نتنياهو يسرب اسرار اسرائيل
الأمة : لا تزال أصداء فضيحة تسريب وتزييف وثائق سرية من ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تلقي بظلالها على المشهد الداخلي للكيان، حيث يرى مراقبون أنها تعكس صراعا بين المؤسسة العسكرية والمستوى السياسي.
الخبير في الشأن “الإسرائيلي” مأمون أبو عامر وصف التسريبات بأنها من “أكبر الفضائح التي شهدتها إسرائيل”، موضحا أن “الخطورة تكمن في كشف اوراق مهمة للاستخبارات من أجل تهيئة المشهد لتحقيق أهداف سياسية لصالح حكومة نتنياهو .
الذي قام بتسريبها للصحافة الاجنبية وهذه الصحافة الأجنبية التي نشرت الأخبار اعتمد نتنياهو عليها بأن هنالك خطة لحركه حماس للاستفاده من مظاهرات ذوي الأسرى.
وبالتالي هو يريد ان يحاصر عائلات الأسرى ويتهمهم بأنهم يخدمون حركة حماس وحقق جزئيا نجاحا في هذا الأمر”.
الوجه الآخر أيضا، كان تبرير عمليات السيطرة على محور فيلاديلفيا وبالتالي بأن الشهيد السنوار يريد “تهريب الأسرى عبر مصر، ثم ايران، وبالتالي اتضح أنه يضحي بمواطنين إسرائيليين من أجل مكاسب سياسية”.
وعن إمكانية تملص نتنياهو من الاتهامات الموجهة له بخصوص التسريبات، أوضح أبو عامر أن “نتنياهو عليه أربع ملفات سابقة حتى ولم يستطع أحد إدانته في أي من هذه الملفات وهو يناور، وسبق أن قام بتسريب بيانات ونجح في التهرب منها”.
وأضاف بأنه من “الواضح تماما أن نتنياهو عندما يقدم على مثل هذه الأعمال يقوم ضمن خطه باستشارة خبراء قانونيين كيف يمكنه ان يتهرب من المسؤولية دون أن تكون هناك أدلة قاطعة تثبت تورطه، وسيكون هناك أشخاص سربوا البيانات ككبش فداء “.
ولم يستبعد أبو عامر أن “تؤثر التسريبات على وجهة نتنياهو السياسية لدى قطاعات من الجمهور خاصة من يصنفهم بأنهم من الوسط وليسوا من اليمين وربما يكون هناك تأثير في بعض اليمين (العقلاني) لكنها ستكون نسبه محدودة لا تتجاوز من 3% الى 4% من وسط اليمين”.
بدوره يرى الخبير في الشأن “الإسرائيلي” عصمت منصور أن “التسريبات وتضليل الرأي العام سيكون لها تبعات على المستوى المهني والقانوني وعلى مستوى الثقة في أداء الحكومة وائتمانها على هذا الملف”.
وأكد أن “هذا أيضا سيعزز الشرخ الموجود أصلا في المستوى الأمني والسياسي وأهالي الأسرى وبين الرأي العام وبين الحكومة ورئيسها”.
وأشار إلى أن “نتنياهو سيحاول احتواءها وإلقاء اللوم على الآخرين والتضحية بمساعده والقائمين عليها والتنصل منها”.
ولفت منصور إلى أن “أهالي الأسرى شاركوا بالأمس بجلسة المحكمة باعتبارها تخصهم شخصيا، وهم لا يثقون في نتنياهو ويتهمونه دائماً بأنه يعطل ويتعمد إضاعة أي فرصة لتحرير الأسرى”.
ويعتقد بأن “العلاقة بينهم وبين نتنياهو وحكومته سوف تزداد توتراً وقد نشهد تصعيدا في خطواتهم وحراكهم على الأرض في الأيام المقبلة”.
وبحسب التحقيقات التي نشرتها ” القناة 12 الإسرائيلية”، قام المتهمون بتسريب وثائق بشكل انتقائي حصل عليها جيش الاحتلال من غزة، مع تحريف محتواها من خلال الادعاء بأنها تعود للشهيد السنوار.
وتزامن نشر هذه التسريبات مع تصريحات نتنياهو التي تدعي أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تريد صفقة تبادل وتسعى لتهريب الأسرى عبر محور فيلادلفيا.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلًا عن مسؤول أمني إسرائيلي، وجود مجموعة كاملة في مكتب نتنياهو تعمل في الخفاء وتقوم بتجنيد عملاء داخل الجيش وتزوير وثائق ونشر أخبار مضللة، بهدف إحباط صفقة التبادل كلما زادت الضغوط على نتنياهو من عائلات الأسرى لإبرامها.