الأمة| قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، إن القائد الفلسطيني البارز مروان البرغوثي وعدد من زملائه الأسرى تعرضوا لاعتداء وحشي على يد حراس سجن مجدو الإسرائيلي مطلع سبتمبر/أيلول الماضي.
ويعد اعتداء حراس السجن الإسرائيلي على الزعيم الفلسطيني المحتجز في الحبس الانفرادي داخل سجون الاحتلال منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، هو الثالث خلال أقل من عام.
وتعرض لاعتداء وحشي في ديسمبر/كانون الأول 2023 في سجن عوفر بالضفة الغربية المحتلة، ومرة أخرى في مارس/آذار من هذا العام في سجن مجدو شمال إسرائيل.
وعلم محامو هيئة الأسرى بالحادثة خلال زيارة قاموا بها مؤخرا لسجن مجدو، بعد حظر دام ثلاثة أشهر فرضته إدارة السجون الإسرائيلية على زيارة السجناء، وفق ما أعلنته هيئة الأسرى في بيان لها الأحد.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن حراس سجن مجدو اعتدوا على البرغوثي في 9 سبتمبر/أيلول 2024 في زنزانته الانفرادية.
وأضاف أن الاعتداء أدى إلى إصابة البرغوثي بجروح خطيرة في ظهره وأضلاعه وذراعيه وساقيه.
وقال البيان إن تعافي البرغوثي كان بطيئا وصعبا، إذ يعاني من محدودية الحركة وآلام في الصدر والظهر وجروح ملتهبة غير معالجة والتهاب في الأذن ناجم عن نزيف داخلي ترك دون علاج.
مروان البرغوثي (65 عاماً) هو عضو بارز في اللجنة المركزية لحركة فتح، وهو مسجون في إسرائيل منذ عام 2002 لدوره القيادي في الانتفاضة الثانية (2000-2003).
وبالإضافة إلى ذلك، قالت الحملة الشعبية للإفراج عن مروان البرغوثي إن الهجوم الأخير عليه في سبتمبر/أيلول كان شديدا بشكل خاص ويبدو أنه كان يهدف إلى إلحاق أذى جسدي خطير وطويل الأمد به.
وطالبت الحملة المؤسسات والمنظمات الدولية بالقيام بواجبها في حماية البرغوثي وبقية المعتقلين الفلسطينيين وفقاً للقانون الدولي.
وأضافت أن عجز المنظمات الحقوقية الدولية عن التطرق لحقوق الأسرى الفلسطينيين والجرائم المبلغ عنها ضدهم يسمح باستمرار العدوان الإسرائيلي في ظل شعور مرتكبي الجرائم بالحصانة من المساءلة.
يُشار إلى أن حركة حماس أدرجت اسم البرغوثي في قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم مبادلتهم بأسرى إسرائيليين في أي صفقة تبادل أسرى/وقف إطلاق نار مع تل أبيب.
السجون الإسرائيلية: تعذيب ممنهج
قبل بدء الحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة في أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2023، سجنت تل أبيب أكثر من 5000 فلسطيني في ظروف قاسية في سجون مختلفة شديدة الحراسة.
منذ بداية الحرب، اعتقلت إسرائيل 11400 فلسطيني إضافي ، بينهم مئات الأطفال والنساء، في سجونها كجزء من حملتها القمعية في الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من ثلث السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية معتقلون دون تهمة أو محاكمة.
لا يزال عدد غير معروف من السجناء الفلسطينيين الذين اعتقلوا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بمن فيهم رجال ونساء وأطفال، محتجزين بشكل تعسفي في مرافق احتجاز ومعسكرات مؤقتة دون أي سبيل قانوني.
وفي أغسطس/آب، قال تقرير أصدرته منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان إن آلاف السجناء الفلسطينيين يواجهون إساءة معاملة وتعذيبا منهجيا في السجون الإسرائيلية.
وأضافت منظمة بتسيلم أن شهادات 55 أسيراً سابقاً كشفت عن “ظروف غير إنسانية”، وأن أكثر من اثني عشر منشأة سجن تُستخدم “كمعسكرات تعذيب بحكم الأمر الواقع”.
وذكر التقرير أن “الشهادات أشارت بوضوح إلى سياسة مؤسسية ممنهجة تركز على الإساءة المستمرة وتعذيب جميع الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل”.
وأضاف التقرير أن السجناء السابقين وصفوا “أفعالا متكررة من العنف الشديد والتعسفي؛ والاعتداء الجنسي؛ والإذلال والإهانة؛ والتجويع المتعمد؛ والظروف غير الصحية القسرية (و) الحرمان من النوم”.
وفي الشهر نفسه، حذرت لجنة من خبراء الأمم المتحدة أيضا من “التصعيد في استخدام التعذيب” من قبل إسرائيل ضد السجناء الفلسطينيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال الخبراء إن “الانتهاكات الإسرائيلية الواسعة النطاق والمنهجية للفلسطينيين أثناء الاحتجاز وممارسات الاعتقال التعسفي على مدى عقود من الزمن، إلى جانب غياب أي قيود من قبل الدولة الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترسم صورة صادمة يتيحها الإفلات المطلق من العقاب”.
وفي الشتاء الماضي، أظهرت مقاطع فيديو وصور أثارت غضب الملايين حول العالم جنودا إسرائيليين يعصبون أعين عشرات الفلسطينيين المعتقلين في شمال غزة ويجردونهم من ملابسهم في ظل ظروف شديدة البرودة.
وتستمر إسرائيل أيضًا في سياسة إخفاء عدد أو أماكن احتجاز الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم في القطاع منذ بدء الحرب.
وفي الأيام الأخيرة، وفي خضم حملة مميتة ضد السكان المدنيين في شمال غزة، أظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي مرة أخرى باعتقال عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال، وتعصيب أعينهم، ونقلهم في شاحنات إلى أماكن مجهولة للاستجواب.
كما اعتقلت إسرائيل عشرات الأطباء والعاملين في المجال الطبي ورجال الطوارئ الطبية منذ بدء الحرب على غزة، الأمر الذي حرم الفلسطينيين الجرحى في القصف الإسرائيلي من أي أمل في تلقي العلاج المنقذ للحياة.
احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، جميع الطاقم الطبي من الرجال في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بعد قصف المستشفى واقتحامه، كما احتجزت النساء في إحدى غرف المستشفى دون ماء أو طعام، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.