صرّح مسؤولان إسرائيليان لشبكة سي إن إن اليوم الأحد، أن عملية برية إسرائيلية واسعة من المقرر أن تبدأ في الأيام المقبلة في مدينة غزة.
أحد المسؤولين وصف التوقيت بأنه “قريب جدًا”، بينما أشار الثاني إلى إمكانية انطلاق العملية غدا الإثنين.
خلفية التحضيرات والإعلان
وفقًا للمسؤولين، فإن إسرائيل كانت قد وافقت على خطّة للسيطرة على مدينة غزة واحتلالها منذ أوائل أغسطس/آب الماضي، وكانت الخطة الأصلية تتضمّن مراحل طويلة تتعلق بإجلاء قسري لأكثر من مليون فلسطيني من المدينة ومحيطها.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصدر توجيهات مؤخّرة لتسريع الجدول الزمني، ما يعني أن العملية البرية قد تبدأ قبل الموعد الذي كان مقرّرًا سابقًا.
الأهداف والمخاطر المحتملة
سبق أن كثّفت إسرائيل من استهداف الأبراج الشاهقة والمباني التي تقول إنها تُستخدم من قبل حركة حماس لأغراض عسكرية أو كمراكز قيادة ومخازن أسلحة، في تمهيد للخطوة البرية.
لكن المخارج المحتملة للعملية البرية مثيرة للجدل بشدة، بسبب المخاطر الإنسانية والسياسية. من بين التحذيرات المعارضة الداخلية إشارة رئيس أركان الجيش، الفريق إيال زامير.
إلى أن العملية قد تُعرّض الرهائن المتبقّين للخطر، وتعرض حياة الجنود إلى مخاطر كبيرة، كما أن الوضع الإنساني في غزة قد يتدهور أكثر من ذلك كثيرًا.
ردود الفعل الدولية والمحلية
الإعلان المرتقب للعملية البرية أثار استنكارًا في الأوساط الدولية، خصوصًا منظمات حقوق الإنسان والدول التي تشارك في المساعدات الإنسانية، التي تحذّر من أن الهجوم البري الواسع سيفاقم من الكارثة الإنسانية في قطاع غزة. الإعلام الفلسطيني المحلي يشير إلى أن الغارات الجوية المكثفة قد دمرت آلاف المباني وأن النزوح الداخلي يتسارع.
كما أن الأوضاع في المدينة تزداد سوءًا مع نقص كبير في الإمدادات الأساسية من الغذاء والماء والمسكن، ومع الخوف من أن تكون الخطوة البرية مدمّرة لسكان غزة المدنيين وهم الذين ما زالوا متواجدين رغم التحذيرات بإجلائهم.
التوقيت والدلالة
اختيار اللحظة يدلّ على تسارع إسرائيل في تنفيذ خططها التي كانت معلّقة لأشهر. كما يُرجَّح أن بدء العملية البرية قريب جدًا، ربما الاثنين إذا سارت الأمور بحسب ما قال المسؤولان.
مع تحذير العالم من تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة، تبدو مطامع إسرائيل واضحة في السيطرة على غزة كخطوة نهائية ضمن حربها الممتدة ضد حماس. العملية البرية، إذا ما انطلقت،
ستمثّل مشهدًا حاسمًا في صراع طويل، يواجه فيه المدنيون الفلسطينيون ضغوطاً مركّبة بين القصف، النزوح، ونقص الإمدادات، فيما المجتمع الدولي يراقب، منتظرًا كيف سيكون الردّ عمليًا على أساس ما يفرضه القانون الدولي من حماية للمدنيين.