قال مسؤولون أمريكيون إن من غير الواضح إلى أين قد يفر الرئيس السوري بشار الأسد. وربما يعرض رعاته عليه اللجوء في موسكو أو طهران، ويبقى أن نرى ما إذا كان قوات المعارضة السورية سيوجهون أنظارهم إلى اللاذقية، وهي معقل للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
ويأتي السقوط المحتمل للنظام في سوريا في وقت حرج في الولايات المتحدة مع استعداد الرئيس جو بايدن لتسليم السلطة للرئيس المنتخب دونالد ترامب .
وقد أوضح الرئيس المنتخب بالفعل وجهة نظره، حيث لجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي أمس السبت للدعوة إلى أن تظل الولايات المتحدة بعيدة عن أي تغيير محتمل للنظام وأن تترك الصراع يتكشف “سوريا في حالة من الفوضى، ولكنها ليست صديقتنا”، كما كتب، داعياً إلى عدم التدخل واختتم برسالة: “دعوا الأمر يستمر. لا تتدخلوا!”
في وقت مبكر من ولايته الأولى، أمر ترامب بشن ضربات ضد نظام الأسد ردًا على هجوم بالأسلحة الكيميائية أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين. وفي وقت لاحق، سعى ترامب إلى سحب القوات الأمريكية المشاركة في القتال ضد داعش من شمال سوريا، رغم بقاء المئات منها في البلاد.
حذر السيناتور ليندسي غراهام، حليف ترامب، يوم الجمعة على وسائل التواصل الاجتماعي من أن الحكومة الأمريكية بحاجة إلى ضمان عدم إطلاق سراح سجناء داعش المعتقلين في شمال شرق سوريا، وأن القوات الأمريكية في البلاد لديها الدعم الذي تحتاجه.
وتابع”في حال انهيار الحكومة السورية بشكل أكبر، أخشى أن تتعرض القوات الأمريكية للخطر. لذا فمن الضروري أن يكون لدينا خطط طوارئ لتعزيز قواتنا لضمان عدم انهيار مهمة مكافحة داعش”، هذا ما كتبه الجمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية على موقع X.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن البنتاجون، الذي لديه نحو 900 جندي في سوريا، لا يضع خططا لتغيير وضع قواته في البلاد وينتظر ليرى ما سيحدث مع اتخاذ تدابير إضافية لحماية القوات.
كانت الولايات المتحدة تتعاون منذ فترة طويلة مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وقال المسؤول الأمريكي إن قوات سوريا الديمقراطية حافظت على اتصال مع الجماعة المتمردة المعروفة باسم هيئة تحرير الشام، لكن الولايات المتحدة لا تتواصل مع هيئة تحرير الشام لأنها تعتبر منظمة إرهابية.
ولا يبدو أن هيئة تحرير الشام تحظى بدعم علني من تركيا، خصم الأسد، لكن مسؤولين أميركيين يعتقدون أن تركيا أعطت المجموعة الضوء الأخضر لإطلاق عمليتها.
ومن بين المخاوف الكبيرة التي تواجهها الإدارة الأمريكية سلامة مخزون الأسد من الأسلحة الكيميائية، والذي يعتقد أنه يشمل الكلور والسارين، والذي استخدمه الأسد بشكل سيئ السمعة في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلوالمعارضةالسورية، مما أثار رعب المجتمع الدولي.