمان، ويغمزونهم ويلمزونهم بمنكر القول والوصف.
وتتضاعف هذه المنشورات كلما قرأ أحد هؤلاء القراء الأكارم فجرًا أو جمعة، وأشاد به الخواص والعوام على السواء.
حدث هذا عندما قرأ الشيخ ياسر الشرقاوي قبل أسابيع في الأزهر الشريف، وتكرر أمس عندما قرأ الشيخ محمود الطوخي في الجامع العتيق، وحدث من قبل إبان الظهور المحدود للقارئ أحمد الزارع، ويحدث أيضًا كلما قرأ القارئ أحمد نعينع.. وغيرهم من السادة الأفاضل الذين يوقرون كتاب الله ويتلونه حق تلاوته!
هذه عناصر مدفوعة غالبًا من بعض القراء الذين يريدون أن تخلو الساحة لضعفهم الظاهر والباطن، ويفرغ المشهد لأصواتهم الرديئة، فيلجأون إلى مثل هذه الحيل الرديئة التي تتعفف عنها الراقصات والغواني!
هذه الفئة الضالة من القراء ظلت تراهن على فساد الذائقة المصرية وتوهانها في غياهب الجُب، قبل أن تفزع على وقع الصدمة؛ كلما ظهر أحد القراء النابهين، فيلتف حوله الناس، ويشيد به أهل العلم والاختصاص، وهي الحالة التي لا يصادفها هؤلاء أبدًا عندما يقرؤون بحناجرهم الشائهة وحضورهم الباهت!
والدليل على ما سلف هو أن مَن يكتبون منشورات الكراهية ضد السادة القراء الذين جمعوا بين الحفظ والإجادة والإتقان، هم أنفسهم من يسارعون بالاحتفاء بقراء الضعف والهوان وقلة الحيلة.. “شغل كلّافين”!!
ثم إن التاريخ وحده قادر على الغربلة والانتقاء والتطهير؛ حيث لا يبقى في الأخير إلا مَن يستحق البقاء، والعاقل من اتعظ بغيره؛ فهناك قراء رحلوا قبل ستين وسبعين عامًا ولا يزالون محتفظين بالصدارة حتى الآن..
أمَّا أولئك الذين قفزوا إلى المشهد على حين غفلة، ويبغون احتكاره والاستئثار به لأنفسهم بألاعيب رخيصة، فهم أشبه بنبات يهيج ثم تراه مصفرًا، ثم يكون حطامًا، ثم أثرًا بعد عين..
دعوهم وتجاهلوهم وغضوا الطرف عنهم ولا تنشغلوا بالرد على سخافاتهم؛ فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله.