مركز الزيتونة للدراسات يصدر “حماس: فصول لم تُكتب”
أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت كتاباً مُترجماً للغة العربية بعنوان “حماس: فصول لم تكتب”، للدكتور عزام سلطان التميمي، ويوفِّر الفصلين الأول والثاني للتحميل المجاني.
وجاء الكتاب في 343 صفحة من القطع المتوسط، وهو كتاب يُمثِّل إضافة نوعية للاطلاع على رؤية حركة حماس لنفسها وللعالم من حولها، وللتأمل في فهمها وموقفها من الصراع في فلسطين ووسائل حلّه، والتعرف عن كثب حول ما تراه الحركة مقبولاً، وما لا يمكن أن تقبل به من وسائل حلّ النزاع. وقد صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب باللغة الإنجليزية في سنة 2007 في لندن عن دار هيرست للنشر. أما هذه الطبعة التي يصدرها مركز الزيتونة، فهي الطبعة الأولى باللغة العربية.
استُهلَّ الفصل الأول من الكتاب “البدايات”، في وصف مختصر للحادث الذي أشعل شرارة الانتفاضة يوم 8/12/1987، والظروف التي أدت إلى ولادة حركة حماس فيما بعد. وتطرَّق إلى تطورات الأحداث التي شهدها العقدان اللذان سبقا ولادة الحركة.
وعرض الفصل الثاني من الكتاب “من الدعوة إلى الجهاد”، قصة الإخوان الفلسطينيين ابتداءً من سنة 1977، وهي السنة التي بدأ فيها إخوان فلسطين بالتخطيط لإطلاق مشروع المقاومة الخاص بهم، والذي أبصر النور بعد عشر سنوات من ذلك التاريخ، أي مع اندلاع الانتفاضة. وشهد ذلك العقد ولادة المؤسسات الرئيسية، مثل المجمع الإسلامي والجامعة الإسلامية اللذين وفَّرا للمجتمع الفلسطيني خدمات أساسية في المجالات الاجتماعية والطبية والتعليمية، ولعبا دوراً مهماً في تعزيز مكانة الحركة على المستوى الشعبي.
واستعرض الفصل الثالث “حرب شاملة”، أهم الأحداث التي أثَّرت على حركة حماس بعد تأسيسها، وذلك ابتداءً من تداعيات الأيام الأولى لاندلاع الانتفاضة، وحتى إعلان التوصل إلى اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية و”إسرائيل” سنة 1993.
وتناول الفصل الرابع “إلى الأردن”، قصة انتقال قيادة حركة حماس إلى الأردن بعد غزو صدام حسين للكويت سنة 1990، والضغط المتزايد بعد اتفاقية “وادي عربة للسلام” على السلطات الأردنية لتقليص حجم حماس وإبعاد قادتها غير الأردنيين عن البلاد. ويعالج هذا الفصل أيضاً، توقيف الدكتور موسى أبو مرزوق، أحد قادة حماس، في مطار كينيدي في نيويورك واحتجازه فيما بعد، الأمر الذي لم يترك أمام الأردن خياراً سوى استعادته بعد سنتين من الاحتجاز، واتِّساع هوَّة الخلاف بين قيادة حماس وقيادة إخوان الأردن.
أما الفصل الخامس “محاولة اغتيال مشعل”، فقد سَرَدَ قصة محاولة الاغتيال الإسرائيلية الفاشلة التي تعرض لها خالد مشعل، وما تبعها من منافع غير متوقَّعة على حركة حماس.
كما سَرَدَ الفصل السادس “الخروج من الأردن”، الأحداث التي أدت إلى إخراج حماس بشكل كامل من الأردن.
وناقش الفصل السابع “أيديولوجية التحرير عند حركة حماس”، موقف حماس من اليهود و”دولة إسرائيل”، كما تطرق إلى الوسائل العسكرية التي تلجأ إليها الحركة في مقاومتها للاحتلال وخصوصاً العمليات الاستشهادية. وتناول بالتحليل التطورات المهمة التي طرأت على خطاب حماس السياسي حول هذه القضايا وغيرها منذ صدور ميثاق الحركة سنة 1988. وتطرق الفصل إلى مفهوم الهدنة أو اتفاق وقف إطلاق النار الذي عرضته حماس على الإسرائيليين منذ سنة 1994.
وتناول الفصل الثامن “الجهاد والاستشهاد”، النقاش الدائر حول قضية الاستشهاد في إطار الفكر السياسي الإسلامي المعاصر.
وركّز الفصل التاسع “حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية”، على موقف حركة فتح، المنافس الأساسي لحماس على الساحة الفلسطينية، من حركة حماس.
واستهلَّ الفصل العاشر “نحو انتفاضة ثالثة”، الحديث عن تداعيات وفاة ياسر عرفات في تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، ثم تطرَّق إلى التطورات التي أدت إلى إجراء انتخابات المجلس التشريعي في كانون الثاني/ يناير 2006، وتداعيات الفوز الكاسح الذي حقَّقته حركة حماس. كما استعرض بعض الإجراءات التي لجأ إليها خصوم حماس بما في ذلك الإسرائيليون والأمريكان وبعض قادة فتح في محاولة منهم لإرغام الحركة على التخلي عن قيادة السلطة الفلسطينية التي آلت إليها بعد أن خسرتها فتح ديموقراطياً.
لقد قدَّم هذا الكتاب صورة أوضح لطبيعة حماس وما تمثله، ونأمل أن يستفيد منه الباحثون في المجال الأكاديمي أو في وسائل الإعلام، والمهتمون بالدراسات الفلسطينية والحركات المعاصرة، بالإضافة إلى الجامعات ومراكز الأبحاث ومؤسسات الدراسات.