مقالات

مختار محمود يكتب: ماذا بعد إلغاء الإعلانات بـ«القرآن الكريم»؟!

هل يطرق رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجديد وهو ساخن، رغم هذا الطقس البارد؟

لقد فعل ما لم يفعله سابقوه بوقف إعلانات إذاعة القرآن الكريم، والتي كان من المقرر مضاعفتها خلال شهر رمضان المقبل.. «نشرنا التفاصيل والأرقام في مقالات سابقة».

رئيس الهيئة السابق ورئيس الإذاعة الحالي ومسؤولون سابقون بالشبكة ظلوا حتى اللحظة الأخيرة في خندق الدفاع عن هذه الإعلانات؛ باعتبارها من لزوم ما يلزم، وكانوا يتوعدوننا بزيادتها!

لا يزال مستمعو «القرآن الكريم» يطمحون في أبعد من ذلك؛ أملاً في أن تعود الشبكة إلى سيرتها الأولى التي كانت عليها، وتصبح -كما كانت- منارة للوعي والتربية والتقويم والتثقيف وإثراء المعرفة.

يتطلع المستمعون إلى إلغاء برنامج الوزير المعزول أمس قبل اليوم، ولعلها سابقة غير معهودة في تاريخ الإعلام المصري أن يتحول مثل هذا الطلب إلى تريند في منصات الفضاء الإلكتروني.

يأمل المستمعون أيضًا أن تتم صياغة خريطة إذاعة القرآن الكريم بما يتناسب مع تاريخها العريق وريادتها الحقيقية في العالم الإسلامي؛ بحيث يتم تنقيتها من البرامج الضعيفة والساقطة والمتهافتة.. ونسبتها ليست قليلة على أية حال.

يحلم المستمعون بأن يتم إبعاد المذيعين غير المؤهلين عن أثير إذاعة القرآن الكريم: علميًا وصوتًا وأداءً، وإبعادهم إلى محطات تناسب إمكاناتهم الضئيلة، حتى لو تطلب الأمر الاستعانة بالكوادر الإعلامية السابقة من أصحاب الفضل والعلم، ولعلهم لن يمانعوا أبدًا.

يطمح المستمعون إلى زيادة المساحة المخصصة للتلاوات القرآنية المجودة، وسوف يتطلب ذلك التنقيب في تراث أكابر مؤسسي دولة التلاوة المصرية في عصرها الذهبي.

 تجفيف برامج الرغي والأحاديث الموضوعة والإسرائيليات التي تقدم صورة مشوهة عن الإسلام، ومن ثم تجنيب الشبكة الدعاة والمتحدثين من ذوي المستوى المتردي، والتمكين للعلماء الحقيقيين وما أكثرهم!

ومن نافلة القول التأكيد على أن أقدم إذاعة دينية على مستوى العالم الإسلامي لن تحقق  طفرة في مستواها ومحتواها دون أن يكون على قمتها إداري متجدد ومبتكر، وليس مجرد موظف يؤمر فيُطاع؛ حتى يضمن البقاء في منصبه، والتجديد له عامًا بعد عام، أو تصعيده في “الأسانسير” الوظيفي!

أحلام كثيرة جدًا ومشروعة جدًا تراود مستمعي إذاعة القرآن الكريم..فهل تجد آذانًا صاغية هذه المرة؟

مختار محمود البرعي

كاتب صحفي وباحث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى