يستكشف الكاتب المصري طارق طه عالم خدمات التوصيل المزدحم في القاهرة ليرسم صورة عن سكان القاهرة في عشرينيات القرن الحادي والعشرين.
في بداية هذا المجلد الذي يبلغ عدد صفحاته 279 صفحة، يعلن المؤلف أنه خيال – ولكن عندما يقرأ المرء القصص العشر المتشابكة حول تسليم معين، فمن الصعب معرفة أين ينتهي الخيال وأين يبدأ الواقع.
يتناول كتاب طارق طه “طلبات: حواديت الدليفري” (كتبنا، 2025) عالم خدمات التوصيل في مصر.
البطل الرئيسي في كل قصة هو عامل توصيل، باستثناء قصة واحدة حيث تكون عاملة التوصيل. يتيح منعطف غريب في كل قصة لطه، أو لأبطاله، التأمل في الحياة في القاهرة في عشرينيات القرن الحادي والعشرين.
تدور القصص في الأساس حول مجتمع متزايد الطبقية حيث المال، على الرغم من أهميته البالغة لهذا التقسيم، ليس هو العامل الوحيد.
في عدة أماكن من كتاب طه، يندهش عمال التوصيل من الثروة الهائلة التي يمتلكها بعض الناس، مقارنة بحياة النضال والصعوبات التي يعيشها عمال التوصيل.
يروي الكتاب أيضًا قصصًا لكبار السن الذين يشعرون بأنهم مُهمَلون، لا يملكون سوى ذكريات الماضي. وتروي قصص أخرى عائلات انفصلت عنهم دون وعي، وطرقًا جديدة لكسب المال في مصر، وجرائم مالية.
يقدم طه للقراء سردًا لحياة هؤلاء الموصِّلين. يروي كلٌّ منهم القصة بضمير المتكلم. وبينما يبدأ السرد بقصة الموصِّل نفسه، ينتهي بسرد تجربة غريبة يمر بها. أحدهم يصل إلى مسرح جريمة، وآخر يصل للقاء حب حياته.
يصادف بعض سعاة التوصيل طفلاً سيئ الأخلاق يخطف أكياس الشطائر ويبدأ بتناولها قبل أن تطلب والدته تغيير الطلب من برجر لحم بقري إلى برجر دجاج. ويحتجز ساعي توصيل آخر امرأةً تحتجزه في مكان مغلق لإجباره على تركيب الأثاث المرن الذي طلبته. ويصادف ساعي توصيل ثالث رجلاً يعيش في قصر يضرب زوجته بتهمة التوفير بعد أن طلبت أربع بيتزا.
يجعل نثر طه السلس والمتدفق كل قصة تبدو وكأنها منشور طويل على الفيسبوك يعكس كيف أصبحت الحياة بالنسبة للفقراء المتفائلين والأغنياء والأغنياء القذرين.