تقارير

مركبات جدعون .. بين صفقات ترامب ورغبة نتنياهو في تهجير الفلسطينيين

أثار إعلان رئيس الوزراء الصهيوني عن تصميمه علي الرهان علي الضغط العسكري لتحقيق النصر الكامل علي حماس ،وتحديه لرغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الوصول لوقف إطلاق النار، وإبرام صفقة تبادل الأسري جدلا واسعا حول تصورات نتنياهو لمستقبل قطاع غزة

وتشير لهجة نتنياهو المتحدية لترامب إلي قناعته الشديدة بضرورة تنفيذ خطة مراكب جدعون، الساعية لإخلاء شمال قطاع غزة من سكانه ،وتنفيذ استراتيجية” الأرض المحروقة ” غير عابئ بالانتقادات الدولية والرفض العربي لها خصوصا من جانب مصر.

وتسعي الخطة لإخلاء شمال قطاع غزة من سكانه ، نقل المدنيين الفلسطينيين إلى مناطق محددة في جنوب القطاع، قرب الحدود مع مصر، مع إنشاء مراكز توزيع مساعدات تحت إشراف إسرائيلي مباشر.

شمال غزة

ويعتبر كثير من المراقبين أن الهدف الأهم من وراء خطة نقل السكان جنوبًا لفرض وقائع جغرافية وديموغرافية جديدة على الأرض، انسجاما مع رغبة نتنياهو  لرؤية  غزة دون فلسطينيين، غزة كأرض بلا بشر،

ولكن الأزمة هنا ورغم تماهي ترامب مع الخطة وحديثه عن توزيع المساعدات الانسانية في جنوب القطاع، الا ان رأي ان وجود الجيش الإسرائيلي بالقرب من مخازن المساعدات ،قد يزيد الأمور توترا مما حد به لاقتراح ،ان يتبعد الجيش لمسافة بعيدة عن هذه المنطقة ويسند توزيع المساعدات لجهات دولية  .

وكما أن الخلافات بين ترامب حول خطة مركبات جدعون تمتد الي رفض  الرهان عليها لوسيلة كاملة  لاستعادة الرهائن أو تدمير حماس ،حيث يعتقد ساكن البيت الأبيض ،بأن نتنياهو يسعي فقط من وراء الخطة لتصفية القضية ،والقضاء علي حماس وهو هدف بعيد المنال.

ولكن ورغم تأييد ترامب بشكل مباشر أو غير مباشر لخطة مركبات جدعون خصوصا قبل الحديث عن زياراته للمنطقة وعزمه ابرام صفقات بالمليارات الا انه يبدو أنه اصغي بشكل دائم أو مؤقت لمضيفه وحلفائه العرب ،الذين حذروه من خطورة دعم واشنطن لهذه الخطة علي الاستقرار الهش في المنطقة التي تجعله علي المحك وتهدد بتفجرها  .

حيث يري عدد من مستشاري ترامب المؤثرين  استحالة نقل مليون فلسطيني الي جنوب غزة أو الأراضي المصرية في ظل رفض مصر لهذه المخطط وتداعيات هذا الأمر القاتلة علي اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل التي تتمسك واشنطن باستمرارها باعتبارها تجربة ناحجة يراد تعميمها.

ورغم أن ترامب قد عاد خطوة إلي الوراء فيما يتعلق بخطة مركيات جدعون وانفتاح شخصيات من إدارته علي حركة حماس مما أثمر عن إطلاق الأسير الأمريكي الصهيوني عيدان ألكسندر، فإن شخصيته النرجسية والدعائية ومزاجه المتقلب قد تدفعه بعد العودة الي الخليج وإبرام الصفقات الفلكية إلي العودة للرهان علي دعم نتنياهو مجددا.

غير أن الأمر سيرتبط بالرسائل التي سيقدمها مضيفو ترامب خلال وجودهم في المنطقة ،فاذا ربطت دول الخليج بين ابرام الصفقات مع ترامب بحدوث التهدئة في قطاع غزة ،قد تدفعه لتبني مواقف متشددة من نتنياهو  وطرحه هذه الخطة والتركيز علي فرض التهدىة ووقف الحرب في قطاع غزة

ترامب وبن سلمان

ولا يجب أن تتوقف الضغوط علي ترامب من جانب دول الخليج فعليهم فقط عدم التركيز علي دبلوماسية الصفقات فقط، بل عليهم أيضا تقديم دعم قوي لرؤية مصر لإحلال السلام في قطاع غزة وخطة التعمير

وكذلك عليهم توصيل رسالة واضحة لترامب بالكف عن السير وراء مخططات نتنياهو وحكومته اليمنية المتطرفة ،والتركيز كذلك علي أن غياب الاستقرار سيمنع تنفيذ الصفقات سواء الخاص باستثمارات  دول الخليج في الداخل الأمريكي ،أو المشروعات التي ستنفذها شركات ترامب والمقربون منه في المنطقة.

ويجمع المراقبون علي أن تبني دول الخليج ومصر موقفا قويا ورافضا لخطة عربات جدعون يستطيع دفن هذه الخطة، قد يقنع ساكن البيت الأبيض بالتراجع عن دعم الخطة الإسرائيلية والتركيز علي وقف الحرب وإعادة الأعمار في ظل رفضهم الحاسم لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية باعتبارها تهدد بتحول المنطقة لبرميل بارود وهي اللغة التي قد يتفهمها ترامب .

لكن نتنياهو قد يقلب الطاولة علي الجميع عبر اقتحام جميع مناطق غزة وتكثيف استراتيجية الأرض المحروقة ،ومحاولة الرد علي تجاهل ترامب له في عديد من الملفات ومنها التقارب مع حماس والاتفاق مع الحوثيين ،وهو سيناريو سيضع المنطقة علي مقربة من سيناريوهات أحلاها مر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى