الأحد يوليو 7, 2024
انفرادات وترجمات

مراكز الاستشراق في أوروبا: مراكز لضرب الهوية الإسلامية

مشاركة:

توجهت أنظار الغرب إلى الشرق، مع بدء الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، وما تبعها من محاولات التعرف على الثقافات المصرية والعربية، ومحاولات تطويعها لبدء حقبة الاستعمار الغربي الأوروبي للدول العربية.

كان من أوائل مراكز الاستشراق في أوروبا وأكثرها نشاطًا، مركز الاستشراق في باريت، حيث أنشأ نابليون بونابرت كرسي الاستشراق في جامعة باريس عام 1813. وبعد التوجه الفرنسي للشرق، اشتعلت المنافسة من قبل المملكة البريطانية، التي لحقت بالركب بإنشاء مركز الاستشراق في لندن، الذي لعب دورًا بارزًا في دراسة الشرق وثقافاته، وأنشأ كرسي الاستشراق في جامعة أكسفورد عام 1833. تبع ذلك أنشأ مركز الاستشراق في برلين في 1844، ومركز الاستشراق في بطرسبورغ في روسيا بعد ذلك بنحو عشرة أعوام.

هذه المراكز لعبت دورًا بارزًا في دراسة الشرق وثقافاته، وأنشأت أقسامًا للاستشراق في الجامعات الأوروبية الرئيسية، وأنتجت العديد من الدراسات والأبحاث في مجال الاستشراق.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتحول مركز الثقل وقيادة العالم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، اتجه الاستشراق والمستشرقون نحو أمريكا، وأنشئت مراكز أبحاث ودراسات جديدة هناك تكمل المهمة التي كان يقوم بها الاستشراق الأوروبي. هذه المراكز تمثل نوعًا جديدًا من الاستشراق ما بعد الحداثة، ويمثلها مفكرون وكتاب مثل فوكو ودريدا وبودريار وكريستيفا وجيجك والروائيين بورخيس ورشدي وبابوك.

كما أن هناك ما يعرف بـ “مستودعات الأفكار” أو “بيوت الخبرة” أو “خلايا التفكير”، وهي منظمات قومية غير ربحية تهدف لتقديم المشورة لمن يطلبها، وتخضع للدول وتخدم مصالحها الاستراتيجية. وبشكل عام، فإن مراكز الأبحاث والدراسات الغربية الحديثة هي امتداد طبيعي للمؤسسة الاستشراقية القديمة، وتسعى لتحقيق نفس الأهداف السياسية والاستعمارية، لكن بأساليب وأدوات جديدة تتناسب مع العصر.

وتهدف أفكار المسشرقين سابقي الذكر إلى دراسة القرآن الكريم والسنة النبوية، سعياً لفهم العقيدة الإسلامية وتاريخها وتطورها. أولت العديد من المدارس الاستشراقية اهتمامًا كبيرًا لدراسة اللغة العربية، تناول المستشرقون مختلف جوانب التاريخ الإسلامي، من دراسة السيرة النبوية والدولة الإسلامية الأولى إلى دراسة الخلافة الإسلامية والعصور الإسلامية الوسطى.

ويعد كارل بروكلمان المستشرق الألماني البارز الذي طالما طعن في الإسلام، وله مؤلفات تطعن في نبوة الرسول، عليه الصلاة والسلام، ويتناول السيرة النبوية من منظور مقتضب، دون وضع الكثير من أحداثها في سياقها التاريخي، ما جعل الكثير من المفكرين العرب، مثل الدكتور شوقي أبو خليل أن يردوا على هذه الافتراءات.

خدمة الأجندة الصهيونية

تستعين وسائل الإعلام الصهيونية بعدد كبير من المستشرقين اليهود لشرح التطورات في العالم العربي وتقديم توصيات بشأنها، مثل إيال زيسير ورؤفين بيركو وإيلي فيدار ومئير جلبوع ويورام ميتال وتسيفي برئيل ويرون فيردمان. ويروج هؤلاء لكذبة الحق اليهودي في الأراضي الفلسطينية، وفي المقدسات الإسلامية في القدس.

ويعتبر المستشرق مردخاي كيدار، المحاضر في جامعة بار إيلان الصهيونية، من المستشرقين البارزين الذين يكتبون عن حركة حماس، حيث يرى أن قوتها تكمن في عقيدتها الدينية في القتال.

ويعمل الكثير من هؤلاء في مراكز أبحاث شهيرة؛ مثل معهد ابحاث الأمن القومي الإسرائيلي. ويعتبر من أهم مراكز الأبحاث في دولة الاحتلال، ويركز على التطورات السياسية والاجتماعية في الدول العربية، خصوصًا مصر. يرسل المركز أبحاثه ودراساته الاستراتيجية إلى نخبة محدودة من صناع القرار وكبار الجنرالات وضباط الاستخبارات وأعضاء السلك الدبلوماسي وأساتذة العلوم السياسية. 

هذه المراكز تعتبر من أهم مراكز الأبحاث في إسرائيل، وتلعب دورًا مركزيًا في صناعة القرار السياسي والأمني والاقتصادي في دولة الاحتلال، من خلال تقديم الأبحاث والدراسات المعمقة والتوصيات لصناع القرار.

 

 

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب