مزاعم صهيونية عن هرولة سعودية لإبرام اتفاق تطبيع وشيك مع الاحتلال
زعمت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن المملكة العربية السعودية قد اجرت اتصالات مكثفة مع نافذيم في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للبحث في تسريع سبل توقيع اتفاق تطبيع للعلاقات مع تل أبيب يجلب مكاسب استراتيجية للحكم السعودي بغض النظر عما يجري في قطاع غزة
وبحسب الصحيفة الصهيونية أن شخصيات رئيسية في البيت الأبيض تعتقد أن رئيس الوزراء سيظهر مرونة لإنقاذ مستقبله السياسي ، في حين يعتقد آخرون في وزارة الخارجية أنه راسخ أيديولوجيا للغاية ومدين للشركاء اليمينيين المتطرفين
واستدركت الصحيفة في تقرير لها ترجمته “جريدة الأمة الإليكترونية ” قائلة :على الرغم من نزع حرب غزة لصورة إسرائيل في جميع أنحاء العالم العربي، واصلت المملكة العربية السعودية إجراء مناقشات رفيعة المستوى مع البيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة تهدف إلى التوسط في اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، كما قال ثلاثة مسئولين أمريكيين لتايمز أوف إسرائيل.
أوضح المسئولون أنه لا تزال هناك عقبات كبيرة، وأي صفقة محتملة ستتوقف على تأمين هدنة مؤقتة في غزة من خلال صفقة رهائن بعيدة المنال بين إسرائيل وحماس، كما أوضح المسئولون ومع ذلك، أكدوا جميعا أن الفجوات بين واشنطن والرياض قابلة للسد.
لقاء بين بن سلمان وبايدن – أرشيفيةحيث قال المسئولون الأمريكيون إن الإدارة أكثر انقساما حول ما إذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيكون مستعدا للنهوض بقضية الدولة الفلسطينية لارتياد طائرة واحدة مع السعوديين.
وقال المسئولون إن تفاصيل ما سيكون عليه العنصر الفلسطيني في الصفقة لا تزال قيد الانتهاء، ولكنها ستتطلب من إسرائيل اتخاذ خطوات ملموسة تهدف إلى إنشاء مسار إلى دولة فلسطينية في نهاية المطاف.
وعلى مدى معظم سنواته في السلطة، تحدث نتنياهو عن قدرته على إحباط الجهود الدولية لتعزيز حل الدولتين حيث قال رئيس الوزراء في فبراير: “يعلم الجميع أنني الشخص الذي منع منذ عقود إنشاء دولة فلسطينية من شأنها أن تعرض وجودنا للخطر.
وقال المسئولون إن الإلمام بمناوراته السياسية هو الذي دفع بعض كبار أعضاء الإدارة إلى استنتاج أن نتنياهو غير قادر على تقديم أنواع التنازلات اللازمة، حتى لو كان ذلك من شأنه أن يضمن اتفاق التطبيع مع المملكة العربية السعودية الذي اتبعه منذ فترة طويلة.
ومع ذلك، يعتقد آخرون في الإدارة أنه يواجه خيارا بين اتفاق مع المملكة العربية السعودية – والذي سيشمل عمل الرياض كضامن لإعادة إعمار غزة وإصلاح السلطة الفلسطينية جنبا إلى جنب مع الحلفاء العرب الآخرين – أو سيناريو تترك فيه إسرائيل وحدها لإدارة الجيب حيث ستظل حماس القوة الفلسطينية الأكثر هيمنة، وسيختار نتنياهو في نهاية المطاف الأول.
“هذه هي الخيارات.” قال أحد المسؤولين الأمريكيين، الذين تحدثوا جميعا إلى تايمز أوف إسرائيل الأسبوع الماضي بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إن أحدا في المنطقة لن ينقذ إسرائيل في غزة إذا لم يكن ذلك في سياق المبادرة الدبلوماسية التي نحاول الترويج لها، ولا يمكنك هزيمة حماس فقط من خلال الوسائل العسكرية”.
وعادت الصحيفة الصهيونية للقول :تماما كما ينظر إلى العنصر الفلسطيني على أنه ضروري لصفقة التطبيع، نظرا للحساسية للقضية الفلسطينية في المملكة العربية السعودية وبين التقدميين في الكونغرس؛ ينظر إلى صفقة التطبيع على أنها حاسمة للحصول على اتفاق دفاعي كبير بين واشنطن والرياض على خط النهاية، بالنظر إلى الحاجة إلى استرضاء كل من الجمهوريين المؤيدين لإسرائيل الأقل ميلا إلى دعم صفقة صاغها البيت الأبيض الديمقراطي، إلى جانب الديمقراطيين الذين كانوا ينتقدون سجل حقوق الإنسان في المملكة الخليجية.
وقال المسئولون الأمريكيون إن هناك قضايا معلقة فيما يتعلق بالضمانات الدفاعية المنصوص عليها قانونا التي تسعى إليها المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى الدعم الأمريكي لبرنامج نووي مدني، لكنهم قالوا إنه تم إحراز تقدم كبير على كلتا الجبهتين في الأشهر الأخيرة.
وفقا لذلك، فإن الجزء الثنائي الأمريكي السعودي من الصفقة أبعد من جزء التطبيع، حيث لم يظهر نتنياهو أي إشارة إلى أنه سيكون مستعدا لقبول إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح في نهاية المطاف، كما قال المسؤولون.
ولم يمنع هذا إدارة بايدن من المضي قدما في المفاوضات على أمل أن يكون لديها قريبا اقتراح يمكن أن يقدم إلى نتنياهو، مما يجبره على الاختيار بين التكامل الإقليمي والحفاظ على شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف الذين سيقفزون بالتأكيد إذا قبل إنشاء دولة فلسطينية مستقبلية، مهما كانت نظرية أو مشروطة أو بعيدة.
مع التأكيد على أن هناك استثناءات للقاعدة، قال المسؤول الأمريكي الأول إن الانقسام في الإدارة حول ما إذا كان نتنياهو سيوافق على الصفقة السعودية كان إلى حد كبير بين أولئك الموجودين في البيت الأبيض ومسؤولي وزارة الخارجية.
وقال المسئول الأمريكي: “الشخصيات الرئيسية في البيت الأبيض أكثر تفاؤلا بكثير من الكثيرين في وزارة الخارجية بأن نتنياهو يمكن أن يصل إلى “نعم” في هذا الشأن”، مضيفا أن وجهة نظر البيت الأبيض ستكون في نهاية المطاف أكثر حسما.
من ناحية أخري جادل مسئول أمريكي ثان، في إشارة إلى نتنياهو بلقبه: “من الواضح أن بيبي يهتم مستقبله السياسي ، وقبول هذا النوع من الصفقات هو الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يمنع وصمه بالكامل تقريبا بالتقصيرفي 7 أكتوبر”.
وأضاف المسئول الثاني: “لا يطلب منه قبول إنشاء دولة فلسطينية غدا، والضمانات التي ستتلقاها إسرائيل منا والعرب ستوفر لهم أمنا أكثر مما لديهم اليوم”.
وتابع: “لن نفعل ذلك إذا اعتقدنا أن الخطة ستنتهي إلى الجلوس في درج”، وأصر على أن الهدف لم يكن مجرد تقديم هذا على أنه “تمرين فكري”.
وعلى الرغم من أن المحادثات الأمريكية مع المملكة العربية السعودية بدأت قبل 7 أكتوبر بوقت طويل، إلا أن الشهية على صفقة التطبيع في واشنطن لم تتوسع إلا منذ ذلك الحين، حيث ينظر إلى زيادة المشاركة السعودية في الساحة الفلسطينية التي تتطلبها الصفقة على أنها ضرورية لإيصال إسرائيل إلى مكان تشعر فيه بالأمان بما يكفي لسحب حربها ضد حماس إلى نهايتها، كما قال المسؤول الأمريكي الثاني.
لكن مسئولا أمريكيا ثالثا كان أكثر تشاؤما، مؤكدا أن معارضة نتنياهو للدولة الفلسطينية كانت أيديولوجية ولا تنبع فقط من المخاوف من أن شركائه في الائتلاف سيتخلون عنه.
وقال المسئول: “سيؤجل اتخاذ قرار حتى فوات الأوان”، مشيرا إلى أن نافذة تأمين الصفقة تغلق، بالنظر إلى أن الكونغرس يحتاج إلى وقت لتفويض المكون الثنائي الأمريكي السعودي.
وأشار المسئول أيضا إلى أن الدعم على هيل لمثل هذه الصفقة ليس كما كان قبل 7 أكتوبر، حيث أن الجناحين اليمينيين المتطرفين واليساريين المتطرفين لكلا الطرفين اللذين أصبحا معاديين بشكل متزايد لإسرائيل.