حواراتسلايدر

مستشار بباريس: ندين حرب الكيان في غزة لكنا نرفض قرار حسن نصرالله

مستشار مركز البحوث حول الإرهاب بباريس: الحزب موالي للولي الفقيه في إيران 

بديع قرحاني: ليس سرًا أن الحزب أحد أذرع إيران في المنطقة

لا بد أن يكون قرار الحرب بيد الدولة فقط ووضع السلاح مع الحزب غير مطمئن

بديع قرحاني: لماذا لا يكون الولي الفقيه عربيًا وليس فارسيًا؟

حوار: أبوبكر أبوالمجد| لبنان.. دولة عربية عزيزة على كل العرب، فهي سويسرا الشرق، وهي إحدى قلاع الثقافة في العالم العربي، وهي تمر حاليًا بإحدى أسوأ الظروف التي مرت بها عبر تاريخها منذ الحرب الأهلية، من انهيار للعملة، وتردي الوضع الاقتصادي، ومواجهة مرتقبة على مستوى محدود أو شامل مع دولة الكيان نتيجة القرار التابع لمصالح إيران الذي اتخذه حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني.

 

وفي إطار المستجدات في الداخل اللبناني، وعلى الساحة في المنطقة، كان لنا هذا الحوار مع الصحفي اللبناني ومستشار مركز البحوث حول الإرهاب بباريس، بديع قرحاني.

— نود أن نبدأ بسؤال استهلالي بديهي.. لبنان إلى أين؟

للأسف منذ نشأة لبنان الكبير يطرح هذا السؤال لبنان إلى أين؟ وإن اختلفت الأسباب والظروف.

أما بالنسبة للوضع اليوم في ظل التطورات بعد ٧ أكتوبر وعملية طوفان الأقصى من قبل حماس، ودخول حزب الله كقوة إسناد لغزة، أصبحت الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، من حرب مضبوطة إن صح التعبير، إلى حرب شاملة، بالرغم من أنه مستبعد هذا الأمر حتى الآن بالرغم من عملية اغتيال المسؤول العسكري لحزب الله فؤاد شكر، في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت ومعقل حزب الله.

أما فيما خص رد حزب الله على هذه العملية، من الواضح ومن خلال كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أن الرد سيكون مدروسًا جدًا ولن يكون شكليًا، إلا أن نصر الله أضاف أنه وبالرغم من الغضب إلا أن الحزب سيتصرف بحكمة وعقل!

والأهم أن حزب الله ما زال يربط التطورات في الجبهة اللبنانية بالحرب الدائرة في غزة، وهذا الأمر يعتبر إيجابيًا من حيث أن الحزب لم يعتبر أن الأمر تحول إلى حرب مباشرة بين لبنان وإسرائيل، وما زال الموضوع مرتبط بغزة وبايقاف الحرب بها.

__ ما رأيك في التحام حسن نصرالله بمحور المقاومة ومصطلح وحدة الساحات بزعم الدفاع عن المقاومين في فلسطين وتخفيف العبء عنهم والضغط على الكيان لوقف الحرب؟

– أولًا لا بد من الإشارة والتأكيد أن غالبية الشعب اللبناني، يدينون عملية الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، وغالبية الشعب اللبناني يستنكرون هذا الإجرام من قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وحالة التدمير التي تعرضت لها غزة، إلا أن ما يسمى وحدة الساحات التي أعلنها حزب الله فسوف تجد أن غالبية اللبنانيين الذين يدينون إسرائيل ويتضامنون مع الشعب الفلسطيني هم أنفسهم يرفضون ما يسمى بوحدة الساحات واقحام لبنان، تحديدًا بهذه المواجهة مع إسرائيل، في وقت يعاني لبنان مجموعة أزمات دستورية واقتصادية ولا إبلاغ عن أن البعض يتخوف كثيرًا حتى وجود لبنان.

وأعتقد هنا وبكل وضوح أن الحكومات المتعاقبة ومنذ عام ٢٠٠٥ منحت حزب الله ترخيصًا رسميًا لسلاحه، من خلال البيان الوزاري الذي على أساسه تأخذ الحكومة الثقة من مجلس النواب، وذلك تحت عنوان “جيش وشعب ومقاومة”، إلا أن هذا الترخيص لا يفوض حزب الله الدخول بمعارك الإسناد وإن كان الموضوع يتعلق بفلسطين، والأهم بما ان الشعار هو جيش وشعب ومقاومة، فلماذا لم يأخذ برأي الشعب وبرأي الجيش قبل الدخول بهذه الحرب؟

— لحساب من يلعب حزب الله إذا كان الأمر فيه كل هذا الضرر بالدولة اللبنانية؟

– ليس سرًا من أن حزب الله هو أحد أهم أذرع إيران في المنطقة، والقضية ليست فقط تمويلًا أو دعمًا عسكريًا، المسألة مرتبطة بعقيدة حزب الله وإيمانه بولي الفقيه أي الخامنئي، التزامه السياسي والديني والأهداف الإستراتيجية للحزب كلها مرتبطة بهذا المفهوم.

— هل حقًا كل الدعم المادي للحزب يتحصل عليه من طهران؟

اليوم نحن أمام حزب يوازي الدولة اللبنانية بهيكليته وإمكانياته المالية والعسكرية، نصر الله يتحدث عن أكثر من 100 ألف مقاتل، في حين أن الدولة اللبنانية بكل أجهزتها العسكرية والأمنية لا تصل إلى 120 ألف!

إضافة إلى أن قرار الحرب والسلم هو بيد حزب الله فقط وليس للدولة اللبنانية أي رأي في هذا الأمر!

— إلى متى تستمر تصرفات اللامسؤولة والتي تضر بمصالح الدولة اللبنانية شعبا وحكومة؟ ولو كان لك مطلب من جامعة الدول العربية ليتوجهوا به للحزب فما هو؟

– لا بد من تنفيذ القرارات الدولية وحصر السلاح فقط بيد الدولة، حتى وإن كان من خلال ما يسمى الإستراتيجية الدفاعية، وأن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة حصرًا، وهذا الأمر يحتاج إلى حوار حقيقي وجدي وشفاف بين اللبنانيين بالدرجة الأولى، ولا بد لحزب الله أن يعلن بشكل جدي أيضًا عدم تدخله بشؤون الدول وتحديدًا الدول العربية، لا أحد يطلب من حزب الله أن يغير ولاءه الديني والعقائدي المرتبط بإيران، فهذا أمر يخصه ويخص الطائفة الشيعية الكريمة؛ ولكن لا يمكن أن يستمر البلد على هذا النحو، دولتين واقتصادين.

وكما تعلم في لبنان هناك ١٨ طائفة ومذهب، فلا يمكن لطائفة أو مذهب أن تتمتع بفائض من القوة على حساب الآخرين، وهذا في النهاية سيؤدي إلى حرب أهلية لا قدر الله، وأنا على ثقة لا أحد يريدها بما فيهم حزب الله.

وهناك سؤال يطرح دائمًا لماذا ولي الفقيه يجب أن يكون إيرانيًا وليس عربيًا، فلماذا لا يكون نصر الله ولي الفقيه وتتبع له إيران؟
إلا أن الموقف من حزب الله لا يجب أن يمنعنا من إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وغزة.

أبوبكر أبوالمجد

صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى