أطلق برنامج الأغذية العالمي اليوم الثلاثاء تحذيرًا جديدًا، قال فيه إن المساعدات الإنسانية التي يُسمح بدخولها إلى غزة لا تزال مجرد “قطرة في محيط” أمام حجم المجاعة التي تضرب القطاع.
فبعد نحو عامين من الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة حماس، أعلنت الأمم المتحدة رسميًا، يوم الجمعة الماضي، عن حالة المجاعة في غزة، ملقية باللوم على ما وصفته بـ”العرقلة المنهجية” لوصول الإمدادات الإنسانية.
كارل سكاو، كبير مسؤولي العمليات في البرنامج، أوضح أن متوسط الشاحنات التي دخلت القطاع خلال الأسبوعين الماضيين لا يتجاوز 100 شاحنة يوميًا، وهو رقم ضئيل جدًا أمام حاجات 2.1 مليون شخص.
.وأكد: “نحن بحاجة إلى مستوى مختلف تمامًا من المساعدة إذا أردنا قلب مسار المجاعة”.
المشهد الإنساني في غزة قاتم: مستويات اليأس دفعت السكان إلى اعتراض شاحنات الإغاثة وانتزاع الطعام منها مباشرة، ما يعيق الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفًا مثل النساء والأطفال داخل المخيمات.
لكن غزة ليست الوحيدة في بؤرة الكارثة.
ففي السودان، يعاني 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينهم 10 ملايين في “مرحلة المجاعة”. عشر مناطق هناك تأكدت فيها المجاعة بالفعل، وسط حصار وهجمات دامية على قوافل الإغاثة، مثل الهجوم بطائرة مسيرة على قافلة تابعة للأمم المتحدة في الفاشر.
أما في جنوب السودان، فالخطر يتجه نحو ثالث إعلان رسمي للمجاعة، في ظل غياب الطرق الممهدة واعتماد الإمداد على الطائرات المروحية والإنزال الجوي، ما يجعل العمليات “مكلفة للغاية”، وفق سكاو.
الأزمة أكبر من أي وقت مضى: 320 مليون إنسان حول العالم يعانون اليوم من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي ثلاثة أضعاف ما كان عليه الرقم قبل خمس سنوات.
وفي الوقت نفسه، انخفض تمويل برنامج الأغذية العالمي بنسبة 40% عن العام الماضي، بعد تقليصات كبيرة من مانحين تقليديين أبرزهم الولايات المتحدة.
سكاو لخص المأساة بعبارة مؤلمة: “نحن نقطع المساعدات عن الجياع لنقدمها للجياع”. وبينما تتفاقم الحروب والصراعات والكوارث المناخية، تبحث المنظمة عن مانحين جدد مثل الهند والبرازيل وإندونيسيا، لتجنب كارثة إنسانية غير مسبوقة.